-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

متى نُصبح خير أمة؟

محمد سليم قلالة
  • 4663
  • 21
متى نُصبح خير أمة؟

نَزعم أننا خير أمة أُخرجت للناس، نُعلن أننا البديل الأفضل للشرق والغرب، نَعتقد أننا سنقدّم الأنموذج الجديد للعالم في مجال سماحة الإسلام وبناء الأمم، ويكاد البعض مِنَّا يعتبر أنه لم يبق للحضارة الغربية إلا القليل وتندثر لتحلّ محلّها حضارة الإسلام التي ستملأ الأرض عدلا بعد أن مُلئت جورا وظُلما. فإذا بالأخبار تأتينا من بعيد بأن هذا العالم الإسلامي المزعوم لا وجود له إلا من خلال الحروب والاقتتال والإعدامات والتخلّف الاقتصادي…

محور طنجة ـ جاكارتا الذي اعتقدنا يوما أنه سيكون البديل لمحور واشنطن ـ موسكو، وهو الذي سيتحوّل إلى الكتلة الأقوى بعد سقوط الشيوعية، هاهو الآن مساحة كبيرة للصّراعات والحروب والاقتتال، قليلة هي المساحات الآمنة به، وقليلة هي الدول التي باتت تتطلع إلى غد أفضل في استقرار وأمن.

نلوم غيرَنا، أنه سبب الحال التي نحن عليها، والداء بداخلنا لا شك في ذلك.

 الإسلام الآسيوي الناصع، في ماليزيا وإندونيسيا، هاهو يُشوَّه بذلك الصراع المتأجج بين الإسلاميين والعلمانيين في بنغلاديش، الذي ينتهي بأكثر من إعدام وقتل، آخره إعدام مطيع الرحمن نظامي، زعيم الجماعة الإسلامية بتهمة تعود إلى أكثر من 40 سنة…

والإسلام العربي الذي يُفتَرض أن يكون قدوة لكل من انتمى إلى هذه الأمة، بعاصمتَيه، مكة والمدينة، هاهو يتحوّل إلى حلبة للصراع والاقتتال والإعدامات في كل من مصر وسورية والعراق واليمن… مرة باسم محاربة الدكتاتورية، وأخرى باسم مكافحة الإرهاب، وثالثة باسم القضاء على الشيعة أو الوهّابية…

والإسلام الإفريقي لا نراه إلا في صورة “بوكو حرام” في نيجيريا، و”القاعدة” في شمال إفريقيا، و”داعش” في ليبيا، ولا تطغى عليه سوى علامات الفقر المدقع والتخلُّف الذي لا أمل في النجاة منه…

والإسلام في الغرب لا يتمّ أبدا التركيزُ فيه إلا على تلك الجماعات الإرهابية التي تضرب مرّة هنا وأخرى هناك فتقتل الأبرياء وتمنع التسامح أن يسود…

وهكذا تكتمل الصورة عنَّا، أننا لا يمكن أن نكون خير أمّة أخرجت للناس، وهكذا يُقتل الأملُ فينا بأننا سنسود العالم ذات يوم…

 هل هذا مِمَّا كَسبت أيدينا أم مما صَنعته بنا يدُ الآخر؟

بكل تأكيد للآخر يدٌ في ذلك، وهو الذي ما فتئ يعتبر حسب إدوارد سعيد “أنّ الإسلام هو الثقافة غير الأوربية الوحيدة التي لم تُغلَب”، ولكن الأمر الأخير يبقى بأيدينا وبمدى فهمنا قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، (سورة الرعد: 11). وذاك هو الأمل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
21
  • بدون اسم

    قال تعالى:" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"هذه هي الوصفة الإلاهية لخيرية الأمة ،أين نحن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الواقع يثبت أن الناس أصبحوا يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف،أين نحن من حقيقة الإيمان بالله في هذا البحر المتلاطم من الشهوات والشبهات،واقع الأمة مقلوب رأس على عقب فلكل مقدمات نتائج تتناسب معها ولن نجني من الشوك العنب،قال تعالى: " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير"

  • نورالدين

    سيدي، تحية طيبة ،
    لم المس يوما كآبة واستلام، وخوف من المستقبل، ولا فقد الأمل في تجديد الأمة الاسلامية لسيادتها وحضارتها الباقية والمستديمة، فما دام هناك من يعدم من أجل هذه العقيدة ومن اصلاب هذه الأمة فالأمل قائم والنصر قادم، فما الاعدامات التي طالت وتطال الدعاة والعلماء والشباب الثائر من اجل هذه الأمة والعقيدة الاسلامية فالمتقبل لهذه الأمة، فلا تخيفنا داعش ولا الشيعة المتطرفة ولا تكالب الشرق والغرب ، على ثرواتنا والنفوذ في ارضنا ، فذلك دليل على خوفهم من زوال الكراسي المشيدة لتحقيق استدمارهم .

  • بدون اسم

    ايمان علم عمل

  • مواطن

    أجيب على سؤالك بكل بساطة:سنصبح خير أمة يوم نتخلى جميعا عن الرقص مثل النسوة وننهض للعمل مباشرة بعد صلاة الفجر ولا نتنافس في انتفاخ البطون وترك التشبه برهبان اليهود ونمتنع عن أكل الحرام من سرقة دولتنا سواء بالحصول على مرتبات لا نبذل من أجلها جهدا أو بالابتزاز من الحكام الفاشلين في مهامهم بمقايضة البترول في سبيل السلم المدني.ألم نستغل ظهور طبقة الأغنياء الجدد الذين انهالوا على خزينة الشعب ليسرقوا ما استطاعوا لأنهم من ذوي الأرحام؟الحقيقة أننا لا دين لنا ولا نعبد إلا بطوننا.فلا يصلح مناإلا من رحم ربك

  • بدر

    يا إخوتي يا كرام الحل موجود و أخبرنا عنه رسول الله عندما قال " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ : يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ "
    فالحجر و الشجر ينطق و يعين 1*المسلم الصادق 2*الدي حقق العبودية لله فلا يخاطب مصريا أو جزائريا.

  • محمد

    جراح يرتجى برؤها....الامةالاسلامية قد تمرض ولكن لا تموت...الصحافة الغربية تبرز كل ما هو لطيف و جميل ونحن لا أدري ما سلالتنا العكس فقط.....بدون تعليق أحياء أموات وهم أموات أحياء...

  • AZIZ

    كلام ولا اروع طبعا حسب فهمي له فقد يكون المقصود شيئا آخر .فما فهمته ان الفرد العربي فقد حتى انسانيته دون الحديث عن الاسلام .بالفعل فنحن في حيرة من أمرنا ..ولا نلوم من طالب برقية الكل فلا تفسير لحالنا إلا بحالة مس ما والفاعل اكيد سيكون ال سعود والعلويون وكل عائلات الال فقد يكون السحر الاسود المشهور عند اليهود هو من فعل فعلته {انظمة منها العميلة ومنها المنبطحة وشعوب مخدرة } فأين المفر ؟

  • بدون اسم

    يوم القيامة سننتمي الى خير أمة أما في هذه الدنيا فلن ولن نصير الى خيرها...........فمادام أصحاب *السيزيام..والترمينال...والمزورين..والجهال الذي لايملكون من الشهادات غير شهادة ميلادهم...فلا يمكن لنا أن (نصبح خير أمة)...هناك ماليزيا..وتركيا لأن قادتهم علماء.وأكاديميون..ودكاترة واقعيين غير مزيفين....اصبحوا من أعظم الأمم وأخيرهم...الجزائر التي يديرها(احزاب شكاريست..وكلاشينكوفيست.شاقوريست..والأمهات العازبات....)لن ترى نور بل شعاع (خيرأمة لافي الدنيا ولا في الآخرة)

  • بدون اسم

    لما نشعر ونحس أننا ننتمي الى الأنسانية والبشرية عموما...الأنسانية في معناها السوسيولجي الأجتماعي ويومها قد نفكر في الانتماء...

  • بدون اسم

    لماينتهي هؤلاء الجيف السياسية والاجتماعية والعلمية والثقافية التي مازالت (عايشة كي الجراثيم)التي تأبى الموت والأندثار....

  • عبدالقادر الحق يعلو ولا يعلى عليه

    سنكون احسن امة اخرجت للناس لما ناخذ بالعوامل التي تجعلنا كذلك وليس بالتمني ولابكان جدي وابي ولكن بما نقوله بصوت عال ها انا ذا.اما غيرك ذلك سنبقى اخر امة في امم الناس بتضعيينا لما هوسبيل رجوعنا الى احسن امةاخرجت للناس كما قال عنهارب العالمين الذي كلامه ليس فيه شك ولاتخمين ومن غيرالمعقول ابداامة نبيهامحمد"ص"لاتكون احسن امة اخرجت للناس وهو الذي قال فيه ربناالعظيم انك لعلى خلق عظيم وانزل عليه القران الكريم باول كلمة اقرأ..اقرأ بسام ربك العظيم.كيف بامةعندها الاخلاق والعلم تعمل بهما ولا تكون احسن امة؟

  • ابحث عن نفسك وكانك مرسول بين الناس !!

    مرة اخرى ركز معي يا انسان
    كن انسان و دعك من الاسلام
    كن انسان كما يجب ان يكون الانسان
    و سوف ياتيك الاسلام راكعا عند الاقدام
    وما جاء القران سوى تذكرة للانسان
    اذا كان القران كلام الله فالانسان مخلوق الله
    و شتان بين هذا وذاك فالاول مخلوق و الثاني مرسول
    يجب ان نعطي كل شيئ حجمه الحقيقي لنضعه في مكانه المناسب
    هكذا فقط نستطيع ان نتخلص من الشوائب التي تشوب الذهنيات
    الانسان و ما ادراك ما هو الانسان ابن ادم و حواء سجد له كل ملاك
    الانسان يستطيع ان يكون سليم دون اديان وما هي الاديان الا تذكرة للانسان
    سلام

  • AZIZ

    اهم سؤال على الاطلاق وجوابه المطلق الاوحد المطلق هو عندما نحرر ارض الحجاز من احتلال ال سعود اليهود الصهاينة .فما دون ذلك سنبقى أمة خارج التصنيف ...نحن أمة جاهلة فعلا لا ندرس التاريخ ولا نعتبر بما فعله ال سعود على الرغم من تكرار جرائمهم في حق الامة وحق الاسلام

  • سمير

    متى نُصبح أمة فقط؟

  • حمورابي بوسعادة

    عندما يطلق الجزائريون قمير بالثلاث الذي لا رجعة فيه ...ويعاملونها ويتعاملون معها الند للند ... بلغة الاستمداد وليس التمدد ...هذه هي العقدة النفسية التاريخية .

  • محمد

    قال تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر و تؤمنون بالله .
    المتأمل لهذه الآية يرى أنه لن تتحقق الخيرية لهذه الأمة إلا بتوافر ثلاث شروط وهي :
    - الأمر بالمعروف بكل ألوانه و أشكاله ، لأن الأمر بالمعروف لا يكون من خلال التناصح به فقط و إنما يكون قولا و عملا و سلوكا مظطردا في الأمة .
    - التناهي عن المنكر مهما كانت درجاته و مستوياته .
    - الإيمان بالله وهو ما وقر في القلب وصدقه العمل .

  • الطيب

    يتبع..... لذلك جاء الإسلام ليقول للناس : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ يعني المطلوب منا كخطوة أولى هو افراغ الكيس من الشر و ملئه بالخير ثم الباقي على الله الذي هو تغيير المجتمع كله أو الأمة كلها أو الإنسانية كلها إلى ما يحبه و يرضاه سبحانه و تعالى ...هذه هي رسالة الإسلام إلى الناس كافة و هذه هي سنته في خلقة و لن تجد لسنة الله تبديلاً و لن تجد لسنة الله تحويلاً ...

  • الطيب

    و البنائية للمجتمع و الإنسانية ككل و هي النفس الإنسانية ...النفس مثل الكيس محتواه صالح أو فاسد ..الصالح هو الفطرة و هو الأصل أما الفاسد هو نصيب الهوى أو نصيب الشيطان أو نصيب شياطين الإنس أو هو جميعًا خليط .. .هل من المعقول أنّ محتوى الكيس هو خمر ثم يضيف عليها ربنا الحليب أم المعقول أن نتخلص نحن من الخمر أولاً بشكل جيد ثم ننتظر الحليب من الحنّان المنّان و هو فرح بنا سبحانه وتعالى على خطوتنا و التي كانت بعونه كذلك ،

  • الطيب

    الأصل في وجودنا هو من أجل أن نكون امتدادًا لخير أمة أخرجت للناس ، هذه ميزتنا و هذه خصوصيتنا و إلا لا وجود لنا بين الأمم ؟ و ابتدءا الخيرية تتحقق في الإنسان ذاته بغض النظر عن مدى تطوره المادي و إن كان مطلوبًا و بغض النظر عن لونه و نسبه و أصله ، القرآن يتحدث مع الإنسان ـ أي إنسان على وجه الأرض ـ و معنى هذا أنّ إصلاح الأرض هو من إصلاح الإنسان....هذا المنهج في الإصلاح فريد من نوعه لأنه أولاً منهج صاحب الأمر كله عز وجل و ثانيًا لأنه يهتم اهتمامًا بليغًا بالوحدة الأساسية و البنائية للمجتمع و الإنسانية

  • صعلوك المدينة

    سنكون خير امة اخرجت للناس يوم يتحقق العدل لان الاسلام جاء اساسا لتوحيد الربوبية لله ثم اقامة العدل و بعد العدل يطمئن الناس و ينتجوا , فاذا غاب العدل و خلفه الفوضى المحسوبية الظلم السرقة فقل للامة سلام . فالعدل اساس الحياة في البيوت في الشارع في المدارس في العمل في البرلمان فتسود الطمئنينة و السكون و ينزل الله الخير . فاذا احس الواحد منا بظلم اهله او جيرانه او دولته او الاخر له سيجن جنونه و تحذث الاضطرابات و المهازل .

  • جعفر

    يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا و نبحث في تاريخنا ونصلح منه، ونبتعد عن الفارغ من الادعاءات ، ولنتعلم الدرس الثمين الذي قدموه لنا عبر التاريخ، الحقيقة واضحة ولا تحتاج لأدلة ولا براهين ،لكن بيننا من يناقض نفسه وينكر ماهو أوضح من الشمس، فغير المسلمين وصلوا لما وصلوا إليه لأنهم تبنوا التميز المعرفي وقاموا باعتماده دستورا لأبنائهم ، لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق ذهبية ، ولكن للأسف الشديد نحن لم نعتاد على طرح الأسئلة ، بل اعتدنا على تلقي الأجوبة دون أن نكلف أنفسنا عناء البحث والاضطلاع والتفكير.