-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من “البوحمرون” إلى الكوليرا!

قادة بن عمار
  • 2728
  • 12
من “البوحمرون” إلى الكوليرا!
أرشيف

من يطالع أو يشاهد كيفية تعامل وسائل الإعلام عندنا “سواء الصحافة المكتوبة أو القنوات التلفزيونية” مع خبر انتشار وباء الكوليرا في بعض الولايات لن يعثر سوى على مفردات صادمة، ومثيرة للقلق، مثل “حالة هلع، خوف، عودة الكوليرا..احذروا، أمراض الفقر تهدد صحة الجزائريين…إلخ” باستثناء التلفزيون العمومي طبعا، فقد سوّق هذا الأخير نبرة اطمئنان رسمية، بل كان لافتا بدء نشرة أخباره الرئيسية (الثامنة) خلال اليوم الأول، بتغطية نشاطات المؤسسة العسكرية والرئاسة، في حين جعل من خبر الكوليرا ثالثا؟!
وسائل الإعلام تنقل أحاسيس الناس أو لنقل “أحاسيس” من يعملون بتلك القنوات التلفزيونية الخاصة، وهم مثل غيرهم من المواطنين ” تحت صدمة الخبر”، خصوصا بعدما اكتشفوا أنه بعد ساعات فقط من إعلان وزارة الصحة، عن انتقال وباء الكوليرا، سارع الناس لشراء المياه المعدنية رغم ارتفاع ثمنها وقللوا من احتكاكهم ببقية الجيران والأقارب،(رغم أننا في موسم أعياد) وبات الجميع يتساءل عن طرق تجنب العدوى، فهل ساهم أسلوب التخويف والترهيب في زيادة جرعة الوقاية لدى المواطنين؟ أم تم تضخيم القضية بحثا عن نسبة مشاهدة عالية، ترتفع تلقائيا في مثل هذه الظروف الطارئة؟
في كل الحالات، فإن الكوليرا ليست جديدة على الجزائريين، فقبل 15 سنة شهدنا الحدث والخوف ذاته، لكن لم تكن هنالك قنوات تلفزيونية خاصة لتناول القضية، في الوقت الذي يجب على الكل أن يتذكر الدور السلبي الذي لعبه الإعلام خلال حملة التلقيح التي شنتها وزارة الصحة بمعية وزارة التربية لصالح الأطفال قبل سنتين، بعدما تناقلت بعض الفضائيات مأساة وفاة أو وفاتين لتقول إن وقوعهما تسبب فيه لقاح فاسد، فقاطع معظم الأولياء تلك العملية مما انجر عنه عودة “البوحمرون” مرة أخرى!
وإن كانت وسائل الإعلام تتحمل جزءا من مسؤولية نقل الخبر وكيفية تناوله فإن الجهات الرسمية تتحمل النصيب الأكبر من تلك المسؤولية، و”الفضيحة”، فوزارة الصحة “غضت الطرف” عن العائلة الأولى التي أصيبت في عين بسام بالبويرة وسمحت لعائلات أخرى بزياراتهم فانتشر المرض، كما تماطل معهد باستور في تأكيد التحاليل وإظهار نتائجها بفعل عطلة الكثير من إطاراته، ثم خرجت علينا وزارة حسبلاوي بندوة “نخبوية” لتتهم المواطنين بقلة النظافة رغم أن الإصابات وانتقالها وقعت بفعل غياب الرقابة داخل المستشفيات والتهاون مع الوباء وحالات الإصابة الأولى!
كل هذا “التسيّب”، ثم يخرج علينا أحد المختصين في علم الأوبئة ومسؤول رسمي ليتغنى بشفافية وزارة الصحة التي قال إنها تستحق التهنئة بفعل جرأتها وشجاعتها السياسية في إعلان الوباء!
بالله عليكم، أليس هذا الكلام أشد خطرا على صحة الجزائريين من الوباء نفسه ومن الكوليرا في حد ذاتها؟ كيف يتحدث مسؤول رسمي عن “شجاعة سياسية” في الوقت الذي كان من المفترض فيه الاعتراف بفضيحة سياسية وبكارثة يجب أن يتم التعامل معها بمنطق الحساب والعقاب، وليس بمنطق القضاء والقدر كالعادة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • شخص

    إذا استمر انتشار الزبالة و اللأوساخ في المستوى التي هي عليه، فأبشروا بالطاعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون

  • Mouloud

    الكوليرا بريئة مما ينسبون لها.

  • ابن الجزائر

    سي قادة بالله عليك عملية التلقيح التي تتكلم عنها لسنتين ما هي الا سفقة قامت بها وزارة الصحة ولهدا لم تنجح ،أقلك الملموس عندما أرسلوا طبيبة عامة مع فرقة التلقيح للتوعية وطلبت من أبني عدم اجراء التلقيح ،استدعتني لتشرح لي فائدة اللقاح ،قلت لها :ابني له دفتر صحي وكل الفحوصات والتلاقيح مدونة فيه ان أردتم تلقيحه عليكم بتدوينه في دفتره؟ فرفضت ،فقلت لها أنت ولقاحك في جهنم، وان أردت أن اكتب لك شئا للدين أرسلوك أنا هنا وأمضيت لها ,يا سي قادة قد قلتها سابقا وأعيدها الجزائري أصبح تافه بتفاهة من هم مسؤلون عليه ،بعد عشرون سنة من الحكم يطلب في رسالة لتكوين جبهة وطنية لمحاربة الفساد؟حلل وناقش

  • جزائري

    لست ادري ان كان تغييب مسؤولية المواطن في ما يحدث له من ماسي يومية عملا مقصودا من الاعلام ام انه مجرد نسيان. الكل يعرف تقصير الحكومة ولا حاجة للخوض في هذا الموضوع لكن هل المواطن اللذي يرمي القمامة في اي مكان يحلو له بريء . في 2018 ارى بعيني اصحاب سيارات فارهة يلقون بزبالتهم على قارعة الطربق دون حتى توقيف سيارتهم. سيارة فخمة يقودها عقل من العصر الحجري المتوحش. لا تربية ولا تحضر ولا احترام بل تبجح . الحكومة وحدها لا تستطيع شيءا مع هكذا ما يسمى مواطن. الامر لا يختلف في احياء ما يسمى بالزوالية اللذين يشتكون ظلم الدولة لكنهم لا يعون انهم يظلمون انفسهم عندما يلقون زبالتهم على الطريق

  • Salim

    بعد العفن السياسي الذي تسبب في انتشار الكوليرا السياسية في أوساط النخبة،جاء التعفن الإعلامي و انتشر الوباءين قنوات الصرف الصحي، و ما وصلنا اليه من تعفن اخلاقي و كوليرا الغش في كل شي حتى في الامتحانات فان انتشار و باء الكوليرا في أوساط المجتمع ما هو الا تحصيل حاصل، ...ان سير الأمور و استقراء الواقع السياسي و المعيشي و الاقتصادي يجعلنا نقول الحمد لله هاكدا ولا كثر، لان بوادر الطاعون السياسي و الاقتصادي و الاخلاقي ظاهرة للعيان و الخوف كل الخوف من ....يا أمة ضحكت من جهلها الامم للأسف هذا هو حالنا صرنا نفسر الأمور بالميتافيزيقيا و عذاب الرب لان كل أطباءنا و أدمغتناهربو و تركو البلد الرداءة تسيرها

  • محمد

    كلنا مفسدون.لا أحد يقوم بواجبه انطلاقا من البلدية المشرف عليها مافيا الجهلة الطامعين في نهب أموال دون الانتباه إلى تنظيف البيئة وحماية الشعب من خطر الأوساخ المرمية في كل الطرقات تحت مرأى ومسمع ولاة يبحثون عن عقد الصفقات المربحة بالرشوة التي يتلقونها.أما وزارة الصحة بكل مستشفياتها فهي الإهمال بعينه. فالأطباء الموظفون لا يحضرون مناصب عملهم إلا لزيارة تدوم لحظات في الأسبوع لارتباطهم بالاشتغال عند القطاع الخاص متناسين العهد الذي أعطوه للمجتمع يوم تخرجهم. لو كان ذلك دون علم الوصاية والدولة لكانت المصيبة أهون لكن دولة المفسدين لا تستحيي.

  • شاهين

    يا سي قادة لو كنت تعمل في المستشفى و جاءك مريض ليلا له إسهال حاد و تقيا هل تشك في الكوليرا ؟ و انت في جزائر المليارات أفظل دولة إفريقيا و عالميا افظل من السويد و أمريكا ؟ أم انك يجب أن ترى نفسك و كأنك تعمل في اليمن أو في غينيا أو الصومال لتشك في الكوليرا و تقوم بما يلزم ؟ لتكن لديك الشجاعة اللازمة و تعترف أو لنعترف جميعا بأننا شعب أحمق الكل يتلاعب بنا كما يحلوا لهم عوض أن نرمي التهمة على المستشفيات و من يعمل فيها ؟ يا سي قادة ألا ترى أن طريقة تفكيرنا بدائية تعتمد على الأحاسيس و لم تصل بعد إلى التجريد و التفكير بالعقل و المنطق كباقي الشعوب ؟

  • ابي

    من البوحمرون الى الكوليـــرا...على وزن من الأفلان الى الراندو.....البوحمرون والكوليرا في انتظار الطاعون منتوجات أفلانية رندوية....

  • كسيلة

    في الابتدائي علمونا بان مرض الكوليرا ينتشر في البلدان المتخلفة...وأنا أتساؤل هل تطور المرض أم تخلف الوطن ؟ التعامل بمنطق القضاء والقدر مع الوباء يا سي قادة ليس عند السياسيين فقط بل عند الشيوخ في خطبة الجمعة أيضا (حقوق الطبع محفوظة لديهم).. الكوليرا هي عقاب لله على الناس الذين ابتعدوا عن طريقهم.. الكوليرا هي أيضاً هبة من الله لأن الله عندما يحب شعبًا ، يعاقبه.. الوقاية بسيطة: 7 تمارات في الصباح وآخر آيتين من سورة البقرة والعديد من الدعاء قبل الفجر... أقسم لك أن هذه ليست مزحة ، ولا محاكاة ساخرة ، ولا سخرية .... هذه هي العبارات الدقيقة لخطبة الجمعة التي تبثها في حى تيليملي.

  • عبد النور

    وسائل الإعلام التجارية الخاصة، لايهمها سوى المصالح التجارية الخاصة، من يدفع لها تنشر له حسب حاجته. وحاجة شركات اللقاح وماء القارورة (غير المعدني بتاتا) هوزيادة الأرباح وزيادة البيع، وأسهل طريقة لذلك هو صنع الحاجة، بإستعمال التخويف و الطريقة الهيغالية "Hegelian Dialectic"(مشكلة - رد فعل - حل)، الضغط من أسفل والضغط من أعلى. (المشكلة : الكوليرا وإشاعات تلوث مياه الحنفية والينابيع، رد الفعل: الخوف والإبتعاد عن المياه المذكورة، الحل: لا أحد يعتقد بتلوث مياه القارورة، فهي الحل المقترح، ويزيد السعر بكل غرابة.)
    أسهل شيء هو لوم الحكومة فهي تغادر كل فترة، لكن الشركات والبنوك الخاصة أسوء.

  • واحد من الفقاقير

    لا كارثة ولا يحزنون كل مافي الامر ان الكوليرا والبوحمرون غيروا موضتهم واصبحوا يضربون في الاماكن النظيفة مثل السويد واليابان اليست الجزائر سويد ويابان افريقيا اذا ما الغريب في الامر

  • الطيب

    ياسي قادة كاين الكوليرا اللي عندها دواها و كاين الكوليرا اللي دوخت العلماء و ما ينفع معاها حتى دواء إلى أن يشاء الله...!!