محيطات فلاحية قرب السجون لتكوين المحبوسين

أكد المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج أسعيد زرب، الثلاثاء، أن وزير العدل شدد على ضرورة توسيع دائرة المساحات الفلاحية تحت وصاية القطاع، في مسعى لتكثيف المنتوج الفلاحي والحرفي، الذي من شأنه أن يساهم في تنمية وتنويع الاقتصاد الوطني، ولتمكين المحبوسين من اكتساب مهارات وقدرات في المجال الذي يشتغلون فيه، من خلال فترات التكوين والعمل، ثم اندماجهم في المجتمع بشكل سلسل بعد مغادرتهم للمؤسسات العقابية.
وأضاف المسؤول على هامش الملتقى الوطني السادس الخاص بالنشاط الفلاحي في الوسط العقابي، الذي احتضنه المعهد الوطني المتخصص في تقنيات الفلاحة بتيغنيف بمعسكر، أن بعض المؤسسات العقابية ذات صبغة البيئة المفتوحة أضحت نموذجا يقتدى به في تحقيق محاصيل فلاحية كبيرة، على غرار مؤسستي المحمدية وسلاطنة في ولاية معسكر، لذلك أصبح توسيع خلق مثل هذه الفضاءات أمرا مهما.
وأضاف، أن 8144 محبوسا تلقوا تكوينا في مجال الفلاحة وفي 6 تخصصات أخرى، وهو ما يمثل نسبة 20 بالمائة من مجموع المحبوسين المسجلين في فروع التكوين المهني الذين اختاروا تخصص الفلاحة، وهو ما تجسد حسبه في استصلاح 900 هكتار من الأراضي الفلاحية التابعة لقطاع السجون، التي مكنت من تشغيل 3101 محبوسا في النشاط الفلاحي خلال سنة 2022، إذ تم غرس 100 ألف شجرة مثمرة منها الزيتون والنخيل والتفاح والحمضيات وفواكه أخرى، على حد قوله.
وقال زرب بأن وزارة العدل دعت إلى خلق محيطات فلاحية بجوار كل مشروع مؤسسة عقابية جديدة بالتنسيق مع السلطات الولائية، وكذا تخصصات لتكوين وتشغيل المحبوسين في المجال الفلاحي، وهو ما تم لحد الآن من خلال تخصيص ألف هكتار بتيميمون و500 بالمنيعة و450 بغرداية و31 هكتارا كتوسعة بجوار المؤسسة البيئة المفتوحة بوكعبن، وقطعه أرضية أخرى بكل من تيسمسيلت وتلمسان وعزابة.
المسؤول الأول عن قطاع السجون، قال إن 1102 محبوسا يتلقون تكوينا في عشرة تخصصات تتعلق بالصيد البحري وفق الاتفاقيات المبرمة بين الوزارتين، والتي توجت بإنجاز 37 حوضا مائيا لتكوين المحبوسين لاستزراع الأسماك، وهي تجارب أعطت ثمارها، إلى جانب تخصصات تربية الدجاج البيوض والنحل والزراعات داخل البيوت البلاستيكية.
من جهته أكد رئيس دائرة الأشغال التربوية والمهنية بالديوان، أنه تم خلال الأشهر الأولى من السنة الجارية تشغيل 500 محبوس في المجال الفلاحي، على أمل بلوغ تكوين 1500 فلاح قبل نهاية السنة.
ويشار إلى أن الملتقى الوطني السادس الموسوم بالنشاط الفلاحي داخل المؤسسات العقابية يدوم ثلاثة أيام، لمناقشة آليات تطوير هذا المجال وتقديم حصيلة نشاطات مؤسسات البيئة المفتوحة.