-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مسرحية “خمس نساء وعربة”.. قراءة نفسية للمرأة في مختلف الأعمار

صالح عزوز
  • 169
  • 0
مسرحية “خمس نساء وعربة”.. قراءة نفسية للمرأة في مختلف الأعمار

في زمن الوباء وحين تشح السماء، ولا يبقى إلا القمر، يغازل الليالي الصافية الظلام، تجتمع خمس نساء، في هذا الجو الصامت، تتحرك مشاعر النساء وتفيض الأحاسيس، ويصبح الحديث والهوس، هو الشغل الشاغل لهن حين اللقاء، ويظهر فارق السن بين من تقترب إلى سن الخمسين، وفتاة في عمر الزهور، لكن يجتمعن، في نقطة مشتركة وهي الأمل في الحياة، وكل منهن تشتكي ضياع بعض سنوات عمرها، خاصة وقد قضين سبع سنوات خلال الوباء، كما يظهر الحنين إلى الماضي في الحياة السابقة. هو ما نقله عرض “خمس نساء وعربة”، للمسرح الجهوي لسوق هراس، خلال اليوم الثاني للمنافسة على العنقود الذهبي، للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته الخامسة عشرة. عرض وضع يده، إن صح القول، على الكثير من انشغالات المرأة، واختيارات الحياة، بين الندم والحسرة، وبين الأمل في الحياة، وصراعات النساء الخفية والمعلنة، ويبقى القاسم المشترك بينهن، هو تأسيس الأسرة والإنجاب، وهي الفطرة مهما اختلفت الآراء واختيارات الحياة، سواء عن قناعة أم ما قد يكتبه لنا القدر.

قدم هذا العرض، من إخراج وتأليف سمية بن عبد ربو، تفاصيل عديدة متعلقة بالمرأة وعلاقتها بالمحيط أو في العلاقة بينها وبين بنت جنسها، وعرض للجمهور الحاضر، فئات مختلفة من النساء، بدءا من الاختلاف في السن والمظهر وتأخر الزواج، وانشغالات الحياة على حسب التفكير، بين المرأة التي تسعى لحماية ابنتها من المحيط الخارجي والحرص على عدم تأثرها بمن يحيط بها عبر المنصات، وبين من تصارع الحياة بخطوات الأمل في الزواج والإنجاب، وأخرى مسنة ما زالت متعلقة بالتقاليد- غزل الصوف- والشابة التي تهتم بالمظهر أمام المرآة، والبنت البريئة التي تسارع الحياة بخطوات عملاقة والفضول المستمر، حتى ولو كانت محاصرة بحراسة والدتها التي تصل إلى حيث التضييق.

طغى على العرض الكثير من لحظات الصراع بين النساء على اختلاف المصالح بينهن، وهو ما قد يكون متنفسا للتعبير الذي تعيشه نسوة جمعهن القدر في زمن الوباء، وهو ظرف استثنائي، حين يصبح الحلم والأمل مهددين، غير أن نزول المطر يطيل الأمل في حياة جديدة للأرض، وظهور تفاصيل وملامح رجل، يعيد الأمل في الإنجاب والزواج، حتى ولو كان يثير في كل مرة الصراع بينهن، فكل واحدة تحلم بذلك الرجل، على اختلاف الأجيال في مختلف الأعمار. يضاف إلى هذه المجموعة من النساء، عربة تحمل الأمل والألم، ربما تكون هي امرأة أخرى في شكل مختلف تصارع الحياة على حسب ما تحمله، وربما وسيلة لتنقل المرأة في الحياة نحو هدف منشود.

هي مسرحية كوميدية سوداوية، عالجت الكثير من خبايا المرأة في التعامل مع الواقع المفروض والاستثنائي، والصراع النفسي والتناقضات التي تجتمع بداخلها ومع من يحيط بها على حسب معطيات الحياة في كل مرحلة عمرية لها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!