-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مباشر!

مباشر!
ح.م

على طريقة صراع الصحف والفضائيات على أخبار “السكوب” والعواجل والمباشر والمصداقية في نقل المعلومة، أطلّت علينا وزارة العدل، بخبر عاجل جدا، وسبق مثير وفريد من نوعه، ومهم للمجتمع الجزائري، عندما أرفقت تقديمها لتوقيت بداية محاكمة المتورطين في نهب السلطة والمال العام وحرق معنويات الشعب، بالنقل العلني لمحاكمة أفراد العصابة. وحتى يكون سبق ومصداقية وزارة العدل كاملا، ذكّرت الوزارة إلى الإثارة والدهشة والصدمة التي سترافق المُشاهد طوال متابعته لهذه المحاكمات، وهو ما جعل فضول الناس يبلغ السقف، في انتظار الثاني من ديسمبر، حيث سيرى الناس ولأول مرة المتهم بوجهه “الأصفر أو القصديري”، ويتابعون تفاصيل قرار الإحالة المليء بأرقام السرقات وبطرق الاحتيال، التي مكّنت هؤلاء من تحقيق أغرب معادلة في تاريخ البشرية عندما قدموا للعالم بلدا ثريا جدا، تهاطلت عليه من السماء ألف مليار دولار من دون أدنى جهد، وشعبا شقيا جدا، لم يكتف بالمغامرة بالنفس وبالأهل في أعماق البحر، فانتقل إلى الانتحار الصُراح.

لا أظن أن ملعب الخامس من جويلية سيكفي الفضوليين لمتابعة هؤلاء المحبوسين في قضايا الفساد من الذين قدموا نموذجا متعفنا من الحكم، بلغ درجة وضع رئيس فاقد للوعي على أريكة متحركة، وحكموا في مكانه، على طريقة رواية الزعيم التي كتبها فاروق صبري وأدى بطولتها عادل إمام، ولا أظن بأن الجزائريين سيتوجهون للدراسة أو العمل في حال مرور أي متهم من أفراد العصابة من المعروفين أمام القاضي علنا وعلى المباشر.

يختلف الجزائريون في مقترحاتهم بشأن المحبوسين حاليا على ذمّة مواصلة التحقيق، كما يختلف المترشحون، بين من يطالب بإعادة المال المنهوب قبل سجن الفاعلين، وبين من يطالب بحذف الرأفة من قاموس القضاة مع هؤلاء، ولكن عامة الناس، يتمنون أن لا تكون هذه المحاكمات العلنية، مجرد استعراض يتابعه ملايين من الفضوليين، وإنما تأسيس صلب لدولة القانون التي افتقدناها على مدار قرابة الستة عقود.

لقد تابعنا في عشريتي الضياع مشاهد مؤسفة أدخلت صفات لم تكن أبدا في كروموزومات الجزائريين مثل “الشيتة” و”التشيبة” وما شابههما قذارة، من رجال ضحكوا علينا إلى حدّ الثمالة، ولسنا في حاجة لتضييع مزيد من الوقت لنردّ على هؤلاء ضحكا حدّ الثمالة، فالوضع في البلاد يحتاج إلى الانطلاق، من خلال معاقبة المجرمين الكبار والصغار أيضا قبل أن يتضخموا، وجعل القانون بآلياته ورجالاته مانعا لأي تجاوز من أي كان، في أي ظرف كان، ومباشرة معركة العمل والبذل الحقيقي من أجل الحياة، حتى لا نبقى “عالة” على الأمم، نأكل ما يزرعون ونركب ما يُصنّعون ونلبس ما ينسجون، ونتداوى بما يكتشفون ونقرأ ما يكتبون.

ويبقى الحلم بعيد المنال وأقرب للمستحيل في أن نقرأ في فضائيات الجزائر، أخبارا عاجلة عن حصول جزائريين على جوائز نوبل في العلوم أو تحقيق الجزائر لاكتفاء ذاتي في زراعة القمح، ونشاهد تطورا في المنظومة المالية والتجارية في البلاد، بدلا من حكاية الزجّ بهذا في السجن والقبض على ذاك، في بلد اختصروا ذكره في الدم سابقا، ونخشى أن يختصروه في السجن لاحقا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • مامون

    نتمنى من كل الغيورين على الجزائر البذء بأنفسهم من خلال احترام العمل وتأديته في وقته وفق ما هو مطلوب منه. بدون محابات وتطبيق القانون على الكل بدون «اسثتناءات وعندها سنتطور.

  • ابن الجبل

    هذه المحاكمة المباشرة التي تتحدث عنها ،هل هي مسرحية هزلية جيدة الاخراج ، ام انها محاكمة صادقةعادلة ؟ لأن المتورطين في نهب المال العام ،وتكسير الاقتصاد الجزائري ،وتهجين المدرسة الجزائرية، وتهجير الكفاءات الجزائرية الى الخارج ، هم خارج السجون أكثر مما هم داخل السجون ... لتحقيق محاكمة عادلة يستلزم عدالة مستقلة ،وسلطة منتخبة شرعية ،وقوانين واضحة لا تتغير بتغير الحكومات

  • كريم

    عندما سمعت الحكم ب 6 اشهر حبس نافد في حق حفيد ولد عباس امام الكم الهائل للتهم الموجهة اليه اطرح علامة استفهام؟؟؟؟؟؟؟ لو كان شاب جزائري بصيط تشابك مع شرطي فقط لحكم عليه ب2حبس نافذ