مقاضاة مدنسي مقبرة لليهود والمسيحيين بأم البواقي

يمثل، الخميس، ثلاثة متهمين أمام محكمة عين مليلة الابتدائية، ويتعلّق الأمر بكل من المسمى “ز. ع”، “ح. ع. ب”، “ن. ز”، وذلك بعدما توبعوا من قبل ذات المحكمة بتهمة، تدنيس مقبرة، حيثيات القضية التي أخذت حيزا واسعا من اهتمامات السلطات وحديث المواطنين تعود إلى اليومين الماضيين حينما أقدم المتهمون الثلاثة على محاولة الاستيلاء على قطعة أرض تقدر مساحتها بثلاثة آلاف متر مكعب وتمثّل مقبرة للمسيحيين واليهود، وذلك بمباشرة عملية الاستيلاء عليها وتجريفها باستعمال آلة للأشغال العمومية، فسارع أحد السكان لتبليغ مصالح الأمن لتقوم بدورها بمعاينة المكان، وتوقيف الأشغال واتخاذ الإجراءات القانونية في حق المتورطين في قضية الحال.
وتقع المقبرة المسيحية بحي الهناء وسط مدينة عين مليلة ويوجد بها حاليا قبر واحد لسيدة يهودية حسب ما صرحت به مصادر مسؤولة إلاّ أنّ سكان المدينة يصرون على وجود أزيد من قبر تم طمسه. من جانبه والي أم البواقي جمال بريمي، صرّح في حديث للشروق أنّه أمر بفتح تحقيق لكشف ملابسات القضية في إطار محاربة مافيا العقار من جهة وكذا في إطار حماية المقابر المسيحية وغيرها من مختلف الأخطار المحدقة بها، وأكّد محدثنا على اتخاذ إجراءات صارمة في حق المتسببين في العملية بعدما انتشرت إشاعات تفيد بأنّ المتهمين تحصّلوا على رخص للاستفادة من قطعة الأرض. وأضاف بريمي أنّه سيتم نقل رفات السيدة اليهودية وفق الأطر القانونية المنصوص عليها وسيتم بعدها تخصيص المكان لبناء مدرسة ابتدائية. في سياق ذي صلة قام مجموعة من نشطاء الفايسبوك بعين مليلة، على إطلاق حملة لتشجير المساحة المحاذية لحي 750 مسكن، بعدما كانت هي أيضا مستهدفة من قبل مافيا العقار وأصرّ السكان على التكاتف من أجل حماية عقارات الدولة من الانتهازيين وتحويلها لفضاءات خضراء تجسّد مدى وعي السكان.
آمال شيبان