-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
التخييم في العراء

متعة المغامرة المجانية في الجبال والشواطئ

نسيبة علال
  • 2254
  • 1
متعة المغامرة المجانية في الجبال والشواطئ
ح.م
هل جربتم هذه المغامرة الممتعة؟

ترتفع حمى القائمين على الفنادق الجزائرية في فصل الصيف، فيلهبون أسعار الإقامة والخدمات إلى حد يجعلها تبدو للعائلات البسيطة خيالية وبعيدة كل البعد عن قدرتهم، لكن! كيف يمكن للجزائريين قضاء عطلة ممتعة ومريحة دون الكثير من المصاريف؟
قبل سنوات قليلة كان التخييم في العراء أو “الكامبينغ سوفاج” في الجزائر مغامرة لا يجرؤ على خوضها سوى شلة من الشباب، بيد أن الأمر تغير كثيرا مع مرور الوقت، فتأمين الشريط الساحلي واتخاذ الجهات الأمنية لتدابير صارمة ومخطط لها، شجع الجزائريين شبابا وعائلات لخوض تجربة التخييم في العراء، خاصة في ظل الارتفاع الرهيب لأسعار الإقامة بالفنادق الجزائرية، والتي تناهز أحيانا العشرين ألف دينار، ما يجعلها حكرا على أصحاب المال الوافر، إذ وعكس الدول الأوربية والأمريكية اين يقبل الأغنياء على التخييم في العراء بعد الملل من اجواء الفنادق وزخمها، فإن الجزائريين من البسطاء ومحدودي الدخل فضلوا في الفترة الأخيرة حمل حقائبهم وخيمهم ونصبها لليالي طويلة على الشاطئ أو في المحميات الغابية، وتعتبر الأماكن العذراء التي لم تطلها أيادي تجار السياحة والمؤمنة، المفضلة للتخييم، خاصة لدى الشباب، حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي قبل حلول موسم الاصطياف حملات ضخمة تدعو إلى تنظيف الشواطئ العذراء والأماكن الغابية استعدادا للتخييم.
على طول الشريط الساحلي الجزائري، شواطئ تسلب عقول الزائرين، وبين زرقة مياه الأبيض المتوسط وخضرة جبال الأطلس الضارب شرقا فغربا، مناطق فاتنة يؤدي اكتشافها والتخييم بها إلى متعة لا تضاهيها الإقامة بأرقى فنادق الخمسة نجوم وما تقدمه من رفاهية وخدمات، إن المتعة التي يبلغها الجزائريون وهم يخيمون في الفضاءات المفتوحة على الطبيعة العذراء، تكمن في أنهم يعيشون تجربة فريدة ومميزة دونما الكثير من الأتعاب المادية، يطهون طعامهم البحري على نيران موقد غازي صغير او على الخشب وينامون في خيام تنقل ضوء القمر، والأجمل من كل هذا متعة التخييم الجماعي، حيث يخرج الشبان أو العائلة الكبيرة مجتمعيين لمثل هذه الرحلات، ونادرا ما يقبل عليها فرد او أسرة صغيرة لمفردها، هذا ما لاحظناه ببعض الجزر الصغيرة المتناثرة غير بعيد عن شواطئ القل بسكيكدة، وكذلك بشواطئ بني حوا والداموس وغيرها. هناك يهرب المصطافون من لفحات الفنادق ودور الكراء الساحلية لتحتضنهم الطبيعة وتقدم لهم هواء عليلا، ومغامرة فريدة.

لصيف بعيد عن العري والمجون

بأحد شواطئ الداموس التابعة لولاية تيبازة، التقينا عائلة من تسعة أفراد، تهم لحزم متاعها بعد مدة من التخييم بالشاطئ، يبدو من خلال ملابس هؤلاء أنهم متدينون ملتزمون، تقربنا منهم، وتوضح لنا أنهم قضوا ثلاث ليال في المكان، وعن وجهة نظرهم يقول سفيان، الأخ الأكبر في هذه العائلة: “لا إزعاج هنا، ولا صخب، الناس يستمتعون على الشاطئ ويرحلون في ساعات متأخرة من الليل، لكن المتعة الحقيقية في المبيت تحت ضوء القمر، لا حاجة لدفع الكثير من المال في فنادق تعج بالأجساد العارية والمجون”، أما على الشاطئ الصخري البديع سيدي مروان بولاية الشلف، فقد أصبح التخييم عادة شبابية أسبوعية، حتى بعض الغابات المتقوقعة في المرتفعات، كغابات جبال تكجدة مثلا، أو غابات بني حوا التي تطل على زرقة الشواطئ من أعلى الجبال في مشهد يسلب الناظرين، أصبحت تستقطب إليها حتى العائلات الراغبة في الراحة والاستجمام بعيدا عن أجواء الشواطئ واختلاطها، وهو ما دفع المستثمرين الخواص إلى إنشاء مخيمات صديقة للبيئة بهذه المناطق، بعد ما لاحظوا الإقبال الكبير للناس على التخييم في الغابات في السنوات الأخيرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • سس

    كل واحد ايعوم بحرو...عاى حساب عقلية الجزائريين يجب توفير ربعين مليون شاطئ لتفادي العري والمزاعيم المنافقة...مناطق العري معروفة اما اغلبية المواطنين بسطاء ومستورين على حالهم.