ملتقى دولي بعين صالح حول الأمن الفكري

احتضن مقر الجمعية الدينية لزاوية الإمام علي بعين صالح، بمناسبة الذكرى الثانية عشر لوفاة الشيخ محمد الزاوي، وعلى مدار ثلاثة أيام، فعاليات الملتقى الدولي الثاني الموسوم بالأمن الفكري ودوره في الحفاظ على ثوابت المجتمع، تحت الرعاية السامية لوزير الشؤون الدينية والأوقاف، حيث أشرف الوالي المنتدب للمقاطعة بمعية السلطات المحلية والعسكرية، على افتتاح الملتقى بحضور كوكبة من الدكاترة والعلماء الأجلاء من مختلف الجامعات الوطنية، وبحضور ضيف الشرف من جامعتي تونس ونواقشط مع تسجيل حضور لافت للطلبة والمواطنين بالقاعة.

وخلال الكلمة الافتتاحية أكد الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في كلمة له، أن تحصين الوطن يبدأ من تحصين المجتمع، مثمنا جهود القائمين على الزاوية في مناقشة هذه المحاور ذات الأهمية البالغة، لتتواصل الجلسة الصباحية من خلال تقديم محاضرتين، الأولى للدكتور سعيد معول إطار سابق بالوزارة مكلف بالتعليم القرآني بعنوان الانتماء الوطني ودوره في تعزيز الفكر الأمني، حيث استهل محاضرته أن التفكير خاصية إنسانية، مفضلا مصطلح الأمان الفكري بدلا من الأمن الفكري، مؤكدا أن الانحراف يقع عندما يتعطل عمل العقل ويوظف الإنسان هواءه، والخطر الأكبر هو عندما يفقد الإنسان ثقته في أفكاره، وان الانتماء للوطن هو الانتساب إليه، وأن الأمان الفكري لا يتحقق إلا بشرطين أساسيين وهما نشر الوعي، والتأكيد أن الدين لا يتناقض مع الوطن.
أما المحاضرة الثانية فكانت من تقديم الدكتور صلاح الدين المستاوي من تونس الشقيقة، بعنوان المجتمع المسلم المعاصر بين الانفتاح والتفتح الفكري، ملحا في محاضرته على ضرورة تصحيح المفاهيم والاقتداء بجهود شيوخ المنطقة المغاربية وهما الطاهر بن عاشور ومالك بن نبي، وان التفتح فرض علينا، وان الحل يبقى الأنسب في تطوير الخطاب الديني، لتختتم الجلسة الصباحية بنقاش مستفيض، حول أهمية الأمن الفكري في الوقت الراهن، في ظل التحديات التي تواجه الأمة، فضلا عن عدة محاور حول الأمن الفكري.
من جهة أخرى، أكد القائمون على الملتقى أن الهدف من تنظيم هذه الملتقيات هو تعزيز الروابط بين الفرد ووطنه، لأن أمن الوطن يحقق للمواطن سبل العيش الكريم.