-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مقامة تأخير الزمان..

عمار يزلي
  • 4096
  • 1
مقامة تأخير الزمان..

وأنا أرى البطاطا بـ70 “دين ـ نار” والسلاطة بـ 100مسمار، وذلك الذي يشار إليه “بالبنان” بـ36 سمسارا، جمعت الـ12 نفرا، ورحت أحرِّض “غير” المؤمنين بأن البطن هو بوذا والرأس هو يهوذا واللسان هو التلموذا، قلت لكبيرهم (إن كانوا ينطقون): إنك لتشبه أباك في كل شيء: لم تُقِم الصلاة لا طرفي النهار ولا زلفا من الليل، وما صُمتَ حتى هرمت، ولم تزكِّ في حياتك حتى بعد أن ندمت، فأنت أهل بالأهل، فأوصيك خيرا بالخير: لا تقدِّم صدقة كبيرة ولا صغيرة إلا لمن علمتَ فيه خيرا كثيرا، ولا تتصدق إلا بهامش ربح لا يقل عن 10 في المائة فائدة، ولا تنعتها، حفظك الله، بالرشوة وانعتها بالاستثمار الهامشي، أو بربح الحلال الهاشمي، أو إكرامية في غاية الإكرام الحاتمي.

لا تدخل مسجدا يؤمُّه العباد بنيَّة خالصة للعبادة، واكتفِ بصلاة الجمعة والأعياد، فإن فيها فضلاً للقياد، وإذا دخلت فتخطَّ الرقاب، واجلس في الصف الأول مع الأتراب، ضيِّق على المصلين، وزيَّر العجزة والمسنين.. تحرر بالحرير، واترك الهاتف يرن بدعاء الخير أو حتى بأغاني الشيخ بلخير، واقفل إذا ما رن هاتفك في الركوع أو “صونا” لك وأنت تسجد عند الكوع.. خذ السياسة من الذيل وأبذل في دخولها المستحيل، لتنال به عطاء الحاكم النبيل.. أهدر على فلسطين ولا ترم في حوضها أي طوب ولا طين، واعتبر الفتنة أكثر من الموت.. إذا جلست مع الكبار فاهدر كما يهدرون، وتكلم فيما يتكلمون، وأشرب مما يشربون وصلِّ إذا صلوا إذا قدر الله ورأيتهم يصلون. لا تثق في كل ما يقال لك من صدق لأنه نفاق لا يثاق، واحتفظ فقط بما هو باق. 

ثم استدرتُ لأمهم زوجة أبيهم، ورحت أسدي لها النصائح: اسمعي يا امرأة كسارية من خشب، لا نار النفط ولا غاز الصخر بعد الآن.. الدينار عاد بئيسا، فيما قررت العودة إلى تحويل الخبز اليابس رفيسا.. مع ذلك تمظهروا بمظاهر آل النبي عيسى (وهو منهم براء.. براءة الأضحية من الفراء).. الاحتفال بكل المهالك إذا استهلكت على مذهب مالك: بابا نويل، ولابيش، والكذب في أبريل، والتخربيش والغناء الفاحش اللي ما ينفهمش.. الشطيح والرديح والتقدرديح، يا امرأة من خشب، يا عجبا من عجب.. يا حمالة الحطب، يا شبيهة امرأة أبي لهب! لا لهب اليوم إلا بالعودة إلى الوراء قليلا والطبيخ على المجمر وعروق العرعار، وسماع أغاني وموسيقى الصرصار فإنه ألطف وأعف من هذا العار، الذي نسمعه في كل دار، فلا خبز إلا خبز النار ولا سيارة إلا ما يجره أخوك الحمار، فلا تعوِّلوا بعد اليوم على جيب عمَّار.

شهريتي لم تعد كافية كشهريات البشر الباقية، سأرهن مصيري برغبة الغالب وأقلب الفيستا على القالب، سأتمادى في النهي عن المعروف وأقبّل فم الكلب المنتوف، وألحس ظلف الخروف، سأرمي بالقيم جانبا، وأمتهن الدهاء والمكر دائما، ما دام أن الكل صار يدخل هذا الميدان آمنا ويخرج منه سالما.

أقول قولي هذا وإذا متّ فاطلبوا لي المغفرة، لأني ما عشت سوى لأكون أبا محبا للحياة كارها للمقبرة.

 

عندما أفقت من هذا الكابوس، كنت فعلا أستغفر الله على أني نمت على غير وضوء بلا صلاة العشاء!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • نصيرة/بومرداس

    كتاباتك دائما مميزة وتجعلنا نعيش في عالم الحكايات ثم نعود الى واقع مرير يعيش فيه الشعب فقير والحال فيه عسير ختى الزوج دورو انتحرت امام الاورو وما يسمى القدرة الشرائية علينا تسميته العجز عن الشراء لانه لم تعد لنا قدرة على الشراء........البطاطا تصل الى 90 دج موت يا قليل وليس كول يا قليل.