-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

محاكمة الداي حسين على الفيسبوك!

جمال الصغير
  • 2583
  • 1
محاكمة الداي حسين على الفيسبوك!
ح.م

حتى لا أكون مبالغا، النقطة الوحيدة التي اتفق فيها الشعب، مع النخب السياسة والثقافية والفكرية، هي مباراة أم درمان مع المنتخب المصري.. باقي الأحداث اختلف الجميع فيها ولو على أبسط الأمور، فمن مظاهرات( السكر والزيت) إلى فيلم أحمد باي، مازالت ساحات الفيسبوك تحمل حروب المناشير بيننا لحد الساعة، ويا ما سجل الفيسبوك انتهاء علاقات شخصية لها سنين بسبب منشور نزل بعد دقيقتين..
أصبحت لنا غريزة سيئة بين عقولنا تدعى الهجوم على كل من يختلف معنا، لم نعد نحترم بعضنا البعض، لم نعد نمرر الفكرة ونضع لها عوارضا، بل أصبحنا ننشر الفكرة ونضع لها حواجزا مع حمل الأسلحة للرد على كل من يختلف معها أو يهاجمها!
عدة شخصيات تاريخية قديمة، وشخصيات سياسية حالية أقيمت لها محاكم افتراضية على الفيسبوك، فمن جهة يوجد من يدافع عليها بكل قوة، ومن جهة أخرى هناك من يهاجمها بكل شراسة، وآخر هذه المعارك، الاختلاف الذي ظهر على شخصية تاريخية قديمة تدعى (داي الحسين).
فيلم أحمد باي أظهر هذا النقاش العقيم والمستغل، بعد أن أقدمت منتجة الفيلم على اختيار ممثل فرنسي مثير للجدل، من جهة متهم بالتحرش الجنسي في بارس، ومن جهة أخرى يهودي الديانة، وممثل سمعته سيئة ومعروفة لدرجة أنه كان بطل فيلم إباحي.. حسنا لست ناقدا سينمائيا أو مختصا، لكن كان الأجدر اختيار شخصية عربية مسلمة حتى يقتنع المشاهد بهذا الدور..
الداي حسين جميعنا قرأنا عنه تاريخيا، ومن طبيعة القارئ أن يبني خيالا واسعا للشخصية التي يطلع عليها، فإذا الجميع صنع صورة شخصية تركية، مسلمة، محاربة، دينية عن الداي الحسين، فكيف سيقتنعون بشخصية فرنسية معروفة في الأوساط الفنية كلها أنها غير محترمة؟
من دافع عن هذا الممثل الفرنسي نقل معاركه إلى الداي حسين شخصيا وكان التطاول عليه واضحا، لأن البعض هاجم الداي حسين واتهمه بتسليم الجزائر، والبعض الآخر يقول أنه ترك الجزائر وهرب هو وجواريه، والبعض راح يشكك في إسلامه، وعدة نقاط خرافية مزعومة صنعت من حقد واضح ومعروف.
الداي حسين وعلى حسب ما كتب أحمد باي في مذكراته، أن الخطأ الوحيد الذي قام به هو تحويل شؤون الحرب والدفاع عن الجزائر لصهره الأغا إبراهيم، كان قليل الخبرة وأصرا في الاجتماع الذي عقد قبل الهجوم الفرنسي مع أحمد باي، ومصطفى باي التيطري، وخوجة الخيل، وخليفة باي الغرب، أن يقوموا ببناء حصون على شاطئ البحر وتزويدها بمدافع قوية حتى تمنع الفرنسيين من النزول، وهذا ما جعل أحمد باي يختلف مع الأغا إبراهيم صهر الداي حسين الذي لم يكن موجودا في هذا الاجتماع، ومثلما حذرهم أحمد باي حصل لهم، لم تصمد الحصون في وجه مدافع الجيش الفرنسي لهذا ارتكب الداي حسين حماقات كثيرة، جعلته لا يغامر أكثر بأرواح الناس فوقع معاهدة الاستسلام وتمّ نفيه إلى بلد آخر..
لم لا نحسب المدة الزمنية التي كانت فيها الخلافة الإسلامية التركية مدافعة عن الجزائر، وقوية لدرجة سيطرتها على البحر الأبيض المتوسط؟ ألم تنقذ الخلافة الإسلامية العثمانية الجزائر من بطش الإسبان؟ هذه المحكمة التي أقيمت للداي حسين في الفيسبوك، لم يقمها حتى الاستعمار الفرنسي له، حينما تكتب الرواية التاريخية من بوابة حقد تكون رواية غير أصلية ومزيفة وممكن أن تجعل جيلا كاملا يقع في الخطأ، مثلما حدث في الروايات التاريخية الدينية التي هاجمت القادة الإسلاميين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • يوسف

    وكانك الوحيد الدي يملك الحقيقه يستنتج من تعليقك انك من خريج الحزب الواحد تؤمن بسياسه الاقصاء اختير هدا الممثل الكبير العالمي بغض النظر عن حياته الشخصيه او العقائديه لانه ثقافيا يستجيب لهدا الدور لمادا هدا الانطواء ورفض الاخر انظر مستوي الجامعه بسبب الجزاره الجامعه عالميه متفتحه فهاجرها الاجانب فانظر المستوي حزب البعث والنضره الاحاديه قدولت مع سقوط الدكتاتوريه العربيه