مدمنون يتعاطون حبوب منع الحمل!

كشف رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب عبد الكريم عبيدات لـ”الشروق” عن حقائق صادمة حول الأنواع الجديدة التي بات المدمنون على المخدرات والمهلوسات يستعملونها للشعور بالنشوة ومواجهة الإدمان ونقص بعض المؤثرات، والتي دخلت فيها حسبه حبوب منع الحمل التي بدأت تأخذ طريقها وسط شريحة من المراهقين والشباب، “وهو ما تم اكتشافه في جلسات العلاج التي يشرف عليها فريق من الأطباء والمختصين في مركز بوشاوي”.
وأكد عبيدات أن جلسات العلاج التي طالت مجموعة من المراهقين والشباب، أكدوا لجوءهم إلى مزيد من الحيل والإقبال على تعاطي أنواع أخرى من الأقراص على غرار حبوب منع الحمل التي تعتبر من الأدوية الهرمونية ظنا منهم أنها تشعرهم بالنشوة وتدفعهم لاستهلاك المزيد من الحبوب الأخرى.
وأكد محدثنا أن هدف إقبال هؤلاء المدمنين على تعاطي حبوب منع الحمل هو إفلاتهم من العقاب والمتابعات القضائية، لأن القانون لا يصنف هذه الحبوب ضمن المخدرات، وقال أن الحبوب المهلوسة، تشهد ندرة في الكثير من الصيدليات، وقد يكون ذلك من أسباب الإقبال على تناول حبوب منع الحمل من طرف المدمنين، “الذين يرون فيها مؤثرا عقليا لا يجرهم إلى العقاب”.
300 مدمن يعالجون في مركز بوشاوي
وأكد عبيدات، أن أدوية تخفيف الآلام الحادة، باتت مطلوبة كمؤثرات عقلية، لكن بعد القانون الصارم والرادع، لبيعها بطريقة عشوائية من طرف بعض الصيدليات، أصبحت تهرب من الخارج وتدخل عن طريق “الكابة”، مما يزيد من مخاطر انتشارها في الجزائر.
وقال إن حبوب “البريغابارين” المعروفة بـ”الصاروخ”، هي الأكثر انتشارا بين مدمني المخدرات، حيث يوجد حوالي 300 مدمن عليها يتلقى العلاج في مركز بوشاوي، وتمثل نسبة تصل إلى 80 بالمائة مقارنة بأنواع المؤثرات العقلية الأخرى، وهذا حسب معطيات ذات المركز.
قانون الوقاية من المخدرات جاء في وقته..
وقال محدثنا، أن القانون الجديد المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية، أتى في وقته، ولكنه يحتاج إلى الوقاية الجوارية في المدارس والأحياء الشعبية والجامعات، بعد أن وصل عدد المدمنين حسب تقديراته، إلى مليون مدمن في الجزائر، في الوقت الذي تؤكد معطيات الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، 800 ألف مدمن لشباب تتراوح أعمارهم بين 15 سنة إلى 35 سنة، و3 بالمائة منهم إناث.
وكشف عبيدات،، إن تعاطي الحبوب المهلوسة تأتي في المرتبة الأولى، يليها تعاطي الكيف المعالج، و”تشوشنا”، بينما تعاطي المخدرات الصلبة كالهيروين والكوكايين، فيقتصر على فئة قليلة واغلبهم أبناء الأغنياء.
وأكد رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب إن “التجربة” الأولى التي تستهوي الشباب هي أكثر الأسباب التي تجرهم إلى الإدمان، فيما يكون للوسط والأصدقاء تأثير كبير في نقل عدوى الإدمان إلى الآخرين، وتعتبر المشاكل الاجتماعية وضعف الشخصية من بين هذه الأسباب التي يبرر بها الخاضعون للعلاج في مركز بوشاوي، تعاطيهم للمخدرات.
وأوضح عبد الكريم عبيدات، أن مركز بوشاوي لعلاج الإدمان، يتبع طرق علاج طبيعية، من خلال فريق مكون من 30 مختصا في علم النفس والاجتماع، والأمراض العقلية، وإلى جانب ذلك قامت منظمته خلال شهر رمضان بحملات التوعية والتحذير من المخدرات وخاصة الحبوب المهلوسة، في شكل دروس عبر 120 مسجد عبر القطر الوطني.
هذا ما يسببه الإدمان على المخدرات
وكشف مصدرنا، عن قصة مؤثرة لامرأة من العاصمة تورطت في قتل ابنها خطأ، حيث دخل المستشفى بعد أن طعنته بسكين فمات تحت تأثير الطعنة.
والسبب أن هذه المرأة التي تشتغل منظفة، كان ابنها يتعاطى الحبوب المهلوسة، ولم يجد من أين يأتي بالمال، فهجم عليها، وهددها كي تمنحه مبلغا من أجل شراء هذه السموم، فرفضت، فقام بعدها بتعنيفها ووضع داخل فمها قرصا مهلوسا بالقوة.
وقال عبيدات إن الأم هرعت إلى المطبخ لتتقيأ وتتجنب تأثير هذا القرص بعد ابتلاع الريق، فتبعها الابن حتى يمنعها من ذلك، فرفعت السكين لتصده، لكنه قاومها، فطعنته دون قصد. وكان هدف هذا المدمن حسب، عبيدات، هو جعل والدته تتعاطى مثله لكي تضطر إلى إعطائه المال.