-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من يصطحب زوجته لاختيار الأضحية رجل كيّس أم تيس؟

ليلى حفيظ
  • 2104
  • 0
من يصطحب زوجته لاختيار الأضحية رجل كيّس أم تيس؟
بريشة: فاتح بارة

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، صارت تظهر لي مناشير فايسبوكية متقاربة في معناها. منها، مثلا: “الراجل اللي يدي مرتو تخيّر كبش العيد. لوكان جات تعرف تخيّر ما تتزوجش عتروس كيما أنت”. أي، المقصود هنا الظاهرة المستجدة، المتعلقة باقتحام النساء أسواق بيع المواشي والأنعام. فصرنا نلاحظ اصطحاب الكثير من الرجال زوجاتهم إلى نقاط بيع الأضاحي، قصد مشاركتهم انتقاء أضحية، وفق معايير “أنثوية”، قد لا تمت لمقاييس الاختيار العقلانية بأي صلة. وهذا، ما يدفع الملاحظين إلى التساؤل عن الحكمة والغاية المرجوة من وراء ذلك.

تيس أحمق

نصيب كبير من التعليقات السلبية المليئة بالشتائم والتهكم، ناله الرجال الذين يصطحبون زوجاتهم إلى أسواق وإسطبلات ونقاط بيع الأضاحي، قبيل عيد الأضحى المبارك. وهي الظاهرة المستجدة، التي بات يتزايد انتشارها، في الأعوام الأخيرة، في مجتمعنا. فقد استهجن الكثير من المعلقين اقتحام العنصر النسوي أسواق المواشي. ووصف الرجل الذي يفعل ذلك بالتيس الأحمق، الذي لا يفقه شيئا. فلو كانت زوجته تُجيد الانتقاء من الأساس، لما اختارته زوجا لها. وعلّق بدر الدين، مُستنكرا، مُستهجنا: “يعني، بعد الأسواق الشعبية والجوارية وملاعب كرة القدم، لم تتبق سوى أسواق بيع الأضاحي، لتزاحمنا النساء فيها”. فيما وصف فيصل الرجل الذي يصطحب زوجته إلى سوق المواشي بـ “الداندو”، ونعتها هي الأخرى بالمُسيطرة.

كيّس عاقل

وعلى نقيض الآراء المعارضة، بارك، أو بالأحرى باركت الكثير من النسوة هذا السلوك الاجتماعي المستجد. ووصفن الزوج الذي يفعله بالكيّس العاقل، الذي يُجيد بناء روابط علائقية متينة مع زوجته، التي يعاشرها ويعاملها بمبدإ المشاركة في كل شيء وشأن. في حين عزا البعض هذا السلوك إلى حكمة الزوج وثقته بسداد رأي زوجته، في ما يتعلق بخبرتها وقدرتها على تمييز واختيار الأضحية الأنسب والأمثل.

فيما اقتصرت غاية البعض الآخر من هذا السلوك على الترويح عن نفس الزوجة والبنات. فاختيار الأضحية، هو مجرد فرصة للخروج والتنزه وتغيير الأجواء واختبار تجربة جديدة ومشاركتها مع الشريكة، خاصة إذا ما تعلق الأمر بشراء كبش روماني.. فالفرجة و”الخرجة”، تصبح أحلى. ويكسر بها الزوجان رتابة الروتين المعتاد.

شاوروهن وخالفوهن

ومن منطلق القول المنسوب بهتانا وزورا إلى الكثير من الصحابة الكرام: “شاوروا النساء وخالفوهن، فإن في خلافهن بركة”، يعمد عبد الغني إلى اصطحاب زوجته إلى نقاط بيع الأضاحي. فهي كما يقول: “لا تجيد الاختيار، على أساس المقاييس المطلوبة. تخيلوا أنني كلما انتقيت خروفا ولولت وقالت: “ماشي شباب.. راح يضحكو علينا الجيران”، وكأنني أختار عروسا لابني. وبالتالي، إذا اخترت أضحية لم ترض عنها، فسأكون متأكدا من كونها المناسبة، وأنني أحسنت الاختيار”. وعلى عكسه، يُجبر رضوان زوجته على مرافقته لاختيار أضحية العيد. فمع الارتفاع الكبير لأسعارها، كما يوضح: “الواحد ولى يحشم يدخل على عيلتو بكبش بحجم قط. وهو الذي دفع فيه ملايين السنتيمات،

خاصة حينما أشاهد في عيني زوجتي نظرة الاستهجان والاستصغار، وأني لا أجيد الاختيار. لهذا، صرت أحرص على اصطحابها معي، لشراء الأضحية، حتى تعاين وتلاحظ بعينها نار الأسعار، وتتحمل معي سوء أو حسن الاختيار.”

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!