-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مغرر بهن.. فتيات يقبلن الزواج المفخخ في الغربة

نسيبة علال
  • 3076
  • 0
مغرر بهن.. فتيات يقبلن الزواج المفخخ في الغربة
بريشة: فاتح بارة

يعتبرها المجتمع محظوظة بحصولها على عريس، وتحقيقها حلم الهجرة والتغيير الجذري في حياتها، ولا أحد، حتى هي نفسها تعلم ما ينتظرها في الضفة الأخرى.

واقع مرعب تصطدم به مئات الفتيات اللواتي يتقدم لهن شباب مغترب، فيقررن الزواج طمعا في عيش حياة وردية في المهجر، فلا يجدن إلا مفاجآت غير سارة.

من إطار في الدولة إلى مشردة في شوارع هولندا

ميليسا، 30 سنة، خريجة إعلام واتصال، عملت في إحدى الوزارات قبل أن يتقدم لخطبتها شاب وسيم، مقيم في هولندا، وافقت سريعا وتركت منصبها المحترم، لتلتحق به بعد أشهر كانت تنتظر فيها تسوية وثائقها.. تروي للشروق العربي قصتها المروعة، بعد عودتها إلى أرض الوطن: “عندما وصلت هناك، اصطحبي إلى منزل ضيق جدا، لا يتطابق مع الصور التي عرضها على عائلتي، على أنه منزله الخاص.. اكتشفت ليلا أنني أتقاسم المكان مع أشخاص آخرين، ومنعني من مغادرة الغرفة حتى الصباح. لم أجد أحدا بعد التاسعة، ولم أنتبه إلى اختفاء أغراضي الشخصية، وثائقي وأموالي وبطاقاتي، لم أكن أملك حتى شريحة هاتف جديدة، اتضح لي بعد يومين فقط أن المنزل يسكنه ثلاثة آخرون من رفاقه المدمنين مثله، لم أفكر كثيرا، هربت متوجهة إلى أقرب مركز شرطة، ولم أجد الدعم الكافي، إلا من مغربية غريبة أخذت بيدي إلى سفارتنا هناك. لا أعرف ما كان ينوي بي بالضبط، لكنه أنكر التفاصيل، ووعدني بمنزل جديد يعجبني، بينما لا أزال تحت صدمة ما عشته هناك”.

بنات العائلة في أحضان مثليي كندا

تؤكد السيدة باية حمود، محامية وناشطة حقوقية مقيمة بين الجزائر وكندا، تهتم بشؤون الجالية ومشاكلها القانونية، أن أكثر مأزق تقع فيه الجزائريات القادمات عبر الزواج إلى كندا، هو اكتشافها أن شريكها يعاني من الشذوذ الجنسي، أو هو داعم للمثلية، بحيث تصادف الأستاذة باية حمود ما معدله حالتان إلى ثلاث شهريا لفتيات تزوجن من مغتربين، واكتشفن فيهم هذا المشكل أو صارحهم أزواجهم به بعد تهجيرهن. تقول: “بنات الفاميليا يقدمن قرابين في الجزائر، دون أي إجراءات اجتماعية عرفية، ليجدن أنفسهن في أحضان المنحرفين من أبناء بلدهن أو عرب آخرين منحرفين تحميهم كندا، لا ضمان لحقوقهن للأسف”.

وتنصح الحقوقية باية حمود الأولياء بالتحقق والتدقيق في هوية الشاب الخاطب القادم من الخارج، حتى وإن لزم الأمر السفر إلى ذلك البلد، والتأكد من هوية العريس المستقبلي، وأخلاقه، أو الاستعانة بالمعارف والإخوة الجزائريين المقيمين بالقرب منه للسؤال عنه.

طالبات يعملن لإعالة “حراقة” فرنسا

بشيرة، 34 سنة، جامعية، واحدة من اللواتي حلمن بالهجرة طويلا وتمنين بلوغها، ولم يكن لهن ذلك إلا عن طريق الزواج من مغترب حراق. تقول: “إن الأمور سارت بطرق غير قانونية، وكان هناك عقد شرعي عن بعد، وفرح صغير جمع العائلتين، حصلت على فيزا سياحية، وانتقلت إلى مارسيليا، حيث ينتظرني وقضينا يومين في منزل شقيقته الكبرى، التي ضاقت ذرعا بنا، ثم انتقلنا إلى ليون، حيث يستأجر غرفة عفنة.. لم يكن الأمر فاجعة بالنسبة إلي، فقد توقعت الأسوأ.. المهم، أن عائلتي مقتنعة حاليا بأنني متزوجة في المهجر وأعيش حياة أحلامي. المفجع، في كون زوجي، الذي يصغرني بـ 5 سنوات، يغيب أسابيع عني.. ووجدت نفسي مجبرة على دفع الإيجار وإيجاد مورد رزق، كي لا أموت جوعا”.

تواصلت بشيرة مع جزائريات هناك، وبدأت تجارة الألبسة والإكسسوارات والعمل في المطاعم والكافيهات، بينما تقيم بطريقة غير شرعية، ولا تلتقي زوجها إلا نادرا، ليحصل منها على المال ولتدفع عنه الإيجار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!