-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

معارضة حيوانات الرّحى

معارضة حيوانات الرّحى

الفضاء الأزرق وشبكة التواصل الاجتماعي أسلوبٌ جديد للتّفاعل والتّواصل، وبقدر اختصارهما للمسافات والزمن فهما يحملان مزايا وعيوبا تعكس أهداف مستعمليها ومستواهم.
بعض المتطفِّلين على العمل السياسي وعديمي النّسب السياسي جعلوا وسائل التواصل الاجتماعي وسيلتهم في الارتزاق والابتزاز والظّهور، كما صنعوا لأنفسهم اسما على ظهر كثير من ضحايا النّضال السياسي التاريخي في بلادنا.
ضيّعتُ بعض الوقت في متابعة بعضهم للاطِّلاع المباشر على ما يطرحونه، فلم أجد لأشهرهم تاريخا نضاليا، لا على المستوى الطلابي ولا العُمّالي ولا الجماهيري، لا وقت السِّرية ولا حتى في الخمس سنوات الأولى من تاريخ التعددية السّياسية في البلاد.
ويبدو أنّ اتّخاذ أسلوب المعارضة السياسية كسِجلٍّ تجاري يُخفون وراءه خيباتهم في تحقيق ترقياتهم المهنية، أو فشلهم في تحقيق غاياتهم الحياتية أو عدم أمانتهم فيما أوكِل لهم من مهام داخل البلاد أو خارجها.
أمّا بعضهم فلم يُعرف له خُلقٌ أو مستوى تعليمي يؤهِّله للقراءة أو الكتابة السّليمة، ووجدوا أنفسهم في خدمة مصالح أجنبية ضد بلدانهم. وهذا الصِّنف الأخير ليس إلّا تابعا لشهواته. أمّا أولئك الذين لهم مستوى تعليمي عال فهم الأوْلى بوصف “حيوانات الرحى” لأنّهم يعتقدون أنّهم ذوُو ثقافة تؤهّلهم للجلوس كمدرِّس أو ناشر وعي، وقد بنى لنفسه تصوّرا وسجن نفسه فيه، وكلُّ من خالفه أو طعن فيه أو فضح سطحيته وكشف مغالطاته وتلاعبه وكذبه، وُصِف بكل الألقاب كالذّباب والأذناب وخُدّام أسيادهم…

بعضهم لم يُعرف له خُلقٌ أو مستوى تعليمي يؤهِّله للقراءة أو الكتابة السّليمة، ووجدوا أنفسهم في خدمة مصالح أجنبية ضد بلدانهم. وهذا الصِّنف الأخير ليس إلّا تابعا لشهواته. أمّا أولئك الذين لهم مستوى تعليمي عال فهم الأوْلى بوصف “حيوانات الرحى” لأنّهم يعتقدون أنّهم ذوُو ثقافة تؤهّلهم للجلوس كمدرِّس أو ناشر وعي، وقد بنى لنفسه تصوّرا وسجن نفسه فيه، وكلُّ من خالفه أو طعن فيه أو فضح سطحيته وكشف مغالطاته وتلاعبه وكذبه، وُصِف بكل الألقاب كالذّباب والأذناب وخُدّام أسيادهم…

رسموا لأنفسهم هذا المسار وسجنوا أنفسهم فيه، ولذلك تراهم في كل خرجاتهم يُردِّدون كلامهم كل مرّة من دون ملل، والأفظع من ذلك أنّهم يستدلّون على صحة طرحهم بما قد طرحوه من قبل رغم ثبوت عدم صحة الأخبار والتّحاليل التي كانوا يستدلّون بها على صحة ما يطرحون.
وهكذا وجدوا أنفسهم كذلك الحيوان الذي يدير رحى عصر الزيتون، يدور ساعات طوالا من دون أن يحيد عن مساره وهو يبدأ من حيث ينتهي في حركة مُعادة مُمِلّة. والفرق بينهم وبين هذه الحيوانات أنّ ما يُقدَّم للحيوان بعد انتهاء مهمّته نصيب من الشعير أو ما يماثله للغذاء، في حين أنّ هؤلاء الذين يتدثّرون بصناعة المعارضة والوعي من خلال منصات التواصل الاجتماعي يكتفون بحصاد ثمن مردودية عدد المشاهدين أو ما تمُنُّ به عليهم الجهات المُوظِّفة لهم.
ولأعرف أكثر حقيقة هؤلاء، عاقبتُ نفسي بمتابعة بعضهم، خاصة أولئك الذين يقَدِّمون أنفسهم على أنهم “ذوو خبرة وتكوين عالي”، وبهذه المواصفات يقدِّم نفسه ( بوعريفة)، يعرف السياسة، وعلوم الشريعة، والعلاقات الدولية، وتسيير الشأن العامّ، ومفهوم الدولة، كما يعرف نيّات الحكومات وكيفيّة تصرُّفها، وبذلك أقنعوا أنفسهم أنّهم قادرون على التّأثير في الحُكَّام والحكومات والرأي العامّ على حد سواء، ثم دخلوا في مسار تقديس أنفسهم وتنزيهها عن الخطأ، وبذلك أصيبوا بعبادة ذواتهم في نرجسية مرَضية متقدمة.
بعض المتسكِّعين منهم أراد أن يركب على أزمة التسعينيات والتي كان فيها موظفا لا علاقة له بالنِّضال السياسي. ومن غريب الصُّدف أنّ أمثال هؤلاء يتمسَّحون على تضحيات بعض المناضلين في تلك الفترة ويستدلّون بالقرآن والأحاديث النّبوية، والمصيبة أنّهم لا يُحسنون قراءة الآيات قراءة صحيحة حتى وهي مكتوبة بين أيديهم. أمّا إذا أرادوا الاستناد إلى الأحاديث النّبوية، فإنّهم يكتفون بمعنى الحديث لأنّهم لا يحفظون النّص. وتخيّل معي كيف يمكن لمن لا يُحسِن قراءة نصٍّ شرعي أن يتصدّى لمعرفة مقاصده ومعناه وإسقاطه على الواقع المعيشي والسياسي والحياتي عموما في الدولة والمجتمع.
ولمّا اجتمع في مثل هؤلاء اجترارُ الأفكار والمغالطات ذاتها في كل فيديوهاتهم من قبيل أنّ الأمر إذا تكرّر تقرّر حتى ولو كان تلبيسا، أقنع هؤلاء أنفسهم أنّ ما يقدِّمونه هو الأصلح للبلاد والعباد، وهم بذلك أقربُ لحيوان الرّحى منهم إلى نفع الناس أو توعية العامة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!