مدمنون يحتلون سفوح جسور قسنطينة ويمنعونها عن المواطنين

احتل عدد كبير جدا من الشباب من متعاطي المخدرات والخمور، سفوح جسور قسنطينة من أسفل جسر باب القنطرة إلى غاية جسر الشيطان، وتحوّلت حظيرة باردو الطبيعية المتواجدة أسفل الجسر العملاق وجسر سيدي راشد، إلى مرتع للمئات من المنحرفين القادمين من قسنطينة ومن نواحيها أيضا، منذ بداية جائحة وباء كورونا، كما أن مسار درب السياح الذي كان من المفروض إنجازه وترميمه، تزامنا مع تنظيم تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، عرف تخريبا كاملا من طرف هؤلاء الذي بنوا لأنفسهم ما يشبه الجحور في سفوح الجسور المعروفة باسم الريميس، لا يقترب منها أحد.
يتعاطى المنحرفون في تلك المواقع المخدرات ويتاجرون في السموم البيضاء وفي الخمور ويلعبون القمار، كما يقومون بحرق الأعشاب والأشجار لمنع تنقل الأفراد وحتى العائلات إلى المكان الذي صار موحشا في غياب كامل للسلطات المحلية ولا تشاهد فيه سوى آثار الدمار والحرق وأطنان من زجاجات الخمر.
وكانت السلطات المحلية منذ قرابة خمس سنوات قد باشرت أعمال ترميم وتحسين للمكان وقيل حينها بان درب السياح سيضمن مالا يقل عن مليون سائح من اليابان والصين سنويا، ثم حدث الإهمال التام للمكان الذي وقع في أيدي المنحرفين الذين حوّلوه إلى مملكة للمخدرات والخمور ولعب القمار، ومنعوه نهائيا عن السياح ومحبي التجوال الصخري والمغامرة تحت سفوح الجسور المعلقة.
“الشروق اليومي” سألت رشيد يايسي مكلف بالسياحة بالمجلس الشعبي الولائي بقسنطينة عن سبب خراب المكان، فاعتبر ما قامت به السلطات في السابق كان ارتجاليا، ووصف المكان بالأعجوبة العالمية الثامنة التي تنتظر قرارا علويا لتحويله إلى جنة تجني منها البلاد الثروة، أما خديجة عسكراتي وآسيا الزير وهما عضوتان بنادي درب السياح فتأسفتا للوضع الذي بلغه المكان وكامل سفوح الجسور التي وقعت في أيدي المنحرفين، ولاحظت “الشروق اليومي” في عين المكان الغياب الكامل لأيدي المسؤولين، بينما يشعر أي متجوّل في المكان الساحر على مسافة أكثر من ثلاثة كيلومترات بالخوف والرعب، بسبب تواجد المئات من المنحرفين الذين يبيت الكثير منهم هناك، كاسرين الحجر الصحي في الإتيان بالممنوع إلى غاية صباح اليوم الموالي.

ب.ع