محامي صنصال يطمع في الدخول إلى الجزائر!

كثف فرانسوا زيمراي، الدبلوماسي الفرنسي المتقاعد ومحامي الكاتب الفرنسي، بوعلام صنصال، من “خرجاته” الإعلامية، في محاولة منه للضغط على السلطات الجزائرية لمنحه التأشيرة من أجل الدخول إلى الجزائر، للترافع عن القضية التي كلفته بها دار نشر “غاليمار”، التي تكفلت بالدفاع عن صنصال.
وعلى الرغم من الرفض الذي قوبل به ملف طلبه الحصول على تأشيرة دخول الجزائر الأسبوع المنصرم، إلا أن فرانسوا زيمراي، لم يقطع الأمل، وفق ما جاء في حوار خص به برنامج “وجهة نظر”، الذي تقدمه ” قناة لوفيجارو” اليمينية على الأنترنيت، مساء الإثنين.
ولم يكن مستغربا أن يدافع فرانسوا زيمراي، الذي سبق له أن هاجم محكمة الجنايات الدولية، بسبب إصدارها مذكرة توقيف دولية ضد مجرمي الحرب من قادة الكيان الصهيوني، أن يدافع عن براءة الكاتب الفرنسي بوعلام صنصال، الموجود قيد التوقيف بالجزائر، ولكن من غير المعقول أن يهاجم زيمراي كل من يعتقد بأن هذا الكاتب المحبوب من قبل اليمين الفرنسي فقط، ارتكب جريمة بحق شعبه وأمته ودولته.
وفي الحوار وانطلاقا من رفض السلطات الجزائرية منحه تأشيرة الدخول، شكك زيمراي في إقامة محاكمة عادلة للكاتب الفرنسي، في ربط لا يستند إلى أي أساس منطقي، عندما قال: “إذا اتضح لي أن هذا الأمل عبث (الحصول على التأشيرة)، فسوف أستخلص استنتاجات بشأن الإجراءات المناسبة، ولاسيما استحالة حصول بوعلام صنصال على محاكمة عادلة”.
وتلزم القوانين المنظمة لقطاع العدالة في الجزائر، تمكين المتهمين من حقهم في الدفاع، وهو ما حصل مع الكاتب الفرنسي منذ وضعه رهن الإيقاف، غير أن زيمراي لا يعتقد أن محاكمة بوعلام صنصال ستكون عادلة إلا في حالة واحدة، وهي أن يكون هو حاضرا وكأنه سيجلب معه صكوك الغفران من باريس.
كما يصادر محامي دار نشر غاليمار آراء ومواقف الآخرين التي لا تعجبه بشأن سجن بوعلام صنصال، ومن بين هذه الآراء، تلك التي صدرت عن النائب والناشطة السياسية الفرنسية، ساندرين روسو، التي استغربت الدفاع الأعمى للأوساط اليمينية المتطرفة عن الكاتب المسجون، التي جعلت منه شخصا منزها عن الخطأ، وهو ليس كذلك.
وفي تصريح صحفي للنائب عن حزب الخضر، قالت روسو إن بوعلام صنصال “ليس ملاكا” وهو في تصريحاته المختلفة قريب من اليمين المتطرف، وهو موقف يزيل الكثير من اللبس على الذين لم يفهموا بعد حقيقة صنصال والأجندات التي يدافع عنها، باعتباره يتقاسم مع الأعداء السابقين والحاليين وحتى المستقبليين للجزائر والجزائريين، نفس الموقف من الجزائر.
ويقدم زيمراي، الذي سبق له وأن كان سفيرا لفرنسا في الدانمارك، نفسه على أنه رجل قانون ومناضل من أجل حقوق الإنسان، ولكنه لم يتجرأ على البوح بكلمة واحدة، يدافع من خلالها على النساء والشيوخ والأطفال في قطاع غزة وفلسطين ولبنان، الذين يبادون يوميا على يد الآلة الحربية الصهيونية الهمجية والوحشية، أو ينتقد ممارسات الجيش الصهيوني ودعوات رئيس حكومة الكيان الغاصب، بنيامين نتنياهو، الداعية لإبادة الفلسطينيين.
وكما رفض طلبه للحصول على التأشيرة في المرة الأول، سيرفض لاحقا برأي غالبية المراقبين، بالنظر لمواقف هذا المحامي المثيرة للجدل، لأن فرانسوا زيمراي معروف بمواقفه المناصرة من دون قيد أو شرط للكيان الصهيوني، والأخطر من ذلك أنه يدافع عن جرائم الكيان وقادته، ويسعى إلى تبريرها بإدراجها في خانة الدفاع عن النفس، في موقف مخز.
كما يدافع فرانسوا زيمراي عن قضاء دولي انتقائي يصب في مصلحة الكيان الصهيوني، عبر توفير الحصانة لقادة هذا الكيان، ففي حوار سابق لمجلة “لوبوان” الفرنسية، عارض إصدار مذكرة توقيف دولية بحق الصهاينة المتورطين في جرائم إبادة بحق الشعب الفلسطيني، مثل بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، ويعتبر الكيان الصهيوني “دولة قانون”.