مــــا بعــــد النــــصر

نسيم لكحل
اليوم دخل القرار الدولي 1701حيز التنفيذ، واليوم تم الإعلان بشكل رسمي عن انتصار المقاومة، واليوم كذلك استسلم فيه اليهود، وهو اليوم الذي أخذ فيه جميع العرب وجميع المسلمين حقنة أكسجين قوية تعيد لهم الأمل من جديد، وتؤكد لهم أن قوات إسرائيل ليست ذلك الجيش الذي لا يقهر ولا يهزم كما صورت أساطيرها.. اليوم يوم النصر المشهود والموعود.. يبقى فقط أن تستمر المسيرة.. لا يجب أن نحول هذا النصر إلى هزيمة كما فعلنا من قبل بل يجب أن نبحث من خلال هذا النصر العظيم عن النصر الكبير، وحتما سنجده إن بحثنا عليه في أنفسنا وفيما نملكه من قدرات، ولن نجده عند غيرنا الذين هم في الأصل أعداؤنا، أو على الأقل أصدقاء أعدائنا، وهما سواء.
النصر الحقيقي هو أن يتوحد جميع اللبنانيين في معركة البناء في معركة إعادة البسمة إلى اللبنانيين بجميع ضواحيه، النصر الحقيقي هو أن تراجع الأنظمة العربية حساباتها، النصر الحقيقي سيكون عندما يكون في كل بلاد عربية مثل حزب الله ومثل نصر الله، على الشعوب أن تعرف أن مكانها في الحروب، وعلى حكام الخزي والعار أن يغيروا الدار، فهذه الديار لم تعد مكانا لأمثال حكام سبحوا عكس التيار، وملوك استأسدوا على المقاومة وكانوا كالأنعام وأظل مع واشنطن وتل أبيب، هذه الديار لم تعد مكانا آمنا لكم أيها الزعماء على أنفسكم، ولن نقول لكم إن لم تستحوا فاصنعوا ما شئتم، بل نقول لكم :استحوا فقط ثم اصنعوا ما شئتم (!).
في النهاية.. النصر الحقيقي هو أن لا نحول هذا النصر الكبير إلى هزيمة كبرى، فنفتح نقاشات لا تسمن ولا تغني من جوع من مثل النظر في كيفية نزع سلاح حزب الله، وهل حدث في التاريخ وأن نُزع سلاح المنتصر، وإذا كان لا بد من نزع أي سلاح، فالمنطق يقول أن ننزع سلاح إسرائيل، بل نستأصل هذا الكيان الذي تسبب في كل بلاوى المنطقة العربية الإسلامية.. وبلاوى العالم كذلك، ولمصلحة كل شعوب العالم استئصال هذه الزائدة الدودية من الخريطة الأرضية.. لو كانوا يعقلون ؟!