-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مكيفات الهواء تدفع العالم نحو استهلاك قياسي للكهرباء

محمد فاسي
  • 949
  • 0
مكيفات الهواء تدفع العالم نحو استهلاك قياسي للكهرباء
ح.م
استهلاك قياسي للكهرباء بسبب مكيفات الهواء

توقّع تحليل حديث أن يتضاعف استهلاك مكيفات الهواء للكهرباء عالميًا بحلول عام 2035، متجاوزًا الطلب المتوقع من مراكز البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، في ظل تصاعد تأثيرات تغيّر المناخ وازدياد موجات الحر.

وكشف التحليل الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أن استهلاك المكيفات سيبلغ 1.2 ألف تيراواط/ساعة بحلول 2035، مقابل 800 تيراواط فقط لمراكز البيانات، أي بفارق 400 تيراواط. ويماثل هذا الاستهلاك مجمل ما تستهلكه دول الشرق الأوسط مجتمعة من الكهرباء سنويًا، وفق ما أكده غافين ماغواير، المتخصص في شؤون تحول الطاقة.

وأشار ماغواير إلى أن هذا الارتفاع الحاد في الاستهلاك يُعزى إلى زيادة درجات الحرارة الناتجة عن تغيّر المناخ، ما يدفع الملايين للجوء إلى وحدات التكييف في المنازل والمباني الجديدة لمواجهة موجات الحر القاتلة، خاصة في دول مثل الهند التي تشهد سنويًا وفيات بالآلاف بسبب الإجهاد الحراري.

ويتوقع أن تتركز الزيادة في الطلب على مكيفات الهواء في الدول النامية، خصوصًا في جنوب وجنوب شرق آسيا، مثل الهند وإندونيسيا، إضافة إلى البرازيل والمكسيك ودول الشرق الأوسط. وتواجه هذه المناطق تحديات كبيرة على مستوى قدرة الشبكات الكهربائية، ما يستدعي توسيع نطاق التوصيل الجغرافي وزيادة الإنتاج، إلى جانب تسريع الانتقال إلى مصادر طاقة أنظف.

وتشير بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى أن نسبة الأسر التي تمتلك مكيفات هواء سترتفع من 36% في 2022 إلى 50% بحلول 2035، ثم إلى 60% بحلول 2050، فيما يُنتظر أن ترتفع القدرات المركبة عالميًا من 850 غيغاواط في 2022 إلى 1.75 تيراواط في 2035، ثم إلى 2.70 تيراواط في 2050.

وتُعد الهند المحرك الأكبر لهذا النمو، حيث لا تمتلك سوى 5% من مكيفات الهواء في العالم رغم أنها تضم أكبر عدد من السكان عالميًا، ومن المتوقع أن ترتفع الحصة إلى 13% بحلول 2035، مع تشغيل 500 مليون وحدة، وأكثر من مليار وحدة بحلول 2050. كما ستشهد إندونيسيا تضاعف عدد وحداتها 3 مرات، في حين تتضاعف الأعداد في البرازيل والمكسيك ودول المنطقة العربية.

ومع هذا الطلب المتزايد، تواجه الشبكات الكهربائية في الدول النامية تحديات التقادم والضغط، ما قد يزيد من معدلات الوفيات والمعاناة، خصوصًا أن الكثير من أنظمة التبريد تُركّب في بنايات مرتفعة أو مناطق غير مهيأة بالبنية التحتية المناسبة.

وفي المقابل، تسجل أوروبا والولايات المتحدة توسعًا في مراكز البيانات قرب محطات التوليد، ما يضمن استقرار التيار الكهربائي. أما في الدول النامية، فقد يتطلب تلبية الطلب المرتفع الاعتماد المؤقت على الفحم والوقود الأحفوري، قبل أن تنتقل تدريجيًا إلى حلول أكثر استدامة مثل الطاقة المتجددة والنووية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!