-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مضاربات الإضرابات

عمار يزلي
  • 2331
  • 1
مضاربات الإضرابات

مأساة المدرسة عندنا، مآسي.. كنا فقط في مشكل الجيل الثاني لـ”الإصلاحات” واللغة والدين والهوية، ما تسببت فيه محاولات إسلاخ إصلاحات لا تصلح، لكن السلخ وصل إلى العظم، وصرنا نخشى على التعليم وعلى المدرسة برمّتها. مدرسة بلا معلمين، وتدريس بلا مدرِّسين ولا تلاميذ!

لا أريد أن “أمسح الموس” في أحد لأن المشكلة متداخلة ومعقدة، أساسها أحادية التصوُّر والتسيير وحوار الطرشان، وهذا ما نلمسه أيضا في إضرابات الأطباء المقيمين الذين لم يقيّمهم أحد، رغم تظاهر الوصاية بالحوار وتأسيس اللجان لتأسيس اللجان والاجتماع من أجل الاجتماع أو الظهور بصورة المُحاوِر التي يحبذ الحوار، لكن ليس أي حوار؛ حوار بمعنى مونولوغ، أنا أتكلم وأنتم تسمعون، وأنتم تتكلمون وأنا لا أسمع!

مشكلة النقابات والعمل النقابي عندنا، بكل خلفياته ونتائجه هي النظرة الأحادية التي لا زلنا نشتغل بها وعليها، فالمركزية النقابية هي النقابة الوحيدة التي تريد أن تتحكم في العمال وتسيِّرهم ضمن “المصالح العليا للبلاد”، التي تقتضي الاستقرار من جانب العمال والسكوت عن رجال الأعمال، بل ومحاباتهم إلى درجة أن الجميع، حتى داخل المركزية النقابية صاروا يتساءلون: هل نحن نقابة رجال الأعمال، أم نقابة العمال؟ كان هذا واضحا منذ بداية اشتغال الثلاثية منذ أكثر من 10 سنوات حين عملت المنظمة العمالية العريقة (مثل جبهة التحرير العريقة) التي نسيت العراقية والعرق ودخلت في حرب عراك ضد النقابات الأخرى التي تسمى مستقلة وما هي كذلك، إنما هي مستقلة عن نقابة سيدي السعيد، لكن لكل واحدة لها أجندتها وتصوّرها وتنظيمها، وهذا يدخل ضمن حرية التشكيل النقابي، وما رفض الجزائر زيارة ممثل منظمة العمل الدولية في الوقت الراهن، قبل ترتيب الأمور إلا عنوانٌ لهذا الأمر، حتى تحضِّر للمنظمة قائمة بمن تلتقي وبمن لا ينبغي لها أن تستمع إليهم، كونها غير شرعية كما هو الشأن مع الكناس والتنظيمات الطلابية في التعليم العالي! لسنا مع أو ضد هذه الإجراءات لأنها مسائل تخصُّ المؤسسات والدولة، لكن أتحدَّث عن تمييع قضايا العمال من حيث أردنا توحيدهم تحت وصاية نقابية واحدة، فانفلتت الأمور بحكم أن نقابة “عيسات إيدير” ما عرفت واش تقدر تدير، بعد ترهُّل القدرة الشرائية وموجة الغلاء وبداية إفقار العمال والطبقة الوسطى، دون أن يجدوا من يتحدث باسمهم في النقابة العريقة، فلجأوا إلى النقابات المستقلة للتهوية والتعبير بواسطتها عن متطلبات المرحلة، وهو ما يُرفَض حاليا تحت ذريعة الأزمة المالية!

نقابة ضاربة للنح مقابل نقابات “تنبح في الصح”، فأي الضرب أصح للعامل: النح أم الصح!؟

وجدتني أنام لأجد نفسي أعيش حالة انسداد قصوى في إضرابات قطاع التعليم.. الوصاية قررت فصل كل المضربين.. وبما أن الزمن طال، فقد خرج التلاميذ يحتجُّون وتركوا الدراسة وراحوا يبحثون عن الدروس الخصوصية: قطع الراتب عن الأستاذ لم يحلّْ المشكل، ففوجئت بفصل كل تلميذ لا يحضر إلى المدرسة.. هذا القرار أجَّج الوضع فأضرب من لم يُضرب من التلاميذ ومن العمال والأساتذة.. إنه الانسداد! لا امتحانات! ربما بالأنترنت أو بالقرعة مثل الحج! الباك؟ الله أعلم! ربما نمنح الباك بملف طبي أو شهادة ميلاد من دون سوابق عدلية أو والله ما علا بالي! ربما بالأقدمية، ربما بحسب نقط السنة السابقة.. البيام، السيزيام نفس الشيء.. “باصاج دوفيس”! ما نيش عارف وين رايح يوصلنا هذا..الموصل!؟ 

وأفيق وقد ضربتُ برجلي فم وأنف زوجتي التي كانت تضرب عن التوقف عن الشخير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • سراب

    ما سنسمعه من مصادر و منابع متأكدة و أكيد شبه رسمية
    ان شهادة الباكلوريا 2018 سيتحصل عليها كل مترشح يكتب اسمه و لقبه بدون اخطاء