-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مهرجان الكلام في عاصمة الأفعال

الشروق أونلاين
  • 3855
  • 2
مهرجان  الكلام  في  عاصمة  الأفعال

هل أصبحت الجمعية العامة للأمم المتحدة أكبر مهرجان للكوميديا في العالم؟ وهل أصبحت فسحة مرح ومزاح لزعماء الولايات المتحدة يمارسونها فوق هذا المنبر وبذات السيناريو الذي يرش على الفلسطينيين ورود الكلام وعلى الإسرائيليين رعود الأفعال؟

  • فعلى هذا المنبر، قال رونالد ريغن أنه لن يرحل عن العالم قبل أن يرى دولة فلسطين، وعلى هذا المنبر قال بيل كلينتون أن موعد ظهور الدولة الفلسطينية أسرع من رمش العين، وعلى هذا المنبر وعد جورج بوش الإبن بأن لا يغادر البيت الأبيض إلا ولفلسطين دولة تعيش في سلام إلى جانب الكيان الذي أعطاه في عهدتيه الأفعال وليس الوعود، وعلى هذا المنبر عاد الآن أوباما ليتحدث عن أمنيته في بعث دولة فلسطينية خلال عام، وبالتأكيد على ذات المنبر سيعود رؤساء آخرون للولايات المتحدة يعدون ويقسمون بأن الدولة الفلسطينية ستكون بالحدود التي يرسمونها والعاصمة التي يختارونها  والرئيس الذي  ينتخبونه  وحتى  الشعب  الذي  هم  يريدونه .
  • الولايات المتحدة دولة الأفعال التي تتعامل مع البشرية بأوامر “كن فيكون”، مازالت تتمتع بمنبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في التفرج على رؤساء الدول وهم يرعدون ولا يمطرون ويقولون ولا يفعلون وكلهم يعلمون أن ما ستفعله الولايات المتحدة لن تقوله أبدا، فكم اجتمعوا  في  مهرجان  ” الرغي ”  وشاهدوا  في  أفغانستان  والسودان  والعراق  ولبنان مهرجان  الأفعال،  حيث  تستدعيهم  إلى  نيويورك  للكلام  وتعيد  لهم  الزيارة  ولكن  للأفعال .
  • ستحتفل الدولة العبرية في ربيع العام القادم بذكرى تأسيسها الثالثة والستين وهي التي انتزعت اعتراف معظم دول العالم في أول المجازر التي اقترفتها في فلسطين، ولن تتمكن فلسطين التي بلغ وجودها عمر الإنسان من الاحتفال بتأسيس دولتها مادامت شهادة الميلاد توزع من هاتك العرض!؟.. ولم نسمع أبدا عن هاتك عرض يشارك في ولادة خطيئته والاعتراف بوجودها ببدنها المبتور من الأعضاء ومن القلب وهو القدس، بينما يبقى المولود الحقيقي الفلسطيني يبحث عن فعل بالتأكيد لن يكون منبره الجمعية العامة للأمم المتحدة.. وسنبقى مثل “نزار الشعر” نحاول تصوّر شكل الوطن.. نحاول استعادة مكاننا في بطن الأم.. نسرق التين واللوز والجوز ونركض مثل العصافير خلف السفن نتخيّل جنة عدن، وحين نفيق سنكتشف هشاشة حلمنا، فلا قمر في سماء أريحا ولا سمك في مياه الفرات ولا قهوة في عدن ولا حتى تصفيق بعد كلمة جهورية في جمعية عامة  للأمم المتحدة  بنيويورك .
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الحمد الله لجيت دزيري

    مادام العرب اعترفو باسرائيل بعد اتفاقية العار كامب ديفد فلا وجود للدولة الفلسطينية ....فانا افتخر بالجزائر و احمد الله انني جزائري كلما تدكرت عدم اعتراف الجزائر باسرائيل...و ربما هدا ما يصبرنا نحن كشعب على السلطة

  • je suis ce que je suis

    أحسن ما في هذه الجريدة مقالات هذا الكاتب شكرا لك