-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مراهقون عرب مولعون بها.. هل متابعة الدراما الكورية مفيدة فعلا للصحة النفسية؟

جواهر الشروق
  • 562
  • 0
مراهقون عرب مولعون بها.. هل متابعة الدراما الكورية مفيدة فعلا للصحة النفسية؟

تحدّثت تقارير إخبارية عن ولع كثير من المراهقين والشباب العرب بالدراما الكورية، التي قال عنها مختصون إنها مفيدة للصحة النفسية، ما حرّك عديد التساؤلات بشأن صحة تلك الادعاءات، خاصة مع اختلاف الثقافات، بين المجتمعات المسلمة وغير المسلمة.

وقال خبراء لوكالة فرانس برس إن المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية يمكن أن تقدّم حلولا للمشاهدين، وبرأي إيم سو غيون، مدير عيادة للطب النفسي في سيول، فإنها تدخل تحت مسمى العلاج بالفن ومشاهدتها جيدة للقلق والاكتئاب.

واستبعد إيم أن يَصِف الطبيب للمريض هذا النوع من العلاج، لكنّه اعتبر أن المسلسل الذي يجد فيه الشخص ما يشبه حياته، ويوصيه أحد المتخصصين بمشاهدته، يمكن أن يكون مفيدا له، إذ قد يعطيه أفكارا عن سبل تجاوُز أوضاع معينة، منها كالانفصال عن الشريك أو وفاة قريب وغير ذلك.

من جانبها قالت المعالِجَة جيني تشانغ، إن هذه الأعمال، الأكثر استقطابا للمشاهَدات بين الإنتاجات غير الناطقة بالإنجليزية على “نتفليكس”، زاعمة أن لديها قدرة شافية تتجاوز السياق الثقافي، كون المشاعر التي تتضمنها، والممتدة من الحزن العميق إلى الفرح المجنون، تحرّك لدى المشاهدين مشاعرهم وصدماتهم.

وأضافت أن “لدى الجميع ضغوطا وطموحات عائلية، ونزاعات، وصدمات، وآمالا”، وبالتالي إذا كانت المسلسلات تعالج بطريقة جيدة المواضيع المتعلقة بصعوبات الحياة، يمكن أن تساعد أولئك الذين يشاهدونها بسيطرة أفضل على مشاكلهم.

غرست الإيجابية ولكنها لا تتلاءم مع القيم العربية الشرقية

جاء في تقرير سابق نشره موقع الجزيرة نت، بناء على وجهة نظر مختصين أن الدراما الكورية أسهمت في غرس العديد من الأفكار منها الإيجابية التي توحي بحب الحياة والعطاء والتحدي ومواجهة المواقف الصعبة والتنمر والأمل والوصول إلى الهدف، ولكنها في الوقت نفسه لا تتلاءم كلها مع القيم العربية الشرقية.

وقالت الأخصائية في علم النفس الاجتماعي منى درويش للجزيرة أنه “لا ضرر بشكل عام بانشغال العديد من المراهقين والشباب بالثقافة الكورية، ففي الغالب هذه الفرق عملت على التأثير بشكل إيجابي على مشاعر ووجدان الشباب وإعطائهم الطاقة الإيجابية وأفكار هادفة يجب عدم الاستهزاء بها”.

وأضافت: “لقد استطاعت ملامسة أحاسيس كل المراهقين ومخاطبة هموم الشباب والحديث عن أحزانهم وإحباطاتهم وآمالهم وأحلامهم، وحفزت الكثيرين لتعلم اللغة الكورية، وهذا ليس بالأمر السيئ أبدا”.

وأوضحت أن الثقافة الكورية مقاربة للثقافة العربية ولا يوجد تناقض من ناحية المبادىء والأخلاق العامة من ناحية احترام الكبير والترابط الأسري وغيرها من الأمور الحياتية، لذلك لا ينبغي حسبها الضغط على الأبناء وتوجيههم بهدوء نحو بدائل أكثر فائدة.

وكانت الإعلامية المصرية دعاء حسن قد حذرت في وقت سابق عبر برنامجها “إيه الحكاية” من خطر المسلسلات الكورية، وتحديدا مسلسل “لعبة الحبار” وفكرته القائمة على مبدأ البقاء للأقوى، وما يحتويه من مشاهد عنف.

وحذّر رجال الدين من التعلق المفرط بالمسلسلات الأجنبية، وبشكل خاص الدراما الكورية، نظرا لكثرة الفتيات اللواتي أعربن عن تعلقهن بالشباب الكوري ورغبتهن في الزواج منهم، مع كره الشباب المسلم المفتقر للرومانسية حسبهن، ما أسهم في خراب البيوت وتفشي العنوسة وكثرة الزواج المختلط الذي يقود لمآسي لا حصر لها.

وشدّد بعض الدعاة على أن الراحة النفسية للمسلم لن يجدها في غير كتاب الله، والصلاة، والاستقامة على الحق، مقترحين استغلال الوقت الثمين في الأمور النافعة والابتعاد عن كل ما من شأنه هدم الأخلاق وسلب الحياء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!