مطاعم مدرسية تتحول إلى مطاعم “البايلك” لعمال البلديات

كشفت تقارير رسمية عن حرمان عدد كبير من التلاميذ من الإطعام المدرسي، رغم مرور شهرين على الدخول المدرسي، جراء غلق مطاعم مدرسية عبر مختلف ولايات الوطن، خاصة بالمناطق الداخلية والمعزولة بسبب انعدام اليد العاملة المؤهلة، في وقت كان ينتظر الجميع أن تحل المشاكل المتراكمة بصفة نهائية، عقب تنازل وزارة التربية عن تسيير المطاعم لوزارة الداخلية والجماعات المحلية، تحولت بعض المطاعم من “مدرسية” إلى مطاعم “البايلك” لعمال البلديات.
وأشار التقرير نفسه الذي اطلعت عليه “الشروق”، إلى أنه في الوقت الذي كانت وزارة التربية من خلال مصالحها المختصة تنتظر أن تتحسن الأوضاع وتحل المشاكل التي كانت تتخبط فيها المطاعم المدرسية بصفة نهائية، خاصة عقب الإفراج عن المرسوم التنفيذي الجديد الذي تضمن إسناد المطاعم رسميا لوزارة الداخلية و الجماعات المحلية ممثلة من البلديات، غير أن واقع الحال أثبت أن جل التلاميذ على المستوى الوطني محرومون من خدمة “الإطعام المدرسي”، عقب غلق العديد منها خاصة بالولايات الداخلية والمناطق المعزولة والنائية بسبب مشكل انعدام اليد العاملة المؤهلة من طباخين على وجه الخصوص.
وتفيد الإحصائيات التي تحوزها “الشروق”، بتسجيل تراجع الفتح بنسب متفاوتة تراوحت إلى غاية شهر نوفمبر الجاري بين 02 و20 بالمائة على مستوى 12 ولاية. بالمقابل، أكد نفس التقرير أن مطاعم أخرى وأمام هذه الوضعيات العالقة أضحت تقدم لتلاميذتها وجبات باردة في عز الشتاء بشكل غير مسبوق، مقارنة بالسنوات الفارطة بنسبة بلغت 32 بالمائة وطنيا وهي نسبة مرتفعة، أين كان هذا النوع من الوجبات يقدم فقط في الحالات والظروف الاستثنائية، يؤكد التقرير.
وكشف ذات التقرير الذي رفع لوزارة التربية، أن مشكل انعدام اليد العاملة المؤهلة مطروح بجل ولايات الوطن وتحديدا بالولايات الداخلية والمعزولة، حيث تراوحت نسبة العجز بين 12 و26 بالمائة. مؤكدا أنه أمام هذه الإجراءات الجديدة خاصة بعد إسناد التسيير بصفة رسمية للبلديات عوض مديريات التربية للولايات، قد فرض على مفتشي ومستشاري التغذية المدرسية وضعيات جديدة، بعدما تحولوا إلى إطارات برتبة “بطالين” دون عمل، حيث لم تعد لهم أي سلطة على المطاعم المدرسية.
كما تطرق التقرير إلى تحول هذه المطاعم من “مدرسية” بامتياز إلى مطاعم “البايلك” تستقطب العمال والمستخدمين بالبلديات على اعتبار أنها أحد المصالح التابعة لها، عوض شريحة كبيرة من التلاميذ.