-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
التصوير والتواصل على الإنترنت وقت مهدور من فائدة التلميذ

معلمون متهمون بتمييع المدرسة

نسيبة علال
  • 1306
  • 0
معلمون متهمون بتمييع المدرسة
بريشة: فاتح بارة

بدأ الراغبون في اقتحام صناعة المحتوى منذ فترة يبحثون عن مواضيع لصفحاتهم، تستقطب لهم آلاف المتابعين وملايين المشاهدات وتفتح لهم أبواب الشهرة، بعضهم ومن بينهم فئة من ممتهني سلك التعليم بمختلف أطواره اتخذوا من مهنتهم سبيلا لذلك، فراحوا وبالرغم من عدم أحقيتهم يصورون يومياتهم في مقر العمل وينشرون الترند بطرق مختلفة مستغلين الطلبة وتفاعلهم لصناعة المحتوى الذي غالبا لا ينفع.

أستاذة أم فاشينيستا.. بهذه الطرق يسعى معلمون للشهرة والمال

تتعمد الكثير من المعلمات خاصة المستخلفات اللواتي لا يخفن على منصبهن، أو اللواتي يعملن لصالح مؤسسات تعليمية خاصة، إثارة الجدل عبر حساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي، لنيل الشهرة، التي بدورها تجلب لهن المال من الدروس الخصوصية غير القانونية، وتفتح لهن أبواب العمل وإقامة الدورات والتعاقد مع مختلف المدارس والمؤسسات. من جانب آخر، تضمن لهن الدخل المحترم من إشهار الإنترنت، واتباع نسق ثياب مميز يمكن أن يساعدهن في التأثير على فئة التلميذات المراهقات وحتى أمهاتهن، حتى المعلمون الرجال باتوا يسعون إلى جلب الاهتمام والإعجاب عبر مظهرهم.

ما يتم تداوله اليوم وانتشاره على أوسع نطاق من فيديوهات الأساتذة الذين يستعرضون أسلوبهم المرح، وأحيانا الفكاهي وملابسهم وقصص نجاحاتهم الخيالية بات يثير سخط الأولياء بشدة، تقول حنين: “التلميذ يقتدي بالأستاذ في كل شيء، فكما يكتسب منه العلم يكتسب منه الخلق وحتى السلوك، وبناتنا يتأثرن بالمكياج والأظافر وأسلوب اللبس، والأسوأ، الأهمية التي يعطيها المعلم لمواقع التواصل لصناعة صورته، هذا قد يمنع التلميذ من التعلم”، ويقول رزقي: “كيف نقنع أبناءنا بعدم استعمال الهاتف في الحرم المدرسي، وهو يرى أستاذه يصور تفاصيل الدرس، ويتواصل عبر صفحاته المفتوحة للجميع.. يفترض أن يكون المعلم هو القدوة، ويحافظ على هيبة صفه، وعلى مكانته”.

كسر الحواجز أسقط هيبة الأستاذ

رحلة مع تلاميذي إلى حديقة التسلية، فطور مع تلاميذي في المطعم، خرجة مع التلاميذ إلى المركز التجاري.. الواقع، أن هذه العناوين تضم محتوى يبحث عن (البوز) والتفاعل لا يهم إن كان سلبيا، ولا تمت لتلك الرحلات المنظمة التي تبرمجها المؤسسة قبل أو بعد الامتحانات لفائدة التلاميذ، كان فيها المعلم الحارس والعين التي لا تنام، يحترمه التلاميذ ولا يخالفون رأيه، ويستحون حتى من الحديث في حضرته، على عكس ما نشاهده اليوم من فيديوهات على تيك توك، وفايسبوك.. حيث الأحضان والتصرفات المشبوهة والاختلاط بين تلاميذ مراهقين وأساتذة متصابين، يستعرضون لنا خرجاتهم الفارغة إلى من الصور والتجاوزات، لا هي تثقيفية ولا هي تعليمية، وبهذا الخصوص تؤكد المفتشة التربوية، سليمة ديب، أن مديريات التربية تقف عاجزة عن الحد من هذه التصرفات التي ضربت بمكانة الأستاذ وهيبته في الجزائر، باعتبار أنها حرية شخصية للموظف والتلميذ خارج أسوار المؤسسة، تقول: “الأمر موكل للأولياء لضبط أبنائهم ومراقبة مشاويرهم، خرجة جماعية مع المعلم أو المعلمة، ليس بالضرورة هي خرجة تربوية تعليمية، على العكس، يمكن أن تكون الوجهة غير مناسبة، والسلوكيات منافية للأعراف”.

في هذا السياق، تتحدث الأستاذة صبرينة رابحي، وهي محامية أم لتلميذة في المتوسط عما تلاحظه من خروقات في علاقة التلميذ بالأستاذ مؤخرا، تقول: “سمحت لابنتي بالتنقل من العاصمة إلى تيبازة للإفطار مع بعض صديقاتها على أساس أن الخرجة نظمتها أستاذة الإنجليزية التي تربطهن بها علاقة طيبة، ولم يكن هناك أي إشكال إلى غاية أن أرسلت إلي ابنتي بعد يومين فيديو نشرته الأستاذة يحتوي مقتطفات من الرحلة، إفطار في مطعم فندق، اتضح أنه مجاني في إطار الإشهار لخدماته، بما أن صفحتها بها أزيد من 600 ألف متابع، ثم الصدمة، زيارة إلى شاطئ البحر، مراهقات بلباس فاضح، مكياج، صوت أغان وتصرفات هجينة.. أعتقد أن الأمر بات في حاجة إلى ضبط قانوني للحد من هذا الاستغلال”.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!