-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اتهموا مستشفى بشار برفض استقبالهم والأخير ينفي

مرضى السرطان ببلعباس محرومون من العلاج الإشعاعي

زواوية. ق / ن. مازري
  • 335
  • 0
مرضى السرطان ببلعباس محرومون من العلاج الإشعاعي
أرشيف

عبر عديد المرضى المصابين بمختلف الأورام السرطانية، عن استيائهم جراء رفض مستشفى مكافحة السرطان بولاية بشار استقبالهم من أجل تلقي العلاج الإشعاعي، حسب ما صرحوا به لـ”الشروق”، حيث جرى إرسالهم إلى بشار من قبل مركز مكافحة السرطان بسيدي بلعباس، بسبب تعطل أجهزة الأشعة الثلاثة منذ قرابة الستة الأشهر، وناشد محدثونا الجهات المهنية تمكينهم من العلاج قبل انتهاء المدة المحددة لتلقيهم العلاج الإشعاعي التي لا يجب أن تتجاوز السنة، بعد خضوعهم للجراحة الاستئصالية للأورام السرطانية.

تأخر العلاج يفاقم المرض
وصرحت السيدة سمية، وهي أم لطفلين ومصابة بسرطان الثدي، بأنها منعت من العلاج ببشار رفقة 17 مريضا آخر، رغم حيازتهم رسالة التوجيه رفقة ملفهم الطبي الذي سلمته لهم إدارة مستشفى بلعباس، حرصا منها على التكفل بهم قبل تأزم حالتهم الصحية. وقالت السيدة إنه لم تراع حالتهم المرضية ولا المسافة الطويلة التي قطعوها إلى بشار.
وذكر مرضى بأن التأخر في تلقي العلاج يعقد وضعية مرضى السرطان بشكل خطير جدا، وهذا ما حصل منذ بداية أزمة تعطل أجهزة العلاج، حيث تدهور الوضع الصحي لعشرات المرضى، والملزمين بالخضوع إلى جلسات العلاج الإشعاعي قبل نهاية المدة المحددة.
وفي ذات السياق، صرحت السيدة أحلام، بأنه لم يتبق سوى شهرين على مرور سنة على جراحة استئصالها للثدي ورغم ذلك لم تستفد من أي جلسة للعلاج بالأشعة، علما أن حالتها تتطلب 15 جلسة، حيث قالت إن أملها بدأ في التقلص، ولم يبق أمامها سوى مدة قصيرة لن تتجاوز شهر ديسمبر من أجل إنقاذ حياتها، حتى تتمكن من تربية طفليها الصغيرين اللذين لا يتجاوز سنهما الثماني سنوات.
كما أعاب المرضى الذين لجؤوا للشروق من أجل رفع انشغالاتهم، على مستشفى مكافحة السرطان ببشار، طريقة معاملتهم المرضى الموجهين إليه من بلعباس. وما زاد من معاناة مرضى السرطان ما قالوا إنه اختفاء للقاح كالما الذي يخضعون له كل 21 يوما، ويندرج ضمن البروتوكول العلاجي.
من جهته، أكد مدير مركز مكافحة السرطان بسيدي بلعباس في اتصال هاتفي مع الشروق، بأن مصالحه بالتنسيق مع مديرية الصحة، قامت بإرسال طلب الانتساب مرفقا بقائمة المرضى الذين يجب أن يخضعوا لجلسات العلاج وفق برنامج كل حالة، مضيفا بأن مسؤوليته تنتهي عند هذا الحد. أما بخصوص ندرة لقاح “كالما” الذي يأخذه مرضى السرطان كل 21 يوما، صرح بأنه ليس على علم بهذا المشكل، وإن كانت هناك ندرة، فهي تعود إلى عدم توفر اللقاح لدى الصيدلية المركزية بالعاصمة، مردفا بأنه سيستفسر عن هذا المشكل في أقرب الآجال.
والجدير بالذكر، أنه سبق أن استنجد زهاء 3000 مريض بمختلف الأورام السرطانية بوزارة الصحة من أجل صيانة مسرعات أجهزة الأشعة الثلاثة المتوقفة عن العمل منذ أشهر طويلة، نتيجة توقف نشاط الشركة الوحيدة المختصة في تصليح الأعطاب التي تصيب الأجهزة الطبية، حيث ذكرت المديرية الوصية في ذات السياق، بأن الوزارة تسعى للتعاقد مع شركة أخرى لتصليح الأعطال قبل شهر أكتوبر القادم.

مستشفى بشار يوضح!
من جهته، قال “لعيرج عز الدين”، مدير مستشفى أمراض السرطان في باشر بالنيابة، بأنه استلم مهامه يوم الثلاثاء الماضي فقط، مُضيفا أنه لم يسبق له أن التقى المرضى القادمين من ولاية سيدي بلعباس، مؤكدا في ذات الوقت، أن المستشفى مُرتبط ببرنامج علاجي بالأشعة لمرضى المنطقة الجنوبية، بما في ذلك عدد هائل من القادمين من عدة ولايات بالشمال الذين يخضعون لفحص جديد، ومن ثم يتم تحديد العلاج من قبل الطاقم الطبي بمستشفى السرطان ببشار، والذي يحدد بدوره نوع العلاج، ذلك أن معظم الوافدين من ولايات الشمال، يتم توجيههم من تلك المستشفيات على أساس تلقي العلاج بالأشعة فور وصولهم، في حين تتطلب وضعية كل وافد، حتمية الفحص من جديد، يُضيف مدير المستشفى بالنيابة، الذي أكد للشروق اليومي معاناة المستشفى من ضغط كبير، جراء العدد الهائل من المرضى القادمين يوميا من مختلف الولايات، وهو ما لاحظناه أثناء دخولنا إلى قاعة انتظار المرضى المبرمجين للعلاج بالأشعة، فضلا عن العدد الكبير من السيارات بالخارج والتي كانت تحمل ترقيم عدة ولايات.
وفي سياق رده، أفاد مدير مستشفى السرطان ببشار، بأن الضغط المسجل على مستشفى بشار، تعود أسبابه إلى توقف العلاج بالأشعة بعدة مستشفيات بولايات غربية، جراء الأعطاب التي طالت التجهيزات الخاصة بالعلاج المذكور، حيث يوجد نوعان من تلك التجهيزات الطبية بالجزائر، “أليكتا، وفاريون”، تدخل في خانة التجهيزات الثقيلة الاستراتيجية، الأمر الذي بات يفرض علينا العمل بثلاثة مسرعات للعلاج الإشعاعي لازالت تعمل ببشار، وذلك لبلوغ رقم 80 إلى 100 مريض يخضع للعلاج بالأشعة يوميا، موضحا أن الأعطاب إذا كانت تقنية، يتم تصليحها في عين المكان من طرف مهندسين محليين، بعد الاتصال بالشركة الأم، وإن كانت ميكانيكية، يتم إرسال تقني الشركة من الخارج لإصلاح العطب، ذلك هو حجم المعاناة يُضيف المدير بالنيابة.
وبخصوص نقص الأدوية، أفاد لعيرج، بأن هذا النقص، راجع إلى نذرته المسجلة على مستوى الصيدلية المركزية بصفتها الموزع الوحيد لتلك الأدوية، وأن المستشفى يعمل بالأدوية المتوفرة حاليا، في غياب بعض الأدوية الأخرى، وصرح ذات المسؤول، بأن جهاز الكشف لايزال معطلا على مستوى هذا المستشفى، وسيتم إصلاحه من قبل المؤسسة الممونة، باعتبار تاريخ الضمان لايزال ساري المفعول، وقد اتخذنا -يقول- إجراء قانونيا ضدها، وذلك بتغريمها بمليار و800 مليون سنتم، مُضيفا أن جهاز السكانير متوقفة خدماته، بسبب غياب طبيب مختص في الكشف بالأشعة على مستوى المستشفى، وقد راسلنا الوزارة الوصية، ولازلنا في انتظار قدوم الطبيب.

مصلحة الطب النووي خارج الخدمة
وتطرق المتحدث في رده إلى مصلحة الطب النووي التي لم تدخل الخدمة رغم وصول التجهيزات الطبية الخاصة بالعلاج الذري، وذلك جراء التحفظات التي دونتها محافظة الطاقة الذرية، والتي تحفظت خلال زيارتها للمصلحة على السماح بتركيب تلك التجهيزات، حيث تتطلب مقاييس، ومعايير خاصة لحماية المرضى الذين يخضعون للعلاج النووي، وقد تم العمل على رفع تلك التحفظات، ونحن في انتظار زيارة ثانية، ستتم قريبا من قبل المحافظة المذكورة، ومن ثمة إعطاؤنا الضوء الأخضر لتركيب التجهيزات، والشروع في العلاج النووي في القريب العاجل.
ونشير إلى أن المدير بالنيابة، قدم لنا حوصلة الخدمات الطبية التي قدمها المستشفى خلال الفترة الممتدة بين شهر جانفي وجوان 2022، والتي تحوز الشروق اليومي نسخة منها، حيث بينت بأن المستشفى بلغت فحوصاته بمصلحة الجراحة، 462 فحص، وأكثر من ثلاثة آلاف بمصلحة الأورام السرطانية، وما يقارب الأربعة آلاف مريض خضعوا للعلاج بالأشعة، فضلا عن عدد كبير من المرضى الذين خضعوا لعدة حصص علاجية في تخصصات أخرى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!