-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
آباء يحرمون أبناءهم من الميراث

ممتلكات موقوفة وأخرى تحت تصرف الجمعيات ودور الأيتام

نسيبة علال
  • 1227
  • 0
ممتلكات موقوفة وأخرى تحت تصرف الجمعيات ودور الأيتام
ح.م

يصنف الميراث كحق شرعي للأبناء بعد وفاة آبائهم، يتقاسمونه وفق قوانين وتشريعات إسلامية، وفي بعض الحالات يفضل الآباء في حياتهم أن يوجهوا ممتلكاتهم إلى جهات أخرى غير أبناء صلبهم، ليحرموهم من هذا الحق، وتختلف الأسباب والدوافع التي تقود أولياء إلى القيام بهذا الفعل دون تردد أو تأنيب ضمير.

جمعيات الأيتام تستفيد من ممتلكات أمي

ليس ضروريا وجود خلافات أو دوافع سلبية تجعل أصحاب المال يمنعون أولادهم من الميراث، فهذا الأمر بالنسبة إلى البعض قناعة شخصية، وخيار لا يمنعه الشرع ولا يوقفه القانون. تقول هناء: “قبل وفاتها، زارت أمي الجمعيات الخيرية التي تكفل الأيتام، وقسمت عليها ما قيمته نحو ثلاثة ملايين دينار، بعد أن باعت صياغتها الذهبية وقطع ثياب أثرية كانت تحتفظ بها، أزعج هذا الأمر إخوتي الشباب..” لكن أم هناء واجهتهم بأنها قامت بتربيتهم وتعليمهم، بحيث حجز كل منهم منصب عمل محترما، وحصل على ميراث معتبر من والده، وليس في حاجة إلى المزيد من المال الذي فضلت أن تهبه للمحتاجين لوجه الله.

هذا فيما تؤكد العديد من الجمعيات الخيرية أن ظاهرة تبرع كبار السن بممتلكاتهم لصالح الفقراء والأيتام، على وجه الخصوص، ترتفع بشكل محسوس في السنوات الأخيرة، وغالبا ما يكون السبب وراءها خلافات عائلية.

مشاريعنا في مهب الريح

تختلف روايات الحالات التي أصيبت بالخيبة بعد فقدها والدها، ليس لعزيز رحل ولكن لأحلام بعثرت، كانت تنتظر غياب الأب لتستفيد من الميراث. ثابت، رب أسرة، أب لخمسة أطفال، يقيم في منزل إيجار، منذ تزوج والده الشيخ الهرم من سيدة أربعينية، لم يتمكن بحكم عمله البسيط من شراء منزل، على أمل أن يرث جزءا من المنزل العائلي الذي هو عبارة عن فيلا كلونيالية بشارع مرموق، لكن ثابت صدم بعد وفاة والده من كون زوجته التي تمكنت من تحويل الملكية إلى اسمها، قد باعت الفيلا التي تقدر بالملايير، بالدينار الرمزي: “لقد استغلت مرض والدي، وغيابنا عن المنزل، لتقنعه- رحمه الله وغفر له-، لقد قضت مخططات زوجته على حلمي في الحصول على مسكن لائق”. قصة أخرى، تحكيها لنا السيدة حكيمة عن والدها الذي اختار أن يقسم أملاكه على أبنائه الشباب، ويحرمها هي وأختيها من الميراث، “حدث كل ذلك سرا قبل وفاته، لقد كنا نحلم أنا وأخواتي بأن يظل لنا منزل نشتم فيه رائحة والدينا المتوفيين، ونسترجع فيه ذكرياتنا عندما نلتقي مرة في الأسبوع، لقد حطم والدنا هذا الحلم، وقضى أخوانا على بقاياه، عندما باعوا المنزل وتقاسموا ثروته مباشرة بعد وفاة والدي”.

ميراثنا بني مسجدا                      

الواقع يثبت أن بعض الأفراد في المجتمع الجزائري مقتنعون بفكرة أن يعمل أبناؤهم بمفردهم ويكونوا لأنفسهم ثروة خاصة، وأن ممتلكاتهم هم يجب أن تذهب كتبرعات وصدقات لوجه الله، قبل التحاقهم بالرفيق الأعلى. التقينا عائلة عمي عبد السلام- رحمه الله-، ببرج البحري، وهم إلى غاية اللحظة لم يصدقوا بعد الفعل الذي أقدم عليه والدهم في حياته، فقد قام عمي عبد السلام بوقف أرض شاسعة كان يملكها، وكان يحلم أبناؤه باستغلالها لمشروع عائلي، فيما أضاف مبلغا ماليا كان برصيده المنزلي حتى يشيد بها مسجدا ومدرسة قرآنية.. يقول لطفي، الابن الأصغر لعمي عبد السلام: “لقد ترك وصية مكتوبا عليها أن المسجد والمدرسة هما أحسن مشروع عمله لنفسه وتركه لأبنائه، وعلينا أن نعمل لبناء أنفسنا..”، رغم شدة الصدمة، والخيبة التي قضت على أمنيات العائلة، إلا أن عزاءهم الوحيد هو أن والدهم استثمر ممتلكاته في عمل خيري يتمنون أن يتقبله الله تعالى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!