-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من هو الإرهابي؟

من هو الإرهابي؟

بعد قرابة عشرة أشهر من الحرب الإرهابية من جانب الصهاينة، والدفاع الشريف عن النفس من مقاومين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، مازال الإرهابيون ينعتون الضحايا، بما يسري في جيناتهم ودمائهم.

خلال إطلالة وزير دفاع الكيان الصهيوني “يواف غالانت”، التي أشاد فيها بناتانياهو، غرّد الأسطوانة القديمة ذاتها، ولم يذكر المقاومين وحتى الفلسطينيين سوى بنعت “الإرهابيين”، في ثقة حقيرة بالنفس، حتى تكاد تصدق بأن الرجل “الكاذب” يُصدِّق نفسه، ويصدّق بأن الناس تصدّقه، وهو ينعت الذين نالوا من كل أنواع إرهابه وإرهاب أهله بـ”الإرهابيين”.

تقول تقارير أممية، بأنه لا بيت في خان يونس، لم ينل نصيبه من النار، ولا بيت في خان يونس لم يُضيّع فردا، إما شهيدا أو جريحا في أشهُر العدوان العشرة، التي جمع فيها الصهاينة إرهاب التاريخ كله، والأمم كلها، ورموه على أهل فلسطين.

ينتظر العالم بفارغ الشَّغف والحيرة، نهاية الحرب في غزة، ليتابعوا من عدسات الصحافيين حقيقة ما اقترفه الكيان الصهيوني في غزة من دمار، وينتظرون بفارغ الأمل، أن تتغير المفاهيم، أو بالأحرى تعود إلى أصلها، فقد كان الفرنسيون بسياسيهم وصحافييهم ينعتون المقاومين الجزائريين بـ”الإرهابيين”، وهم لا يجرؤون عن فعل ذلك الآن، وسيأتي اليوم، الذي يقتنع كل العالم، بأن أبطال القسام وسرايا القدس، هم من يدكّون قلاع الإرهابيين، بل إنهم مقتنعون.

سيكون من الصعب على الصهاينة أن يقنعوا العالم كما كانوا يفعلون دائما، بأنهم ضحايا الجغرافيا التي يتواجدون فيها، وبأن الإسلام هو دينُ العنف الذي ربى أجيال الجهاديين الذين يريدون النهاية لكل من يخالفهم الرأي، وبأن العرب والمسلمين عموما هم شرارُ من في الأرض، كما فعلوا دائما، ونجحوا في تسويق مزاعمهم، وسيكون من الصعب مستقبلا أن تُقنع يهوديا واحدا، بأن أبطال القسام وكتائب الأقصى هم الدمويون الذين وضعوا الكرة الأرضية على شفا حرب عالمية ثالثة.

لا يوجد إنسانٌ يكرهه الناس في العالم في الوقت الراهن، مثل بنيامين نتانياهو، فقد سار في حرب الجنون، مدعوما ومقودا من بايدن، وفي وسط الطريق أو ربّما في نهايته، اتضح بأن رجل أمريكا الأول، كان في حالة خرف متقدّمة سرّعت في انسحابه من سباق الرئاسيات بعد أن بيّنت كل التقارير الصحية والسياسية بأن الرجل قد انتهت صلاحيته الفكرية منذ مدة طويلة، وهو لا يدري، بل الولايات المتحدة الأمريكية لا تدري، بدليل أنها تهيِّئ الآن رجلا أشدّ خرفا منه، لقيادة البلاد، بعد أن حوّلها في زمن كورونا إلى أضحوكة.

عشرة أشهر من الدمار ليل نهار، وينعتون غيرهم بالإرهابيين.

قتلوا هندًا وأطفال غزة، وأحرقوا دمى وعرائس البراءة، ونعتوا غيرهم بالإرهابيين.

أحرقوا البيوت والمساجد والكنائس والمستشفيات والمقابر وخزانات مياه الشرب، ونعتوا غيرهم بالإرهابيين.

أطلقوا النار على الحوامل ومرضى السرطان وفرق الإغاثة وطالبي المؤونة، ونعتوا غيرهم بالإرهابيين.

لوّثوا الماء والهواء وأحرقوا الزرع ودور الأيتام وحاضنات الرضع ودور الشيخوخة ونعتوا غيرهم بالإرهابيين.

أبادوا النباتات والحيوانات والانسان والحياة، وأرهبوا “الإرهاب التاريخي” نفسه، ونعتوا غيرهم بالإرهابيين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!