متطوعون يرفعون التحدّي لتنظيف الابتدائيات من مخلفات السيول
حوّلت الفيضانات التي شهدتها عدة ولايات بالجنوب الغربي للوطن، خاصة بولاية بشار، معظم الطرقات والأحياء وكذا الهياكل التربوية بالمناطق المتضررة، إلى أماكن لتجمع الطمي والأتربة التي جرفتها السيول، وهو ما دفع جمعيات ومؤسسات إلى الإسراع من أجل تقديم الدعم، والمساعدات الإنسانية، والمساهمة في حملة وطنية لتنظيف المؤسسات التربوية من مخلفات الفيضانات تحت شعار “عودة آمنة وسليمة لتلاميذ المدارس عشية الدخول المدرسي”.
شرعت العديد من المؤسسات والجمعيات، في تنظيم حملة وطنية، لتنظيف المدارس الابتدائية المتضررة جراء الفيضانات الأخيرة بولايات الجنوب، حيث سيساهم بهذه الحملة عدد من المتطوعين ينشطون ضمن جمعيات ومنظمات بكل من ولايتي العاصمة والمدية، من أجل إيصال المساعدات، وتوزيعها على العائلات المتضررة إلى جانب العمل على تنقية المدارس وتجهيزها تحضيرا للموسم الدراسي 2024/2025، وفي سياق الموضوع، كشفت رئيسة قسم التسويق بالوكالة الوطنية للنفايات، بغزوز فاطمة في تصريح لـ”الشروق”، عن مضمون اجتماع انعقد منذ يومين، بحضور ممثلين عن مختلف الهيئات على رأسهم المرصد الوطني للمجتمع المدني، ومتعاملين اقتصاديين، إلى جانب الوكالة الوطنية للنفايات وجمعيات ناشطة في مجال البيئة، والذي يهدف، بحسب المتحدثة، إلى تنظيم حملة لتنظيف مخلفات الفيضانات بمدارس الطور الابتدائي عشية الدخول المدرسي، خاصة المؤسسات التربوية التي تضررت بفعل الأمطار الأخيرة انطلاقا من تاريخ 17 إلى غاية 21 سبتمبر الجاري.
وتضيف بغزوز فاطمة، أن المساهمين في هذه الحملة من بينهم إطارات بشركات ومتعاملي الهاتف النقال، سيتنقلون نحو المناطق المتضرر للوقوف على الأشغال ومباشرة أعمال التنظيف وتهيئة مدارس الطور الابتدائي، بحضور عدة جمعيات محلية ووطنية، وتشير المتحدثة إلى أن العملية تندرج ضمن المهمة الأساسية للوكالة، “وهي التحسيس والتوعية من أجل بيئة نظيفة لتمدرس أبنائنا”.
وبدوره، أشار رئيس المنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة سفيان عفان، إلى وجود تنسيق وتواصل دائم بين فعاليات المجتمع المدني منذ تاريخ حدوث الفيضانات، وإبرام اتفاقيات مع مؤسسات وهيئات على غرار الوكالة الوطنية للنفايات، والمعهد الوطني للتكوينات البيئية، وكذا مجمع “كوسيدار”، فرع الطاقات، من أجل التجنّد ميدانيا لتنظيف مؤسسات تربوية بولاية بشار تحضيرا للدخول المدرسي، وأضاف المتحدث أن مساهمة المنظمة تمحورت في بث منشورات ودعوة الشباب إلى التطوع الميداني بعد وصول المساعدات، لتوزيعها على مستحقيها، وكذا المساهمة في التنظيف.
وكشف رئيس المنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة، في سياق حديثه، عن وجود تنسيق محكم بين مختلف الهيئات منها الكشافة الإسلامية الجزائرية، والهلال الأحمر الجزائري ورؤساء لجان الأحياء، الفواعل الشبانية سواء في عمليات تهيئة المدارس الابتدائية وتوزيع الوجبات والمستلزمات المدرسية، بالإضافة إلى تفريغ الشاحنات الخاصة بالمساعدات، وذلك، بحسب المتحدث، للمساهمة الجماعية في إنجاح الدخول المدرسي.