-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مسعودة حناني.. السيدة الأنموذج في التحرر من الأمية

مسعودة حناني.. السيدة الأنموذج في التحرر من الأمية
ح.م

تحية افتخار واحترام من خارج الديار لصاحبة التحدي حفظها الله بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية بربوع أرجاء المعمورة لها ولكل متمدرسة متحررة.
ثمانون ونيفا من العمر وسنوات كفاح وتحد.. سنوات تعلم للتحرر، وسنوات مثابرة ومواصلة واستمرارية.. تحرر من الأمية وتعلم قراءة وكتابة.. تألق وتحد بكل إصرار لحفظ القرآن.
بداية من التعلم وطرق أبواب مدرسة فصول محو الأمية بمتليلي الشعانبة بولاية غرداية بالجنوب الجزائري، تتحرر الحاجة مسعودة حناني صاحبة الـ86 عاما من العمر، فبعد تحررها من أميتها تتقدم من فصل إلى آخر بفضل الله وعونه وبفضل صبر ملعماتها كما صرحت الحاجة، وبفضل مؤطرات محو الأمية تحفظ أربعة أحزاب من كتاب الله منهم قراءة سورة الملك، وسورة يس بكل جرأة أمام الملأ وبتغطية تلفزيونية..
حمدا لله يتأثر الصحفي محاورها معترفا قائلا لقد تأثرت جدا وهي تقرأ أمامي القرآن بقراءة مميزة جدا حتى سالت دموعي ودموعها مع بعض والله لأول مرة أقف أمام حالة مثل هذه، إضافة إلى حفظ ما تيسر من القرآن الكريم، تحفظ الحاجة بعض الأحاديث النبوية الشريفة والأذكار وبعض السنن الحميدة من سيرة الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وبعض الأوراد.
ومن التحرر من الأمية وإثبات المستوى والتحسن، تتطلع الحاجة لمواصلة التعليم في طور المتوسط، تدخل عالم الفن وتختار الرسم من أوسع أبوابه ومنه للفن التشكيلي الذي تسبح بخاليها معبرة عمّا يختلج به صدرها وما تراه من أفكار مستقبلية عبر رسوماتها التي نالت إعجاب مشاهديها وفتحت المجال للتساؤلات من قبل المختصين من أساتذة ومعلمين، خاصة مختصو علم النفس التربوي.
كما تشهد رسوماتها بأشكال متنوعة وألوان متعددة تعبيرا بكل صدق عن التحرر من الأمية وإثبات المستوى والحفظ حمدا لله.. هاهي الحاجة تتحدى الصعاب والمعيقات والمثبطات وكل شيء يقف في طريقها لأجل إثبات وجودها وإيصال صوتها من خلال رسالتها التعليمية، لتقول للجميع بأنه لا شيء مستحيل في الحياة ولا شيء يمنع التعليم وللتحرر من الجهل والأمية، والتحدي مفتوح للجميع ولا يعرف سنا ولا زمانا ولا مكانا، فقط عليكم بالصبر والثبات والتشبث بالإرادة والعزيمة القوية الفولاذية وبالتحدي تصل وتحقق الأحلام فلا شيء يمنع الإنسان من التعلم ويعيقه.
وبتحررها وتعلمها وإثبات مستواها، طرقت باب مكتبنا ذات يوم من سنة 2014 مفتخرة بنجاحها وبرسوماتها التي عرضتها علينا وهي تشرح لنا بكل ثقة وقناعة إنجازها العظيم الذي تعتز به وتتمسك بأفكارها التي جسدتها حسب رؤيتها التي صورتها ورسمتها.
قامت الحاجة بمعارض بسيطة للوحاتها الفنية على مستوى متليلي وجامعة غرداية وثالت عديد التكريمات والشهادات، منها على سبيل الذكر لا الحصر من قبل جمعية أقرأ – بلدية متليلي الشعانبة – مدرسة الإخوة لكرة القدم بمتليلي – إتحاد الطلاب الجزائريين بجامعة غرداية وباقي الجهات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!