مدريد تُثني على جهود الجزائر في محاربة الإرهاب بالمنطقة

أكدت الحكومة الإسبانية أن للجزائر دورا بارزا في محاربة الإرهاب وضمان أمن الجميع، وأثنت على مساهمتها في تحرير رعيتها نفارو كندا جواكيم، علما أن لها سجلا حافلا في مثل هذه المواقف الإنسانية، حيث ساهمت خلال مرات عديدة في تحرير الرهائن، بينما لعبت في مواقع أخرى دور الوسيط الفاعل، بما يحفظ النفس البشرية ويجنب المآسي المحزنة.
تسلمت السلطات الإسبانية، ممثلة في سفيرها بالجزائر، الأربعاء، الرعية الذي اختطف قبل أيام من عصابة إجرامية على الحدود الجزائرية المالية، حيث جرت المراسيم بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة، أين كان حاضرا الرعية المحرر نفارو كندا جواكيم، والذي توجه بالشكر الخاص لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ولكافة السلطات الجزائرية، على سهرها للحفاظ على سلامته إلى غاية تحريره.
وفي كلمته، شكر المتحدث جميع الجهات التي ساهمت في الحفاظ على سلامته في جميع الأوقات، و”بشكل خاص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون”، وأضاف قائلا: “أشعر بالأمان برفقتكم، هي أوقات عصيبة بالنسبة لي، علي أن أقول أني شعرت بالارتياح بعد تحريري”.
من جانبه، أكد الأمين العام لوزارة الخارجية لوناس مقرمان، الأربعاء أن السلطات العليا للبلاد وعلى رأسهم، رئيس الجمهورية، أسدت التعليمات لبذل قصارى الجهد وحشد الإمكانات للوصول إلى الرعية المختطف، وتحريره والحرص على سلامته، مبرزا السجل الحافل للجزائر في مثل هذه المواقف الإنسانية ومساهمتها في مرات عديدة في تحرير الرهائن.
وقال مقرمان بالمناسبة، إن “الانفراج السعيد لعملية الاختطاف التي طالت الرهينة الإسبانية بالمنطقة الحدودية الجزائرية المالية من قبل عصابة مسلحة كانت نتيجة جهود مكثفة قامت بها مختلف الأسلاك الأمنية الجزائرية مع شركاء أمنيين بالمنطقة، تم خلالها تسخير كل الإمكانيات البشرية واللوجيستية”.
وأوضح أنه “منذ الوهلة الأولى لعملية الاختطاف أسدت السلطات العليا للبلاد، وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، التعليمات السامية لبذل قصارى الجهد وحشد الإمكانات للوصول إلى المختطف وتحريره والحرص على سلامته، كما تم إحاطة السلطات الإسبانية في حينها بتطورات عمليات البحث”.
واستطرد قائلا: “لا يسعنا من هذا المقام إلا أن نعبر عن عميق امتناننا وشكرنا لكل الأطراف التي شاركت وساهمت في الحفاظ على سلامة وأمن المواطن الاسباني نافارو كندا جواكيم المتواجد بيننا اليوم في صحة جيدة وعافية”.
وقال في هذا الصدد: “للجزائر كما تعلمون سجل حافل في مثل هذه المواقف الإنسانية، حيث ساهمت في مرات عديدة في تحرير الرهائن، ولعبت في مواقع أخرى دور الوسيط الفاعل بما يحفظ النفس البشرية ويجنب المآسي المحزنة”، مجددا “إدانة الجزائر لكل الممارسات العنيفة والأعمال الإجرامية للجماعات الإرهابية الناشطة في المنطقة وبمختلف أصقاع العالم بكل أصنافها”.
كما شدد على “ضرورة توحيد الجهود والإمكانات لمحاربة الإرهاب وكل الأعمال التي تشكل رافدا لتمويل نشاطاته الإجرامية”.
وختم مقرمان كلمته بالتحية لكل من ساهم في أن يعود نافارو جواكيم إلى ذويه سالما وبصحة جيدة، معربا عن امتنان الجزائر العميق للجانب الإسباني الذي عبر مباشرة بعد إعلامه بعملية الاختطاف عن الثقة الكاملة في السلطات الجزائرية للوصول إلى المختطف وتحريره، كما أثنى على شجاعة وصبر الرهينة وعائلته خلال هذه المحنة الصعبة.
فيما حيا سفير إسبانيا لدى الجزائر، فيرناندو موران كالفو-سوتيلو، “المساهمة الحاسمة” للسلطات الجزائرية في تحرير الرعية الإسباني المختطف، نفارو كندا جواكيم، مشيدا بـ”دور الجزائر البارز في محاربة الإرهاب”.
وفي كلمته، خلال عملية تسلم الرعية أثنى السفير على “المساهمة الحاسمة للسلطات الجزائرية وجميع الإجراءات التي تم اتخاذها” للوصول إلى تحرير الرعية المختطفة، مؤكدا أن هذا الأمر “يبرز مرة أخرى بالنسبة لإسبانيا، أن الجزائر لها دور بارز في محاربة الإرهاب وضمان أمننا جميعا”.
جدير بالذكر أن المصالح الأمنية للجيش الوطني الشعبي استلمت الرعية المختطف، مساء الثلاثاء، وهو في “صحة جيدة”، مع العلم أن هذا الأخير “كان في رحلة سياحية، وتم اختطافه بتاريخ 14 جانفي الجاري بالمنطقة الحدودية الجزائرية المالية على مستوى إقليم الناحية العسكرية السادسة من طرف عصابة مسلحة مكونة من خمسة أفراد”، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني.