-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من يقود المجتمع إلى التغيير؟

التهامي مجوري
  • 2918
  • 13
من يقود المجتمع إلى التغيير؟

يتساءل كل مجتمع متطلع إلى الإصلاح والتغيير في حيرة: من أين يبدأ التغيير؟ “من فوق أو من تحت”، أي من السلطة أم من الشعب؟ من يقوم به وما هي مواصفاته؟ وكيف يتحقق؟ وما هي غاياته مراحلها؟… وإلى ما هنالك من التساؤلات، التي تختلف فيها الاجتهادات ووجهات النظر..، ثم هل بمجرد أن نؤسس حزبا أو جمعية أو نكون مجموعة ضغط، نكون قد بادرنا بعملية التغيير، وشرعنا في مقدماته؟ أم أن التغيير لن يكون إلا عندما نكون في السلطة متحكمين في دواليبها؟ أم لا هذا ولا ذاك ولا ذلك؟
كل هذه التساؤلات مشروعة، ولا بد من الإجابة عنها، لكل من يريد المساهمة في عملية الإصلاح والتغيير، ولكن أهم مسألة في تقديري ولها الأولوية في الإجابة عن كل هذه التساؤلات، لكونها ذات علاقة مباشرة بعملية الإصلاح والتغيير هي: من يقوم بهذا لإصلاح؟ وما هي مواصفاته؟
سواء كان هذا الذي يقوم به في السلطة أو في المعارضة أو كان من عامة المجتمع.
والمتتبع لحركات المجتمعات الناهضة، وعمليات الإصلاح والثورات، التي شهدها العالم عبر التاريخ، يلاحظ أن هناك قيادات من المصلحين والمفكرين والأدباء السياسيين ومقودين وهم عامة المجتمع.
فالقيادات هي التي تضع الخطط والبرامج، وتنزلها إلى واقع الناس كسلوكات وأعمال وإنجازات ملموسة، ابتداء من فعل المواطن البسيط، التي قد يكون في سلوك أخلاقي داخل أسرته، وتجاه جاره وزملائه في العمل، وانتهاء بإنشاء المشاريع الاستثمارية وبناء المصانع، من قبل الدولة ونخب المجتمع من أرباب المال والمستثمرين.
وهاتان الفئتان من القيادات والمقودين، هم الذين يمثلون مجموع المجتمع، ولكنهم قبل أن يصبحوا قادة ومقودين، كانوا قبل ذلك ثلاث فئات من نوع آخر –أي قبل أن يصنفوا قيادات ومقودين- وهم فئة الأبطال من المُؤْثِرين على أنفسهم من أجل النهوض بالمجتمع، وفئة المُؤطَّرين وهم المهيكلون في المؤسسات الرسمية والشعبية كتقنيين خداما للمجتمع وعاملين فيه، فصنعوا لأنفسهم مكانة بمبادراتهم وأعمالهم المثمرة وصقديتهم الفعالة، فاكتسبوا شرعية مكنتهم من الحصول على ثقة المجتمع بأكمله، فقادوه إلى ما يخدمه ويخدم مصالحه، والفئة الثالثة هي فئة الأتباع وتمثل باقي المجتمع.
وقبل أن يتحول المجتمع إلى هذا المستوى المفروز، أبطال ومُؤطَّرين وأتباعا في المجتمع، كانوا خبراء وحرفيين وعمالا فيه.
فالخبراء هم الذين تعلموا وانتهوا إلى أعلى مستويات التخصص العلمي الذي اختاروه، فأصبحوا خبراء فيه، في جميع فروع الحياة، التقنية، التكنولوجية، والإجتماعية والإنسانية، ومارسوا ذلك في الواقع. والخبراء في الواقع عندما يختارون هذا الاتجاه في طلبهم للعلم، قد لا يكون اختيارهم بقصد النضال والتغيير والإصلاح، وإنما قد تتحكم في اختياراتهم أمور أخرى، مثل الفضول المعرفي، إذ ينساق المرء إلى طلب المعرفة بالشيء لمجرد التعمق فيه لمزيد المعرفة والفهم..، كما قد يكون استجابة لسوق العمل، فيلاحظ الطالب وهو في الدراسات العليا أن الخبرة في المجال الفلاني مطلوبة، فيطلبها لذلك، كما قد يختار المرء المجال نضالا، أي يشعر بأن مجتمعه في حاجة إلى تخصص ما فيطلبه لذلك، وفي كل الأحوال الخبرة مستوى نوعي وله أهميته في المجتمع مهما كانت نية طالبه ومقصده.
أما الحرفيون فهم الذين وصلوا في تعليمهم إلى تحقيق مستوى الاحتراف في ميدان معين، يُمكِّنُهم من التحكم فيه: مثل الطبيب، المعلم، المحاسب، التقني في كل المجالات، التاجر، البناء، النجار، الإداري…إلخ، فهذا المستوى هو دون مرتبة الخبير، ولكنه المستوى الذي يقع على كاهله العمل اليومي في المجتمع، والمدبر الأول في عملية الإنجاز.
ومثلما أن للخبير دور حل المشكلات وإيجاد الحلول والقفز على الأزمات باللجوء إلى الاختراع والإبداع والإضافة، فإن مهمة الحرفي الإشراف على التنفيذ والإنجاز وتحقيق المطلوب من حاجات المجتمع المتنوعة.
أما العمال فهم عامة الناس في المجتمع من غير الخبراء والحرفيين، من الذين يقع على عاقهم الجانب التنفيذي بتفاصيله لحركة المجتمع، فهم العمال البسطاء، والعمال المتقنون “ouvrier spécialisé”، وهم المنتجون في المصانع، وهم المستهلكون لما ينتج ويعرض في الأسواق، وهم الذين يُكْسِبون الأبطال والمؤطرين الشرعية، التي تدعمهم في مشاريعهم الإصلاحية؛ بل هم الذين تستمد منهم المؤسسات قوتها التي أنشتها الدولة لخدمتهم ورعاية مصالحهم.
والسؤال المطروح الآن ما هي نسبة كل فئة من هذه الفئات في المجتمع حتى يتحقق الإصلاح والتغيير؟
يصعب القطع بنسب ثابتة في ذلك، بسبب اختلاف المجتمعات، وتباين المراحل العمرية فيها، ودرجات المستوى التعليمي والتكوين، وهذا ناهيك عن أن الطبيعة البشرية متقلبة وليست ثابتة، والمؤثرات الذاتية للإنسان والموضوعية والخارجية التي لا سلطان له عليها، كلها أسباب للإختلاف والتنوع، ومع ذلك يمكن أن نغامر بوضع نسب نراها أقرب إلى السلوك الإنساني والتجربة التاريخية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن سيدنا إبراهيم عليه السلام كان وحده أمة (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [النحل 120].
فنسبة الخبراء لا تقل عن 1 بالمائة من مجموع المجتمع، في جميع التخصصات وفي كل ما يتفرع عنها من تخصصات دقيقة وفرعية، ونسبة الحرفيين لا تقل عن 10 بالمائة من مجموع المجتمع، في جميع الحرف التي تتطلبها حاجات المجتمع، والعمال الذين يمثلون 89 بالمائة هم باقي أفراد المجتمع بمن فيهم المتقاعدين الذين يمثلون خزانا للعمل، أي أن أعمالهم التي قاموا بها في حياتهم العملية تحولت إلى جهد مخزن، يستمد العامل الحالي قوته واستمراره.
ونسبة الواحد بالمائة من الخبراء، يوجد فيهم المناضل الذي يؤمن بمشروع وضعه هو، أو وضعه التنظيم الذي ينتمي إليه، أو وضع في إطار مؤسسات الدولة، ويناضل من أجل إنجاحه ويضحي في سبيل ذلك، وهؤلاء هم الذين أطلقنا عليهم مصطلح الأبطال، والأبطال هم الشجعان من ذوي الإقدام والتضحية، ونسبتهم 1 بالمائة من مجموع الخبراء، و0.01 من مجموع المجتمع، وتلي هذه الفئة فئة المُؤَطَّرين، وهي الفئة التي تؤمن بالمشروع وتناضل من أجل إنجاحه، ولكنها غير مستعدة للتضحية من أجل إنجاحه، نسبتها من مجموع الخبراء 10 بالمائة، أي 0.10 بالمائة من مجموع المجتمع، والباقي 89 بالمائة من مجموع الخبراء يمارسون خبراتهم كعمال، ونسبتهم في المجتمع 0.89 بالمائة، فلا يحملون مشروعا يناضلون من أجله أو مشروعا يضحون في سبيله، وإنما يمارسون خبراتهم كتخصص وفق ما تمليه عليهم المهنة، مقابل أجر يتقاضونه وكفى، وفي العادة الخبراء يمارسون مهامهم بصدق ووفاء، وبعيدا عن الأدلجة؛ لأن مهامهم تقنية لا تسمح لهم بالإنحياز وتحريف الحقائق والكذب والتزوير في سبيل ذلك، كما أن مكانتهم في السلم الإجتماعي تقلل من احتمال انحيازهم ضد مصالح المجتمع، ومن ثم فإن فئة الخبراء كلها مرشحة للمساهمة في الإصلاح والتغيير بمجرد تخصصهم وخبراتهم فيه، وإن لم يكونوا منخرطين في مشاريع إصلاحية، ومناضلين ومضحين في سبيل مشاريع يؤمنون بجدواها.
على أن مهمة هذه الفئة، أنها تمارس وظيفتها وخبرتها كعمل يومي، تكشف فيه عن مواطن الخلل في المجتمع ومؤسساته، وتدق ناقوص الخطر عند الحاجة، وتحذر من المخاطر ولو لم يطلب منها؛ لأن ذلك من مستلزمات الخبرة في بعدها الاجتماعي والسياسي، وربما تقدم حلولا في مجالات تخصصاتها في إطار بين يديها من إمكانات..، ولكن هناك عائق واحد لهذه الفئة، وهو أنها عندما تمارس مهمتها في مؤسسة استبدادية، لا تسمح لها بالتطوير والإضافة، فتنكمش الخبرة وتختفي آثارها في الواقع الاجتماعي، أما الخبرة في حد ذاتها لا تتعطل؛ لأن الخبير لا يحكمه الإطار الذي يشتغل فيه، بقدر ما توجهه أخلاقه المهنية، أو هكذا يفترض على الأقل، فهو قد يكون إطارا في إدارة حكومية، وفي نفس الوقت يناضل في حزب معارض…، فخبرته من حيث المبدأ ينتفع بها الجانبان؛ لن النفع في النهاية يعود على المجتمع، ويصعب على الخبير أن ينحاز، إلا بالمقدار الذي يخدم الخبرة.
لأن عمله في الحكومة عمل في مؤسسات الدولة وخدمة للمجتمع، ومعارضته للسلطة او الحكومة التي يعمل فيها، لا تغير من جوهر الخبرة وانتفاع المجتمع بها.
وفئة الحرفيين كذلك فيها 1 بالمائة من الأبطال، من الذين يؤمنون بمشروع يعملون له ويضحون من أجله، و10 من المُؤطَّرين، وهم الذين يؤمنون بمشروع ويعملون له، ولكنهم غير مستعدين للتضحية في سبيله، 89 من العمال لا يشعرون بأنهم معنيون بشيء غير العمل الذي يقومون به، فهم يعملون ويأخذون أجرا مقابل عملهم وكفى.
وأخيرا الأتباع وهم عامة المجتمع، يوجد فيهم نسبة 1 بالمائة من مجموع المجتمع، يشعرون بأنهم معنيون بالإصلاح والتغيير، فيعملون ويضحون حسب قدراتهم وإمكاناتهم المحدودة، فينخرطون في الجمعيات والأحزاب، شعورا منهم بوجوب المساهمة في الإصلاح والتغيير.
والنسبة الإجمالية التي تحدث الإصلاح والتغيير في المجتمعات، حولي 2.99 بالمائة، وتشمل: كل الخبراء ونسبتهم 1 بالمائة، و11 بالمائة من مجموع الحرفيين، و1 بالمائة من العمال الذين يمثلون عامة المجتمع.
والمطلوب من هذه النسبة في عملها الإصلاحي، ليس تغيير كل شيء في المجتمع، أو كسب وُدّ مجموع أفراد المجامع، وإنما إقناع نصف المجتمع بالقناعات الإصلاحية، وتحقيق مكاسب على الأرض: ثقافية وفكرية وتربوية واقتصادية وسياسية…إلخ. فإذا توصل المصلح أو مريد الإصلاح إلى إقناع نصف المجتمع أي نصف ناخبيه، بالأفكار التي يحملها والمشاريع التي يبشر بها، أو بالوصول إلى مواطن التأثير التي يحقق فيها اجتهاداته، فقد حقق أكبر خطوة على طريق الإصلاح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • نحن هنا

    التغيير الجذري لايمكن أن يتم عن طريق التوافق لان مصالح الاطراف متناقضة فمصلحة مسلوب الحق تختلف عن مصلحة السالب ولذلك فإن دعاة التوافق غير جديين في طرحهم لكن متى اتحد المظلومون على قلب رجل واحد عندها يخسأ الظالم ويتم التغيير.

  • عبد الرحمان

    التي تعرف الانسان ما هو الانسان وما هي حقوقه وكيف يطلبها كيف ينالها وكيف يحفظها والمستبد تسره غفلة الشعب يغصب اموالهم فيحمدونه على ابقاء حياتهم ويضرب بعضهم ببعض فيصفونه بحسن السياسة والكياسة ويسرف في انفاق اموالهم فيقولون انه كريم
    عندما نقد (ابن خلدون ) الامام الحسين بن علي وقال :انهم يعرضون انفسهم للموت بخروجهم في فئة قليلة على الخليفة ذي السلطان والعدد فيلقون بانفسهم في التهلكة
    فقال :الكواكبي انهم معذورون لانهم يفضلون الموت كراما على حياة الذل وهم في ذلك ككرام سباع الطير والوحوش التي تأبى التناسل في اقفاص الاسر وتحاول الانتحار تخلصا من قيود الذل

  • عبد الرحمان

    رجال الدين المقربون هم الذين يستطيعون ان يولدوا المعاني مثل (السلطان ظل الله في ارضه ) ومن (طبائع الاستبداد ) هي ان المستبد يتحكم في شؤون الناس بارادته لا بارادتهم وهو عدو للحق وعدو للحرية ويود ان تكون الرعية بقرا تحلب وكلابا تتذلل وتتملق والاسلام نهى عن ذلك في جوهره الاصلي كما ان المستبد لا يخشى علوم اللغة والادب ولا علوم الدين بل هو يستخدم العلماء من هذا القبيل لتاييده ويسد افواههم من فتات مائدته انما ترتعد فرائصه من الفلسفة العقلية ودراسة حقوق الامم وعلوم السياسة والاجتماع والتاريخ المفصل والقدرة على الخطابة الادبية

  • صالح بوقدير

    التغيير يبدا من الذي يمتلك القدرة على الاقناع بما يدعوا إليه فإذا اقتنعت العقول تبدأ ارهاصات التغيير رغم قوة المقاومة المضادة للتغيير وضعف وسائل القائم بالتغيير وخذكمثال على ذلك حرب تحرير الجائر فالذين قادوا إلى التغيير لم يكونوا يمتلكون وسائل القوة مقارنة بقوة خصمهم ولكنهم كانوا على درجة عالية من الاقناع وهو الغائب الاكبرلدى من يرودون الاصلاح والتغيير إلى الافضل اليوم.

  • م ب

    الفترة الانتقالية؛ أو مرحلة انتقالية.؛او مجلس تأسيسي؛؟ الحديث عن هذه المصطلحات.استهلاك سياسي..أو نوع من الاحباط؛ والفشل السياسي..لدعاة؛ أو تركيب هذه الاسطوانة المشروخة.التي أكل عليها الدهر؛ وشرب.. الآن الجزائر دولة ٌقائمة على مؤسسات شرعية تؤدي وظائفها المنوطة بها وعمرها 56سنة من الاستقلال ؛ ويأتي اليوم البعض.ويطالب بمثل هذه الاشياء.رغم أن الطلب وتبادل الأى محترم مشروع..لكن نكون واقعيين.. نطلب بأشياء أخرى..التي هي محل أجماع الجزائريين.. نطالب بوضع حد للتزوير..؛واللاعدل.
    نطالب بالمراقبة الصارمة لمصالح الدولة..؛ والتوزيع العادل لخيرات البلاد.. نطالب بأنتاج؛ والنتاجية؛ ووضع حد الانتهازية؛

  • المخ لص

    سؤالك تختلف اجابته من مجتمع الي اخر، حسب الوضع الاجتماعي و السياسي لكل بلد من بلاد العالم.اذا تعلق الامر بوطننا .. فالاجابة كوجهة نظر على النحو التالي / الجزائر بحاجة الي فترة انتقالية ترافقها عدالة انتقالية، اما التغيرر من حيث التجوال السياسي بين وزارة و اخرى، و غياب شفافية الصندوق الانتخابي و ضمانات نزاهة الانتخابا، كلها اوجه تغيير مستهلكة افقدت المواطن ثقته في مؤوليه ... ارى انك شخصت من حيث بسطك للموضوع و من جيهتي اقترحت العلاج كمواطن سيسميه اهل الحل و الربط بالطرح الساذج لانه يسحق دعوتهم لعهدة خامسة.

  • مهدي

    واشمن اصلاح تحكي مع واحد يقولك انت عدو للبربرية ويقلوك معطوب واسطورة شيشناقية تحكي مع اخر يقلك انت عدو للعروبة وكل في خرافات يسبحون

  • علي الجزائري

    الاشكال أساسا يتعلق بالعمل على تكوين البشر ، أي الإنسان الجزائري...الذي هو الوسيلة، والهدف في ان واحد.. منذ خمسين عاما وتوجه الدولة معوج، والإصلاح يبدأ بمعرفة الخلل، والاعتراف بأنه متعلق بالانسان، وفقده القيم الحضارية على مدى هذه السنوات...ومن ثم العمل على بنائه البناء الصحيح...
    وحبذا لو أسقطت النظري على الواقع، والإرشاد الى سبل تحقيق الوثبة المستدامة...وشكرا

  • علي الجزائري

    شكرا جزيلا أستاذنا سي التهامي على هذا المقال الجيد، والذي ارى انه نظري أكثر منه عملي . معظم ما ذكرتم في مقالكم تم تطبيقه في عهد بومدين ولم تحصل الوثبة المنشودة من التخطيط انذاك...وددت ان لو أسقطتم هذه الأفكار التي في المقال على الواقع الجزائري وناقشتم مدى ا مكانية نجاحها في الواقع الجزائري...
    خذ رئيس الحزب الحاكم ، ولد عباس، وخذ رئيس الحكومة سي احمد، والرئيس انت تعرفه، والفساد الإداري والسياسي والمالي الذي بلغ ذروته منذ الاستقلال وطبق عليه نظريتك؟؟؟..إضافة إلى أفواج الحراقة، واغتصاب الاطفال، والتزوير في الانتخابات، وغيرها...
    في نظري ، المشكل الجزائري لا يمكن أن ينظر بهذه السهولة.

  • الطيب

    نظن أنّ " الرجّالة " هم وحدهم مَن يقومون بهذه المهمة .....و " الرجّالة " هو مستوى لم يبلغه أحد بعد .

  • م براهيمي وهران الجزائر

    مع نهاية القرن18.. وعندما قامت الثورة الفرنسة..اشتد الصراع بين فيئتين : ( دعاة الملكية ؛ ودعاة الجمهورية).. نجحت الثورة؛ وجاء يوم الحساب؟؛ والجزاء..وقدم 21مثقفا؛وعالما ..الى المحاكمة؛ومن بينهم العالم الكميائ الشهير ( لا فوازي)..وحكم عليهم بالاعدام شنقا.. فاحتجت زوجة لافوازي .. فرد عليها القاضي قائلا ..أن الثورة لاتحتاج الى مثقفين..ولما اندلعت الثورة التحريرية سنة 1954جل قادتها .كانوا مستوى ابتدائي..ولمااستقلت الجزائر لك الرؤساء الذين تداولوا علىالحكم..(12رئيسا..من1962الى 2018..) لم يكونوا من ذوي ش الجامعية..ومن هذه المقانة يطرح الاشكال؟ نحلل؛ ونبحث عن الاجابة للاسئلة المشروعة التي طرحتها ..

  • من المغرب السلام عليكم

    نعم عندكم حق في ماقلتم
    ولكنني اظن ان الامور اسهل من ما نظن..
    فعندما طرح سؤال الموؤدة كنقطة نظام لبعض الممارسات الا انسانية ..جاء الجواب والتغير بعد وقت غير كبير ..
    عندما قيل بان لا فرق بين عربي واعجمي ... اليوم نسمع عن حقوق الانسان ..وان لم تكن مكتملتا بعد
    اي ان النية الصادقة والعمل لغاية اسمى من الذات الله كفيل بنتائجها داءما وبديمومتها
    المشكلة عندنا سيدي اننا لا نجرب ونخاف من التغيير لاننا مجتمعات تقوم على سيطرة اقلية تخنق ابداع البقية في كل خياراتها.. ولهذا مند الاستقلال الى هنا ..وصل البعض لسامسونغ ...و هوندا..و الفضاء..ونحن نقدس زورا في الحكام..ولانطالب اخيرا سوى بالاستقرار !

  • كسيلة

    هل هو إصلاح سياسي أم ديني أم ثقافي؟ إن شعوبنا في مأزق صعب نظرا لغياب أي مشروع جامع، وطني أو إقليمي، شعبي أو حتى نخبوي، نحن نعيش في نظام تسوده المصالح والحسابات الفردية أو العائلية ولا يخضع لأي رؤية جماعية، ويخضع لقانون القوة والوساطة، ولا يقوم على أي مبدأ أو مفهوم للحق، شعوبنا لا تملك القوة اللازمة لإجبار حكوماتها على الشروع بالإصلاح، نتيجة انقسام نخبها حول قضايا رئيسية، ومن قال لكم أصلا أن حكوماتنا تريد الإصلاح؟ أليس الإصلاح تهديدا للسلطات المطلقة التي تتمتع بها؟ إن مجتمعاتنا حرمت من حقها في دخول الحداثة بمعناها الحقيقي، ونحن مع ثقافة القطيع منذ زمن طويل...والحمد لله.