-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يهددون التلاميذ بالطرد من القسم

معلمون يثقلون كاهل الأولياء باشتراط أدوات من علامات شهيرة

زهيرة مجراب
  • 920
  • 1
معلمون يثقلون كاهل الأولياء باشتراط أدوات من علامات شهيرة
ح.م

لم تفلح مساعي الأولياء ولا الخطط المحبوكة والمتبعة من قبلهم في التخفيف من مصاريف الدخول المدرسي الثقيلة بشراء أدوات مسبقة من الأسواق والأرصفة، بل اصطدموا بمعلمين وأساتذة متطلبين يشترطون أدوات وفق معايير معينة وتكاليفها باهظة، تزيدهم إرهاقا والويل لمن يخالفهم فسيكون مصيره حتما الطرد من القسم.

صب العديد من الأولياء جام غضبهم ونقمتهم على بعض الأساتذة والمعلمين الذين لا تهمهم تعليمات الوزارة ولم يتقيدوا بقوائم الأدوات المدرسية المحددة من قبلها، ولا يشعرون بمعاناة الأولياء من المصاريف الكثيرة المتتالية التي قضت على ميزانية العائلة، فالدخول المدرسي جاء أياما قليلة بعد عيد الأضحى، غير أن هذا لم يشفع لهم لدى أساتذة ومدرسي أبنائهم الذين أجبروا البعض منهم على إعادة شراء الأدوات لأنها ليست من النوعية الجيدة.

تحكي إحدى الأمهات التي صادفناها في محل لبيع الأدوات المدرسية، أن معلمة ابنها في السنة الخامسة ابتدائي، طلبت منهم شراء سيالات من العلامة الألمانية “شنايدر” وكراريس “الهلال” وأقلام تلوين “ماباد”، وهي أدوات مكلفة.. فالسيالة “شنايدر” فقط بـ 30 دج، فضلا عن أسعار بقية الأدوات الأخرى. وأكدت المتحدثة أن المعلمة هددت التلاميذ في حال عدم التزامهم بجلب نوعية الأدوات المطلوبة والمحددة من قبلها بألا تسمح لهم بالدخول إلى القسم.

أما والدة تلميذة أخرى فصدمتها كانت عظيمة لما استدعتها المعلمة صبيحة يوم الأحد الماضي، أي يومين فقط بعد الدخول المدرسي، ولعلها بهذا حطمت الرقم القياسي في أسرع استدعاء، وطلبت منها إعادة شراء أدوات جديدة لابنتها التي تدرس عندها فما جلبته من أدوات من النوعية الرديئة “أدوات المارشيات”، وستجهد التلميذة وتتعب معلمتها أيضا خلال عملية التصحيح ونصحت الأم بشراء أخرى من علامات معروفة فحتى وإن كلفتها غير أنها ستدوم لفترة طويلة، وهو ما تراه الأم كلاما غير منطقي فتلميذة في السنة الثالثة تضيع أدواتها باستمرار لا يمكن أن يظل قلم برفقتها لمدة سنة دراسية كاملة.

وتحدث أحد الأولياء عن الأسلوب غير العقلاني الذي يتبعه بعض المدرسين وكأنهم قادمون من بلد آخر، ويعيشون حياة الرفاهية والترف وليسوا مثل حالنا، فمدرسة ابنه حملت أدوات أحد التلاميذ من عائلة ميسورة، كان يتعلم في مدرسة خاصة بعدها حوله أولياؤه إلى مدرسة عمومية، وراحت تثني عليها أمام بقية التلاميذ وتشيد بجودتها وجمالها فهي من الخارج مثلما وصفها له ابنه، وقد شاهدها في بعض الإشهارات في القنوات الأجنبية، وهو ما تسبب لولده ولتلاميذ آخرين في حرج شديد وخجلوا من أدواتهم بعدما كانوا فرحين بها، ولم يهضم الولي هذا السلوك من مربية أجيال كان يفترض بها أن تزيل كل الحساسيات والطبقيات بين تلاميذها لا أن تزيد الأمر سوءا.

ومن المشاكل التي يواجهها الأولياء في كل دخول مدرسي معضلة الأغلفة فيضطرون إلى البحث عن الألوان التي يشترطها المعلمون لتغليف كراس كل مادة وكتابها، ومخالفة الألوان المحددة ستعرض التلميذ لعقاب شديدة. وأوضح الأولياء أنهم يجوبون الكثير من محلات بيع الأدوات بحثا عن الأغلفة المناسبة، وبعض الألوان التي تشهد ندرة يضطرون إلى شرائها ضعف ثمنها الحقيقي فقط كي لا يعاقب فلذات أكبادهم، وسردت لنا إحدى الأمهات التي قامت العام الماضي، بتغليف كراريس أبنائها الأربعة بغلاف الهدايا والكتب بغلاف شفاف أن جميع المعلمين استدعوها، وطلبوا منها توفير أغلفة عادية وفق الألوان المحددة حتى لا يطردوا من المدارس والمتوسطة فما كان عليها سوى تلبية طلباتهم مع أن الغلاف لا علاقة له بالتحصيل العلمي.

ووصف باعة الأدوات الأمر بالظاهرة التي تتكرر في مطلع كل عام دراسي، فالمعلمون متطلبون والأولياء مرغمون على مجاراتهم لمصلحة أبنائهم، وقد اضطر أحد التجار إلى تعليق عبارة “البضاعة التي تباع لا ترد ولا تستبدل” بعدما أصبح الأولياء يقصدونه في كل مرة ويطلبون منه تغيير الأدوات أو إعادة المال لهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • nouredine

    Ces profs sont des malades mentaux, rien a voir avec l’éducation, des complexés et des nuls.