-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من أمر باختراق الجامعة؟

من أمر باختراق الجامعة؟
ح.م

يبدو أن السنوات الأخيرة كانت حافلة بالفضائح في كل المجالات والقطاعات، وكأن المسؤولين والنافذين في الدولة كانوا قائمين على مصالح الأجانب في البلاد، وليس على مصالح الشعب؛ ففي قطاع التربية تابعنا جميعا كيف نفّذت الوزيرة السابقة نورية بن غبريط رمعون إستراتيجية تغريب القطاع وفرنسته، والتضييق على مواد الهوية الوطنية والإسلامية بتقليص الحجم الساعي تارة وخفض المعامل تارة أخرى، واستعانت الوزيرة في ذلك بخبراء في التربية من فرنسا جاءت بهم سرا، ولولا تدخُّل الغيورين الذي كانوا يزوِّدون “الشروق” بكل المعلومات عن التحرُّكات المشبوهة داخل القطاع ويسرِّبون الوثائق التي تؤكد استهداف التربية الإسلامية، لتمكنت بن غبريط رمعون من تطبيق مخططها.

وبالموازاة مع هذا العمل الذي قامت به الوزيرة باستهداف عناصر الهوية، كان هناك عمل آخر يجري في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي الذي بدأ يفلت خلال السنوات الأخيرة من الهيمنة الفرانكفونية من خلال الاهتمام المتزايد باللغة الإنجليزية كلغةٍ أجنبية أولى باعتبارها لغة العلم والحضارة، والتخلي تدريجيا عن اللغة الفرنسية، وقد لمسنا ذلك في التسميات الرسمية على مداخل الجامعات وفي الوثائق الرسمية إذ حلت اللغة الانجليزية محل الفرنسية.

ولمواجهة هذا الوضع بدأ الحديث يتزايد عن تعيين بن غبريط على رأس قطاع التعليم العالي لإعادته إلى السكة الفرنكفونية، ولجم التحوُّل الكبير الذي يجري فيه، غير أن الحراك الشعبي أخلط كل الأوراق، وعصف ببن غبريط ومعها باقي العصابة لتظهر كوارث أخرى أخطر من مجرد التمكين للغة الفرنسية.

ويتعلق الأمر بنظام أو منصة “progres” وهي نظامٌ معلوماتي يمكِّن من تسيير شامل لكل شؤون الجامعة، بتسجيل الطلبة الجدد وتوجيههم وتحويلهم، ومنح الطالب حساباً يتبعه طيلة مساره الدراسي ويُطلعه على كل أموره البيداغوجية، ويحفظ مسار الطالب الدراسي، ويمكِّن من صياغة برامج التوزيع الزمني والحجم الساعي للأساتذة، وهو بشكل عام نظام معلوماتي شامل يوفر قاعدة معطيات متكاملة عن الطلبة والأساتذة.

هذا المشروع الواعد لرقمنة الإدارة في الجامعة وعصرنتها، جاء بخلفية خطيرة؛ إذ أن المسؤولين في الجامعة، وعوض تكليف كفاءات جزائرية بتصميم هذا النظام المعلوماتي، تم شراءه مباشرة من فرنسا، وذلك يمثل اختراقا معلوماتيا خطيرا حسب ما أشار إليه بيان نقابة “الكناس” التي طالبت بتوقيف العمل به فورا، لأنه يمكِّن جهاتٍ أجنبية من الحصول على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالجامعة والبحث العلمي. والسؤال الكبير الذي يُطرح هنا: من أمر بشراء هذا النظام واختراق الجامعة الجزائرية لصالح الفرنسيين؟!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!