-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

متى نتعلم الاحتفال بأعيادنا؟

متى نتعلم الاحتفال بأعيادنا؟
أرشيف

في الوقت الذي قطعنا فيه علاقاتنا “الديبلوماسية” و”غير الديبلوماسية”، بشكل قاطع ولا رجعة فيه، مع العمل، تكاثرت أعيادنا وتشابهت في كونها جميعا عبارة عن عطل مدفوعة الأجر وولائم، فيها الكثير من القشور والقليل من اللبّ. فنحن الشعب الوحيد في العالم الذي يحتفل بمولد رسول الإسلام وبمولد نبي المسيحية وبنجاة نبي اليهودية عليهم السلام، ونحن الشعب الوحيد الذي يحتفل ببداية السنة ثلاث مرات في السنة الواحدة، بين الميلادي والهجري والأمازيغي، وليتنا نحتفل بالطريقة التي تُصلح ذات البين، وتمدّ جسورا بيننا وبين هذه المناسبات.

ليس من المعقول أن ينادي بعض الجزائريين بالتقويم الهجري وهم لا يعلمون بأعياد ميلادهم بهذا التاريخ المرتبط بهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يثرب، وليس من المعقول أن يتفنن مديرو الثقافة في كل ولايات الوطن والجمعيات التي تدعوا للتقويم الأمازيغي في الاحتفال، ولا أحد منهم يؤرخ لحياته ولأهله بهذا التاريخ.

صحيح أن السلطات عندما تتبنّى مثل هذه الأعياد، وتصبغها بالرسميات تفقدها روحها ورونقها، كما يحدث مع المناسبات الوطنية، مثل عيدي الثورة والاستقلال، ولكن المواطن أيضا فقد صَنعة الاحتفال، ليس في مثل هذه الاحتفالات التأريخية والدينية والوطنية فقط، وإنما حتى في احتفالاته العائلية الخاصة، من زواج وختان ونجاح في الامتحانات، حيث يعرّض حياته لخطر الموت بالبارود وفي الطرقات وبالتهريج والتبذير، والتاريخ الحديث يشهد أننا فقدنا أكثر من خمسين شخصا في احتفالات الجزائريين بتأهل منتخب الكرة إلى كأس العالم في جنوب إفريقيا عقب مباراة أم درمان الشهيرة.

طريقة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، مازال بعيدا مثل بقية الأعياد عن تحقيق الثمار التي يقطفها المحتفلون الغربيون بأعيادهم المختلفة، فلا ندري لماذا تزرع في الجزائر مدارس خاصة تعلّم اللغة الصينية والتركية والإيطالية والألمانية، ولم نسمع عن مدرسة تعلّم اللغة الأمازيغية ولو كاستعراض مالي أو معنوي من أحد أثرياء الجزائر من الأمازيغيين وما أكثرهم، ولا ندري لماذا لا توزع “اليوميات المصورة” كما توزع تلك الخاصة برزنامة السنة الميلادية بالمجان على الأصدقاء في المؤسسات الخاصة والعامة، ولا ندري لماذا يهلل الجزائريون لعطل وكرنفالات هذه الأعياد، وهم أحيانا لا يعلمون حتى سببا للاحتفال. ومن الغرائب أن أحد البرلمانيين المنتمي لحزب إسلامي، أفتى بعدم جواز الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وبيوم عاشوراء، ولكنه لم يطلب إلغاء عطلة اليومين المدفوعة الأجر.

غالبية الجزائريين لا يعلمون في أي سنة هجرية نحن، ولا في أي سنة أمازيغية، والمشرفون على الاحتفالات الرسمية لا يتقنون أكثر من المعارض والأطباق والحفلات، وحرق الأموال والوقت، ومن اللائق أن نبحث عن طرق فعالة في احتفالاتنا المختلفة، حتى لا نبقى الأمة التي لها كمّ هائل من الأعياد، وهو دليل على رصيدها الثقافي، ولكنها تعجز عن تقديم نفسها أمام العالم، وتعجز عن رسم الفرحة في الوجوه، وتحويل هذه “الأعياد” .. إلى أعياد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • مو

    قل بصراحة أنك ضد الإحتفال بالسنة الأمازيغية وخلاص. لماذا كل هذا اللف والدوران؟

  • RG

    انا شخصيا لا يهمني السنة الهجرية فالعالم كله تعود على السنة الميلادية ليس من الباب الديني فلا أحد يعرف متى ولد المسيح ولا حتى إن كان له موجود أصلا
    كذلك السنة الهجرية دائما تكتب بالأرقام الهندية بدلا من الأرقام العادية
    فلا أحد يحب الأرقام الهندية بعد أن تعود على الأرقام الجميلة 123456789
    ثم لا يجب التجاهل بأن السنة الهجرية لها علاقة مباشرة بمن يعتنق الديانة الاسلامية خاصتا أنها ديانة متأخرة عن أهم الديانات الأخرى
    وليس كل من بكتب بالعربي يؤمن بالاسلام أو يؤمن بالمسيح
    لكنها فرضت نفسها منذ زمن بعيد وأصبحت معتمدة في العالم
    تهانينا للأمازيغ بمناسبة حلول العام الأمازيغي الجديد

  • لماذا ؟؟

    ( في الوقت الذي قطعنا فيه علاقاتنا “الديبلوماسية” و”غير الديبلوماسية”، بشكل قاطع ولا رجعة فيه، مع العمل، تكاثرت أعيادنا وتشابهت في كونها جميعا عبارة عن عطل مدفوعة الأجر وولائم)
    تعقيب :
    الآن أهمك العمل عندما تعلق الأمر برأس السنة الأمازيغية ؟؟؟
    لماذا لم تقل هذا الكلام عند الاحتفال برأس السنة الهجرية و الميلادية و المولد النبوي؟
    لماذا لم تأخذك الغيرة على العمل حين يستغل العمال وقت الصلاة لكي يتهربوا من العمل ؟