-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجناة استدرجوه إلى مكان معزول

مجهولون يذبحون سائق أجرة ويستولون على سيارته بسطيف

سمير مخربش
  • 3007
  • 0
مجهولون يذبحون سائق أجرة ويستولون على سيارته بسطيف
ح.م

شهدت مدينة العلمة بولاية سطيف، مساء السبت، جريمة قتل بشعة راح ضحيتها أحد سائقي السيارات “الكلونديستان” الذين يمتهنون نقل الأشخاص بسياراتهم الخاصة، حيث كانت آخر رحلة له مع زبائن اختلوا به وقاموا بذبحه والاستيلاء على سيارته.
الضحية محي الدين لعور المدعو سليم، يبلغ من العمر 64 سنة، معروف وسط سكان حي الشناوة بسيارته التي يركنها في الحي لنقل الناس، ويكسب رزقه اليومي، حيث كان مألوفًا لدى الزبائن، ويمثل بالنسبة للكثيرين وجهًا يوميًا معتادًا في محيط الحي.

وفي تفاصيل الحادثة التي خلّفت صدمة عميقة وسط الأهالي، تشير المعطيات الأولية إلى أن الضحية استدرج مساءً من قبل مجهولين إلى منطقة غابية نائية تُعرف بفيض غريب، الواقعة شرق مدينة العلمة، وهناك تمت تصفيته بدم بارد، ذُبح ثم تُرك جثة هامدة، فيما استولى الجناة على سيارته من نوع “بيجو 307″، ولاذوا بالفرار نحو وجهة مجهولة.

رجال الدرك الوطني الذين تنقلوا إلى مكان الحادث باشروا تحقيقًا معمقًا في القضية، وسط ترقب واسع من قبل سكان العلمة الذين أحيَوا في ذاكرتهم مشاهد مشابهة حدثت قبل أعوام قليلة فقط. ففي سنة 2021، عُثر على جثة محمد تريو، وهو ناقل غير شرعي آخر، داخل بئر مهجورة بقرية “لمقاسم” التابعة لبلدية عين أزال جنوب ولاية سطيف، بعد أن اختفى عن الأنظار لعشرة أيام كاملة.

يومها، استنفر الحادث مصالح الأمن والمواطنين، وتم في نهاية المطاف توقيف الجاني، الذي ركب مع الضحية مستغلاً خدمته في النقل، ليقوده نحو عين أزال، وهناك ارتكب جريمته بهدف الاستيلاء على سيارة الضحية وهي من نوع “لوغان” بيضاء.
ولم تكن تلك السابقة الوحيدة، إذ شهدت العلمة حادثة مشابهة انتهت بمقتل رب عائلة كان ينقل الركاب بسيارته الخاصة، والتي استُهدفت بنفس الأسلوب، الذي يبدأ باستدراج ثم قتل ثم سرقة.
هذه الجرائم المتكررة أعادت إلى الواجهة الجدل القديم الجديد حول مهنة “الكلونديستان”، التي بدأت ذات يوم كحل لتجاوز بطء النقل العمومي أو ندرة سيارات الأجرة، لتتحول مع مرور الزمن إلى فخ قاتل، فبينما كانت السلطات تعتبرهم خارجين عن القانون، أصبحوا هم أنفسهم ضحايا قانون الغاب. المجرمون الجدد وجدوا في “الكلونديستان” فريسة سهلة، فهو سائق يعمل بمفرده، ينقل الغرباء من دون تسجيل رسمي، ويتنقل في ساعات متأخرة في أحياء معزولة، وهناك تنفذ الجريمة.
هكذا، تحوّلت سيارة التوصيل التي اقتناها “سليم” بنية كسب المال إلى لعنة أودت بحياته، لتفتح فصلاً جديدًا من الجرائم الصامتة التي تترك خلفها عائلات منكوبة وذاكرة مثقلة بالدموع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!