مديرون يطالبون بلغة واحدة في تدريس رموز الرياضيات

يطالب مديرو مؤسسات تربوية على المستوى الوطني القائمين على وزارة التربية الوطنية بأهمية مراجعة القرار القاضي بتدريس المصطلحات الخاصة بمادة الرياضيات باللغتين العربية والفرنسية، من خلال الإبقاء على لغة تدريس واحدة للرموز، وذلك على خلفية الوقوف على ضعف نتائج التلاميذ في هذه المادة التعليمية بسبب الدمج بين اللغتين في تلقينها.
بالمقابل، طالبت النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين السلطات الوصية بأهمية الكشف عن “مكمن الخلل” عن طريق تحديد الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تراجع التحصيل الدراسي للتلاميذ.
وأفادت مصادر “الشروق” أنه بناء على دراسة تحليلية لنتائج التلاميذ في اختبارات الفصل الدراسي الأول من الموسم الدراسي الجاري، والتي وردت في العموم ضعيفة ودون المستوى، في كافة المواد والمستويات، تحرك مديرو متوسطات وثانويات، لمطالبة الوزارة الوصية بضرورة تشكيل لجنة تقنية يتم تكليفها بمهمة مراجعة القرار القاضي بتدريس المصطلحات والرموز الخاصة بمادة الرياضيات باللغتين العربية والفرنسية.
وطالب هؤلاء بالإبقاء على لغة تدريس واحدة والعمل على ضبطها بدقة، على اعتبار أن الدمج بينهما أي “اللغتين”، يعد أحد أسباب ضعف مستوى المتعلمين في المادة والتي تعد أساسية بالنسبة للشعب العلمية في كافة المستويات خاصة أقسام الرابعة متوسط والثالثة ثانوي المقبلين على اجتياز امتحاني شهادتي التعليم المتوسط و البكالوريا، إذ تحولت إلى مادة “منفرة” و “مسقطة” لهم في آن واحد.
وفي الموضوع، يوضح بوعلام عمورة، رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، في تصريح لـ”الشروق”، بأن استعمال اللغتين العربية والفرنسية في تدريس المصطلحات والرموز الخاصة بمادة الرياضيات في الطورين المتوسط والثانوي، يعد أحد أسباب تراجع التحصيل الدراسي للمتعلمين في هذه المادة التعلمية، لكنه ليس السبب الرئيسي الذي يقف وراء الضعف الدراسي، أين جدد مطالبة الوزارة الوصية بأهمية مراجعة كافة المناهج والبرامج مراجعة شاملة و دقيقة للوقوف على “مكمن الخلل”، وعدم الاكتفاء بإحصاء الأسباب السطحية.
ويشدد المسؤول الأول عن نقابة “الساتاف” على أن تقارير مديري المدارس الابتدائية، تؤكد على أن تلاميذ السنة أولى ابتدائي يبدؤون في التعرف على الحروف ليس انطلاقا من الفصل الدراسي الأول، وإنما نهاية الثلاثي الأخير من الموسم الدراسي، أي ابتداء من الصفحة 36 من كتاب القراءة، في حين تم الوقوف أيضا على وضعيات لبعض تلاميذ السنة رابعة ابتدائي وبمدن كبرى، الذين لا يحسنون حتى القراءة.
ويذكر أن وزيرة التربية السابقة قد اقترحت ضمن مشروع إعادة هيكلة امتحان شهادة البكالوريا، سنة 2016، تدريس المواد العلمية وهي الرياضات والعلوم الطبيعية والعلوم الفيزيائية باللغة الفرنسية، تحت ذريعة رفع مستوى الطلبة بالمؤسسات الجامعية في الفرنسية، على اعتبار أن التقارير آنذاك أكدت على رسوب عدد كبير منهم في السنة أولى بسبب عائق إسمه “اللغة”، غير أن المشروع لم يعرف طريقا للتجسيد و تم إسقاطه.