مفارز ثابتة بالشواطئ ومروحيات لضبط ”الحراڤة”
أئمة المساجد يعتبرون “الحرڤة” إنتحارا.. ويدعون الشباب للعدول عنها في خطب الجمعة <br<
وضعت القيادة الجهوية الثانية للدرك الوطني بولاية وهران مخططا أمنيا خاصا لتطويق هجرة “الحراڤة”، خاصة بولايات وهران وتلمسان وعين تموشنت بإعتبارها المناطق المتضررة من الظاهرة التي إتخذت أبعادا خطيرة في الأشهر الأخير ، وعلمت “الشروق اليومي” من مصدر مسؤول بالدرك الوطني، أنه تم الأسبوع الماضي طرح هذا الملف على اللجان الولائية للأمن تحت رئاسة ولاة الولايات الغربية المعنية، بعد أن دقت مصالح الدرك ناقوس الخطر من تفاقم الظاهرة وانعكاساتها السلبية، خاصة على الإستقرار الوطني.وأشار مصدر أمني مسؤول في هذا السياق إلى “أن الهجرة غير الشرعية تندرج في إطار الجريمة المنظمة وتطرح اليوم مخاوف من تطورها بتحويل المسالك البحرية إلى ممرات لتهريب المخدرات والبشر وحتى الأسلحة وبروز نشاط شبكات إرهابية، مما يدعو للتحرك بقوة لتطويق الظاهرة”، مشيرا إلى أن أغلب “الحراڤة” الذين تم توقيفهم هم أشخاص ميسوري الحال وليسوا معوزين بحاجة للهجرة للعمل، كما أن “الحراڤة” يدفعون مبالغ باهظة مقابل الهجرة مما يطرح تساؤلات حول مصدر هذه التكاليف وخلفيات هجرتهم للخارج.
وتتمثل الإجراءات المتخذة حسب ما تسرب إلينا من الإجتماعات المغلقة التي تم عقدها بشأن هذا الموضوع، في نصب مفارز ثابثة تابعة لأفراد الحرس البلدي مدعمين بوسائل متطورة، خاصة بالإتصال والتحرك ومناظر، موزعة على أهم الشواطئ التي تحولت إلى قبلة “الحراڤة” ونقطة إنطلاق القوارب التي تنقلهم، ويعمل هؤلاء تحت إشراف ومتابعة فرق الدرك الإقليمية بصفة دائمة مع تكثيف الحراسة والمراقبة إبتداء من منتصف الليل. ووجهت مصالح الدرك تعليمات لأفراد الحرس البلدي للتحلي باليقظة والفطنة لإحباط أي مشروع هجرة، وموازاة مع ذلك، تم تجنيد فرق متنقلة ودوريات ورفع عدد الحواجز الثابثة مع تفتيش المركبات الخاصة بنقل الحراڤة أو القوارب، وعلمنا من مصدرأمني رفيع المستوى، أنه تم تجنيد سرايا التدخل السريع مدعمة بالفرق السينوتقنية (كلاب مدربة على مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة) إضافة لمروحيات عسكرية لمراقبة السواحل وضبط قوارب قد تتمكن من خرق الطوق والإبحار من قنوات أخرى.
وعلى صعيد آخر، أصدر ولاة ولايات وهران، عين تموشنت وتلمسان، قرارات بمنع الدخول لشواطئ الإقليم، خاصة المعزولة والواقعة في مناطق نائية غير محروسة وتجنيد حراس دائمين لتطبيق التعليمات بصرامة، كما تم إشراك أئمة المساجد في حملة تحسيسية لتوعية الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية، مشيرين إلى أنها شبيهة بالإقدام على الإنتحار وهو ما يحرمه الشرع والقانون ويتم تخصيص خطب الجمعة على مستوى بعض المساجد لتوعية الشباب بهذه الظاهرة التي أخذت أبعادا خطيرة بعد تسجيل وفيات ومفقودين بالعشرات، وإعترف مسؤول أمني بالجهة الغربية للوطن بالصعوبات الميدانية لمواجهة الظاهرة في ظل بروز شبكات تهريب، خاصة بولاية عين تموشنت، التي تمتد واجهتها البحرية على ساحل طوله بـ80كم ويتواجد بها 30 شاطئا يمتد من “مداغ 1” إلى غاية “ولهاسة” على حدود تلمسان. وتعرف عين تموشنت توافد أكبر عدد من “الحراڤة” لقربها من مدينة ألميريا الإسبانية التي لا تبعد عنها إلا بحوالي 94 كم.
إلى ذلك، قالت مصادر من القيادة الجهوية للدرك الوطني بوهران، أن مصالح الدرك قامت بإعداد تقرير شامل بناء على تحقيق إجتماعي في حالات الحراڤة الموقوفين من طرف وحداتها لتحديد الأسباب الحقيقية لهجرة الشباب رغم المخاطر، خاصة في ظل نشاط شبكات لايستبعد تنسيقها مع شبكات تهريب المخدرات والأسلحة عبر سواحل إسبانيا، مما أثار مخاوفها وتحركت مؤخرا لوضع حد لتدفق الحراڤة الذين قد يستغلون لتوظيفهم من طرف شبكات التهريب، فيما يتواصل التحقيق لتفكيك العصابات التي تتكفل بتهجير الشباب وتحديد مصدرها وأهدافها، خاصة وأنها شبكة وطنية قد تكون لها علاقة بشبكات دولية متخصصة في الجريمة المنظمة. وينتظر تحويل هذه التقارير للجهات المعنية لإيجاد حلول عاجلة لضحايا البحر الجدد…
نائلة.ب