-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ما على الأولياء فعله؟

مراهقون يقتدون بمدونين ومؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي

نسيبة علال
  • 1074
  • 0
مراهقون يقتدون بمدونين ومؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي
ح.م

تعج مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، بعدد كبير من المؤثرين والمؤثرات، تتابعهم جماهير غفيرة، أغلبها من الشباب والمراهقين، يتجاوبون مع محتوياتهم مباشرة أو غير مباشرة، ويتأثرون بها، إلى حد يجعل الكثير يقلدونهم ويقتدون بنجاحهم، هذا الأمر يزعج الأولياء ويصيبهم بالقلق.

طفلك متأثر لا داعي للقلق

لقد فرضت التكنولوجيات الحديثة على المجتمعات نمط عيش دخيلا، إذ صنعت لكل فرد محيطا افتراضيا خاصا به، يحب عناصره، أو يكرهها، ينزعج من تصرفاتها ويتأثر بها، وفي أحيان كثيرة يتعلق بها حد التقليد.. سيرين، تلميذة في المتوسط، تبلغ من العمر 13 سنة، تقول والدتها: “ابنتي من المتفوقات، مطيعة وخلوقة، تستعمل هاتفي للمتابعة والتواصل مع بعض المؤثرين، الذين يفوقونها سنا، ولاحظت منذ فترة أنها بدأت تميل إلى المشاركة في الأعمال التطوعية في المدرسة وفي الحي، وفي النادي الذي تمارس فيه الفنون التشكيلية، إلى غاية أن أدركت أنها متأثرة إلى حد بعيد بالناشطين عبر الإنترنت وتنوي تنظيم عمل تطوعي..”. أم سيرين قلقة حيال وضعية طفلتها، لا تدري إن كان عليها دعمها في ما تود القيام به، أم منعها من ذلك، حفاظا على دراستها، وخوفا من ضياع طفولتها، فيما تنصح الأستاذة كريمة رويبي، أخصائية نفسانية واجتماعية، بأن يدعم الأولياء رغبة الأبناء الناتجة عن تأثرهم بشخصيات افتراضية: “إن السماح بوصول الطفل أو المراهق إلى مرحلة يدمن فيها متابعة تطورات شخصيته المفضلة، والاقتداء بها ومحاولة عيشها، هي المرحلة التي يكون فيها قد تغلب على قيود والديه. وبالتالي، من الخطإ منعه في هذه المرحلة، وإنما يجب مجاراته إن كان ما يحاول فعله أمرا مفيدا، أو محاولة إقناعه بهدوء”.

من الافتراضي إلى الواقع مشاريع قيد التحقيق

يحتاج المراهق والشاب في هذه المرحلة إلى بوصلة تبين له الطريق، وفي غياب دور المجتمع وانسياق الأولياء خلف تحصيل ظروف اجتماعية حسنة، مع نقص الأنشطة التي تشغله، تلعب الإنترنت بمواقعها التواصلية، دور هذه البوصلة، وفي الكثير من الأحيان تمكن مؤثرون من اقتياد شريحة واسعة من الشباب والمراهقين في الاتجاه الصحيح. نوال، طالبة جامعية، في ربيعها العشرين، أنشأت قبل شهرين تقريبا مشروعا مصغرا، وهي تطمح إلى توسيعه مستقبلا، تقول: “أتابع الكثير من الفتيات المؤثرات عبر موقع أنستغرام، وما لاحظته من خلال هذا، أنني مثلهن أمتلك الموهبة والطموح وروح المغامرة لبدء مشروعي الخاص.. وبالفعل، تمكنت حتى الآن من صناعة عشرات الأطقم الزجاجية والمرايا، وعلب حفظ المجوهرات، وحاملات المفاتيح، وتمكنت من إرسال طلبيات إلى الولايات المجاورة..”. لقد واجهت نوال رفض العائلة في بداية بزوغ مشروعها، ولكنها سرعان ما تلقت الدعم بعدما تمكنت من إقناع والديها وإخوتها باطلاعهم على نماذج شبانية ناجحة.

أنستغرام يقود شبابا ومراهقين إلى العمل التطوعي

يونس، طالب طب بجامعة البليدة، شاب أمضى طفولة منعزلا، إلى غاية ولوجه عالم أنستغرام، حيث اكتشف عمل جمعيات خيرية، وشبابا متطوعين. كان الأمر بالنسبة إلى يونس، بشخصيته غير الاجتماعية، بمثابة الإنجاز، أن يقوم شاب بمثل سنه بحشد قافلة من المتطوعين، واقتيادهم إلى تنظيف الشوارع أو حملات تنظيف، يقول: “كان علي أن أحاول عيش دور الأبطال، الذين تأثرت بهم على الإنترنت، فبدأت من مجموعة فايسبوكية، كان صديقي قد أنشأها لنشر مواضيع خاصة بكلية الطب، أطلقت حملة لجمع التبرعات لأطفال السرطان. في البداية، انقاد خلفي زميلتان وصديق واحد، أما اليوم، وبعد سنة تقريبا، أصبح علينا تقسيم الفريق الناشط على أنستغرام إلى مجموعات حتى لا نغزو المشفى..”. قبل أيام كذلك، تمكنت المدونة والرحالة دنيازادبرينيس، من اصطحاب مجموعة من الأطباء والممرضين الشباب من العاصمة إلى صحراء جانت، مرفقين بعدد هائل من المساعدات، التي تشمل ألبسة وأدوية ومواد غذائية، انطلاقا من حملة لها على موقع أنستغرام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!