محرز لعب عشرة مواسم في أقوى دوري في العالم

يتعرض النجم الجزائري، رياض محرز، لبعض الانتقاد، من الذين كانوا يعتبرونه الأحسن في العالم، على خلفية تنقله للعب في الدوري السعودي، وهم الذين تعودوا انتظار مباريات الدوري الإنجليزي من أجل التمتع بلعبه ولعب مانشستر سيتي ومنافسيها في أقوى دوري في العالم، وكأن رياض محرز مكتوب عليه أن يبقى طوال عمره في هذا الدوري الكبير يقارع الكبار ويتفوق عليهم، وهو الذي كان له الشرف أن أمضى فيه عشرة مواسم كاملة، حتى وإن كان أول موسم له في إنجلترا مقتصرا على مرحلة العودة وفي الدرجة الثانية فقط.
أما باقي المواسم التسعة، فكانت حماسية جدا في كل أطوارها، حيث قاوم رياض محرز مع ناديه الأسبق ليستر سيتي من أجل تفادي السقوط وتحقق في شبه معجزة، ثم عاش أروع رحلة ومغامرة بالتتويج باللقب، وفي مواسمه الخمسة مع مانشستر سيتي أصيب بالتخمة الحقيقية من كثرة الألقاب، كما فاز رياض محرز في مواسمه العشرة في إنجلترا بكل الألقاب الجماعية الممكنة، وفاز بلقب أحسن لاعب في إنجلترا في ربيع 2016، كما تواجد في عدة مناسبات مع أحسن عشرة لاعبين تنافسوا على الكرة الذهبية العالمية، وكلها ألقاب خيالية لم يسبق للاعب جزائري ولا حتى إفريقي وعربي أن حصدها مع استثناءات مجهرية.
لا يمكن للاعب كرة أن يحلم بأحسن من هذه التتويجات، وهي تفوق ما حققه لاعبون كبار لعبوا في إنجلترا مثل آغويرو وإبراهيموفيتش وبيكام وروني وديماريا وكافاني وحتى رونالدو، ومجرد البقاء لمدة عشرة مواسم متتالية وكاملة في إنجلترا هو إنجاز كبير وغير مسبوق، والتغيير في هذه الحالة ولو بالتوجه إلى الدوري السعودي يبدو أمرا منطقيا بالنسبة للاعب لم يعد يجد ما يحققه بعد أن حقق كل شيء.
ما يهمّ الجزائريين، هو الحالة التي سيكون عليها رياض محرز مع الخضر، بعد أن اختار ألوانا غير معتادة، لأن أهم ما في مشوار لاعب الكرة بالنسبة لمنتخب بلاده هو الطلقات الأخيرة، لأن المنتخب الجزائري فتح لرياض محرز الأبواب منذ ربيع 2014، وهو يسير لإكمال سنته العاشرة مع المنتخب الجزائري، ولن يتحسر الجزائريون على مغادرة رياض محرز لفريق مانشستر سيتي الذي لم يكونوا يعرفون عنه إلا القليل، لو تمكن من المحافظة على مستواه، أو طوّره لأداء استعراضي أفضل وأخذ بيد اللاعبين الجدد من شعيبي وعوار وآيت نوري وربما غويري وشرقي وجميعهم يكنّون للنجم الكبير رياض محرز كل الاحترام.
الذين ذبحوا رياض محرز بسبب انتقاله إلى الدوري السعودي، لا يتمتعون بذاكرة قوية وينسون بسرعة المواسم العشرة الرائعة التي قضاها رياض محرز، في التسجيل والإبداع والتمرير الحاسم، وخطف لقب رجل المباراة، وطريقة الكونترول البديع للكرة، وآلاف الفيديوهات المنشورة على اليوتوب لنجم ليستر سيتي ومانشستر سيتي، دليل على أن ما قدمه رياض محرز هو تاريخي بالفعل، ولا مثيل له بالنسبة للاعب فنان من الصعب أن تجود الكرة بمثله.