متى نحصل على جائزة نوبل؟
عندما سئل أول رئيس للكيان الصهيوني دافيد بن غوريون عن سر كتابته لمشاريعه العسكرية ونشرها قبل أن يطبقها بتفاصيلها في معاركه ضد العرب من دون أن يخاف من أن تنكشف خططه المنشورة إعلاميا ردّ بالمختصر المؤلم “غير المفيد”.. العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون.. والآن وبعد نصف قرن عن رحيل بن غوريون مازالت أمة إقرأ تنال “الصفر” بكل أشكاله في مختلف العلوم، وهي في أحسن الأحوال تقرأ في كل أكتوبر أسماء الفائزين بجوائز نوبل، وهي في شبه قنوط من أن يصبح لها علماء ينافسون على هذه الجائزة التي أنشئت منذ أزيد عن قرن فسميت جائزة نوبل، العالم العبقري الذي يبدو أنه منح كل الأمم فرصة المنافسة والحصول على الجائزة وترك لنا ما اخترعه من ديناميت الذي صنع التفجيرات في فتنة الجزائر ولبنان والسودان والعراق .
في الجزائر تزامنت عودة أزيد عن مليون ومائتي ألف طالب جامعي إلى مقاعد الدراسة مع إعلان جائزة نوبل التي تطبخ علماءها في مخابر الجامعات العالمية، والجزائر التي تمكنت من استرجاع لاعبي الكرة الذين ولدوا في أوروبا وتتلمذوا فنون اللعبة في أوربا وعاشوا في أوربا وصرفت لأجلهم “بإسراف” من أجل النجاح مع الجزائر مازال همّها ينحصر في جوائز الكرة قبل جوائز العلم ومازال همّها البحث عن اللاعبين الذين كونتهم مدارس الكرة الفرنسية في الوقت الذي يهرب من أيديها العلماء الذين كونتهم المدارس والجامعات الجزائرية نحو فرنسا دون أن تحاول منعهم فما بالك بمحاولة استرجاعهم ليساهموا في تعليم هذه الأمة الطلابية المليونية التي وفرت لها الدولة الإطعام بالدينار الرمزي والمسكن والنقل والمقاعد البيداغوجية ونسيت أهم شيء … وهو “العلم”.
قد يكون الحلم بالفوز بكأس العالم أقرب للمنطق من الحلم بحصول أحد علمائنا بجائزة نوبل في الفيزياء أو الكيمياء أو الاقتصاد أو فيزيولوجيا الطب، وقد يكون عامة الناس لو تم تخييرهم ما بين الجائزتين ما ترددوا في اختيار الكأس التي أحرزتها الأوروغواي فما أشبعت بها جائعيها، ولم تحرزها الولايات المتحدة الأمريكية ولا اليابان ولا روسيا الذين تقاسموا هذا العام جوائز نوبل في الطب والفيزياء والكيمياء، فاستعمروا العالم علميا واقتصاديا وثقافيا وعسكريا .
متى تحصل الجزائر على جائزة نوبل؟ سؤال نجد الإجابة عنه في طوابير وجبات الأكل في أزيد عن ثلاث مائة إقامة جامعية، وفي الدروس الخصوصية التي يتلقاها أبناؤنا من الابتدائي إلى الثانوي من ذات الأساتذة والمعلمين الذين يتقاضون من الدولة نصف مرتباتهم ومن آباء الطلبة النصف الآخر، وفي بكالوريا صار ” النجاح فيها أسهل من الفشل ” .
متى يحصل العرب على جائزة نوبل؟ سؤال نجد الإجابة عنه في مراقص هاواي ومنتجعات إسبانيا وبنوك سويسرا وفي هذه الجثة الضخمة التي تشرب غربا من المحيط وشرقا من الجنوب ولا تقدر عن نزع ورم وتحطيم بيت مستبد هو أوهن من بيت العنكبوت.
متى تحصل أمة إقرأ على جائزة نوبل؟ سؤال نجد الإجابة عنه في قراء نسوا كل العلوم والمعارف وراحوا يقرأون تاريخ السيدة عائشة ويؤولوه كما شاءوا؟ !