-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أندية اتخذت من القسم الثاني ممرا مباشرا نحو حظيرة الكبار

مستقبل الرويسات يعيد نكهة الصعود المتتالي إلى الواجهة

صالح سعودي
  • 1946
  • 0
مستقبل الرويسات يعيد نكهة الصعود المتتالي إلى الواجهة

لا يزال مستقبل الرويسات يصنع الحدث بعد صعوده التاريخي إلى حظيرة الكبار، بعد تنافس حاد مع اتحاد الحراش استمر إلى غاية الجولة الأخيرة من البطولة، ليقول نسور الجنوب كلمتهم في القسم الثاني الذي لم يمكثوا فيه سوى موسم واحد، وجعلوه ممرا مباشرا إلى بطولة القسم الأول، معيدين بذلك ظاهرة الصعود المتتالي إلى الواجهة، بعدما سار أبناء المدرب زموري على خطى عدة أندية سبق لها أن صنعت التميز بنفس الطريقة، وقفزت من بطولة ما بين الرابطات نحو القسم الأول، بعد مكوث دام موسما واحدا فقط في الدرجة الثانية.

أعاد مستقبل الرويسات نكهة الصعود المتتالي إلى الواجهة، مجسدين طموحهم في الارتقاء إلى القسم الأول رغم الافتقاد إلى خبرة التواجد في الدرجة الثانية، وتفوقوا على فرق عريقة تنشط منذ سنوات في ذات المستوى، وبعضها لها باع طويل في حظيرة الكبار، ما يؤكد في نظر الكثير بأن تحقيق الهدف المنشود مرتبط بعدة بعوامل بسيطة لكنها مهمة تفرض التنسيق والتكامل، وفي مقدمة ذلك الاستقرار والاستمرارية وتوفير الحد الأدنى من الإمكانات التي تضمن تسوية متطلبات النادي، حيث لم يكن الصعود المتتالي لمستقبل الرويسات، وصولا إلى حظيرة الكبار بالجديد، فقد سبقه عدة فرق حققت ذات الإنجاز، بعدما جعلت من القسم الثاني ممر عبور مباشرة إلى حظيرة الكبار، على غرار ما قامت به أندية اتحاد الشاوية وشبيبة الساورة وشباب عين فكرون ودفاع تاجنانت واتحاد بسكرة وجمعة عين مليلة ونجم مقرة والاتحاد السوفي وأولمبيك أقبو وغيرها من الأندية.

الشاوية والساورة صعدا 4 مرات متتالية

وفي هذا الجانب، فقد صنع إتحاد الشاوية الحدث مطلع التسعينيات تحت إشراف الرئيس عبد المجيد ياحي، بعدما حقق الصعود في 4 مواسم متتالية انطلاقا من القسم الجهوي وصولا إلى القسم الثاني، ثم الارتقاء مباشرة إلى القسم الأول الذي احتلوا فيه المرتبة الثانية في أول موسم لهم، وفي الموسم الموالي (93-94) نالوا لقب البطولة على حساب شباب شبيبة القبائل وشباب برج منايل، ما فسح لهم المجال لتمثيل الجزائر قاريا في مناسبتين متتاليتين. وفي السياق ذاته، جسّدت شبيبة الساورة سيناريو مماثل منذ أكثر من 10 سنوات، من خلال تحقيق الصعود في 4 مواسم متتالية، ما جعلهم يضعون الرابطة المحترفة الثانية مجرد ممر عبور نحو الرابطة المحترفة الأولى بقيادة رئيس النادي زرواطي. ويبقى الشيء الإيجابي هو صمود نسور الساورة في حظيرة الكبار، ناهيك عن ضمان المشاركة القارية في عدة مواسم، بعد منافستهم أندية عريقة على لعب الأدوار الأولى، واحتلال مراتب ضمن أندية الطليعة. والكلام ينطبق على دفاع تاجنانت الذي حقق هو الآخر صعودا متتاليا من القسم الهاوي إلى مصاف الكبار، والأكثر من هذا فقد حقق مشوارا مشرفا في أول موسم له في الرابطة المحترفة الأولى تحت قيادة المدرب لمين بوغرارة منذ 9 سنوات، حين نافس اكبر الأندية على المراتب الثلاث الأولى في أغلب فترات الموسم، لكن نهايته كانت مأساوية سباب مالية وتنظيمية جعلته يتدحرج نحو الأقسام السفلى ثم يغيب نهائيا عن الخاطرة الكروية الجزائرية.

أندية من الصعود المتتالي إلى السقوط المتتالي

ودائما مع نكهة الصعود المتتالي، فقد حققت أندية أخرى هذا الإنجاز بكثير من التميز، حيث لم تمكث في القسم الثاني سوى عاما واحدا، على غرار ما قام به مستقبل الرويسات هذا الموسم، في سيناريو شبيه لإنجاز أولمبيك أقبو الموسم المنصرم والاتحاد السوفي، وقبل ذلك عدة أندية، على غرار شباب عين فكرون واتحاد بسكرة ونجم مقرة. لكن في المقابل سجلنا سقوطا متتاليا لعدة أندية عجزت عن الصمود لأسباب مالية أو تنظيمية أو لعوامل ناجمة عن غياب الاستقرار وكثرة الصراعات، على غرار ما يحدث هذا الموسم لفريق الاتحاد السوفي الذي سجل سقوطه الثاني على التوالي بعد موسم واحد في القسم الأول وآخر في الثاني والموسم المقبل سيلعب في الدرجة الثالثة، فيما يسير اتحاد بسكرة بخطى ثابتة نحو الدرجة الثانية بعد عدة مواسم من الصمود في القسم الأول، وهو نفس الوضع الذي حدث لعدة أندية حققت صعودا متتاليا ووقعت في فخ السقوط المتتالي، مثلما حدث لدفاع تاجنانت وشباب عين فكرون وأهلي البرج وغيرها من الأندية التي ذهبت ضحية الصراعات الداخلية والأزمات المالية والنظرة الضيقة. فيما صنع نجم بن عنون الاستثناء هذا الموسم، حين غادر القسم الأول سريعا وعاد إليه سريعا بعد موسم واحد فقط من سقوطه الموسم المنصرم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!