-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كانت جنة من الأدغال والجداول والحيوانات والطيور

مرق عقاري يبني عمارات في قلب محمية طبيعية بسكيكدة

الشروق أونلاين
  • 6925
  • 0
مرق عقاري يبني عمارات في قلب محمية طبيعية بسكيكدة
ح.م
فوزي بن حسين والي سكيكدة السابق

باشرت مصالح أمنية وبيئية وإدارية مختصة، تحقيقاتها في تمكّن أحد المرقين العقاريين، وهو في نفس الوقت عضو بالغرفة التجارية بولاية سكيكدة، من الحصول على تصريح من والي ولاية سكيكدة السابق، لإنجاز مشروع سكني، بدايته عبارة عن عمارات من مئة مسكن، في قلب محمية طبيعية بها قصر بن قانة الأثري الشهير.

حسب مصادر “الشروق”، فإن ملف الفضيحة بلغ مكتب الوزير الأول الحالي، الذي طالب بإلغاء هذا الترخيص الذي أمضى عليه والي الولاية السابق، فوزي بن حسين، والذي تم استدعاؤه من المحكمة العليا في عدد من القضايا ومنها قضية طحكوت.

المرقي العقاري حصل على قطعة الأرض الموجودة في قلب الغابة الكثيفة الموجودة في منطقة بولقرود المحمية، وهذا منذ سنة 2016 ولم ينطلق في الإنجاز إلا في بداية السنة الحالية، وسارع في الأشغال منذ بداية الحراك الشعبي من أجل وضع السلطات الحالية لولاية سكيكدة أمام الأمر الواقع.

وقد تنقلت “الشرق” إلى عين المكان ولاحظت المجزرة التي طالت مئات الأشجار الباسقة والجميلة والمعمّرة، خاصة أن المكان لا يبعد كثيرا عن قصر بن قانة، التحفة المعمارية التي جاوز سنها القرن من الزمن، والتي تعتبر أهم معالم ولاية سكيكدة ويزورها الناس من داخل وخارج الوطن.

الجمعية البيئية الخضراء التي رافقنا أعضاء منها، قالت بأنها راسلت منذ أشهر وزارة البيئة بالعاصمة، ومديرية البيئة والغابات بسكيكدة وحتى الوزير الأول ولكنها لم تتلقى سوى الوعود لأجل توقيف ما أسمته بالمجزرة خاصة أن الغابة محمية وطنيا، وقصر بن قانة في طريقه ليصبح من المصنفات في “اليونيسكو”، والغابة تطل على أحد أجمل الشواطئ في سكيكدة وهو شاطئ سطورة.

مسؤول بالبلدية اتهم الوالي السابق فوزي بن حسين، بالضغط على مديرية الغابات لأجل التخلي عن هذا الكنز الطبيعي لصالح مرق عقاري، وطالب والي الولاية الحالي بتوقيف المجزرة، خاصة أن الغابة طالتها الحرائق منذ سنتين وطالتها بعض البنايات الفوضوية الفردية، وهو ما جعل الحيوانات التي كانت تزخر بها مثل الضباع وبن آوى والقنفذ والذئاب تنقرض، كما أن اسمها بوالقرود يعود إلى كونها كانت قبل فترة الاستعمار، تضم عددا من أنواع القردة التي هجرتها إلى ولايتي جيجل وبجاية، ناهيك عن الطيور المهاجرة التي تزور الغابة وتتغذى منها ومن الوادي الذي يحدها وعلى ما يوجد في البحر.

للإشارة، فإن دفتر الشروط في قانون العقار يجبر أي مرق عقاري على مباشرة الأشغال بعد ثلاثة أشهر من تسلمه كل الوثائق، لكن هذا المرقي جمّد العمل إلى قرابة الثلاث سنوات دون أن تسترجع مصالح الغابات الأرض، ومنذ بداية الحراك الشعبي، زاد في ريتم ووتيرة أشغاله لإنجاز مئة شقة كمرحلة أولى في مشروع سكني سيقضي على ما تبقى من هذه الغابة التحفة.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!