من أجل ابعاد العين.. عجلات مطاطية فوق الفيلات!!
ماتزال بعض المعتقدات الشعبية القديمة راسخة في أذهان الكثير ومتداولة وسط عدد كبير من فئات المجتمع البشاري، منها تلك المتعلقة بالوقاية من الإصابة بالعين الحاسدة، فمن عادة استعمال الودعة أو حمل كمشة من مادتي “الشب وأم الناس”تعرف منطقة بشار بعض الطقوس والسلوكات الهدف منها درء العين والحماية منها وهي سلوكات أقرب للطرافة منها لشيء آخر، ويتعلق الأمر بتعليق عجلة مطاطية على سطح المسكن أو المحل إبعادا للحسد والعين.فاطمة حاكمي
تعرف الأحياء الشعبية على وجه التحديد تواجدا ملفتا للانتباه لهذه العجلة التي يحرص مستعملوها على تعليقها على سطوح منازلهم أو محلاتهم، وحتى البساتين لم تسلم من هذه العجلات التي أضحت تخلق تزاوجا واضحا بينها وبين الهوائيات المقعرة لتجمع بين العصرنة والمعتقدات الشعبية الضاربة الجذور في التاريخ.
ولأن عين الحسود لا ترحم وقد تؤدي إلى زوال نعمة المحسود، فإن معظم العجلات المطاطية تتواجد بشكل خاص على سطوح المنازل الفخمة والبساتين المخضرّة حماية لها من أي طارئ رغم أن الكثير قد لا يجد أي تفسير لعلاقة هذه”الوسيلة” المسخرة أصلا لفائدة وسائل النقل حتى تقطع المسافات الطوال بالحماية من العين. ويلجأ العديد من المتشبثين بمثل هذه المعتقدات الشعبية الراسخة منذ القدم إلى القول بأن “ناس زمان يعرفون ما يفعلون وناس زمان ما خلوا ما قالوا!!” إلى غيرها من الأقوال التي تشجع على التمسك بكل قديم مهما كان غامضا لدى الأجيال الجديدة.
ويبدو أن حظ العجلة المطاطية لم يقف عند باب المعتقد الشعبي، بل أضحت توظف بيئيا كاستعمالها لغرض طرد الحشرات كالناموس والبعوض عن طريق حرقها في الأحياء وترك الدخان يتصاعد منها ليوم كامل، هذا دون النظر إلى ما تسببه هذه الغازات السامة من أضرار تنفسية للأفراد.