مهمة بيتكوفيتش تتعقد

بعد ضمان المنتخب الجزائري تواجده في كأس إفريقيا القادمة، المقررة نهاية سنة 2025، بعد مشوار جيد في التصفيات، إذ تمكّن في اللقاءات الستة التي لعبها من الفوز بخمس مباريات وتعادل في مناسبة واحدة. نتائج أعادت الهدوء إلى بيت “الخضر”، بعد النتائج السلبية في السنتين الأخيرتين، عقب الخروج مرتين متتاليتين من الدور الأول من نهائيات كأس إفريقيا للأمم وإقصاء في الثواني الأخيرة أمام المنتخب الكاميروني، حرم كتيبة المحاربين من التواجد في كأس العالم، التي لعبت في قطر سنة 2022.
فلاديمير بيتكوفيتش، منذ تعيينه مدرِّبا لـ”الخضر”، عاين 42 لاعبا، ويكون قد استقرّ وبنسبة كبيرة على التعداد الذي سيعتمد عليه خلال تصفيات كأس العالم، التي ستُستأنف شهر مارس القادم بإجراء مباراتين، الأولى في بوتسوانا والثانية في الجزائر أمام الموزمبيق. مواجهتان صعبتان يتحتّم على التشكيلة الوطنية الظفر بنقاطهما لتعبيد الطريق للتأهل إلى المونديال الأمريكي، وهو الهدف الذي يسعى الناخب الوطني لتحقيقه وفق العقد المبرم مع الاتحاد الجزائري، مع تحقيق نتائج إيجابية، خاصة وأن المدرِّب بيتكوفيتش يملك تجربة كبيرة في مثل هذه المنافسات، بدليل وصوله إلى الدور ثمن النهائي مع منتخب سويسرا في كأس العالم 2018 التي لُعبت في روسيا، كما تأهل إلى أدوار متقدمة مع المنتخب ذاته في مختلف المسابقات الأوروبية التي شارك فيها.
غير أن مهمة بيتكوفيتش مع التشكيلة الوطنية قد تتعقد مستقبلا، فرغم أنه استقر على التعداد الذي سيعتمد عليه مستقبلا، إلا أن الدوليين الجزائريين استفاقوا من سباتهم العميق الذي طال لعدة أشهر بالنسبة لبعض اللاعبين، وخاصة القائد رياض محرز الذي عاد إلى مستواه المعهود مع فريقه أهلي جدة، وأصبح يسجِّل ويمرِّر وينال الثناء والتقدير من النقاد والمحللين، الذين انتقدوه بشدة في الأشهر الماضية. ولاعبون آخرون، على غرار غويري وعمورة وعطال وحاج موسى ومازة وغويري وغيرهم، وهم الذين استعادوا نشوة اللعب والتهديف، ويعلمون أن المناصب في التشكيلة الوطنية أصبحت غالية. والذي يريد أن يبقى في قطار المنتخب، عليه أن يؤكد في فريقه أوَّلا للحصول على تأشيرة التواجد في التشكيلة الوطنية، و”القتال” للظفر بمكان في التشكيلة الأساسية. وهي الرسالة التي وجّهها المدرب الوطني إلى كل اللاعبين، خلال تواجدهم في مختلف التربّصات، التي مفادها أن التواجد في المنتخب سيكون للّاعب الأكثر جاهزية حتى ولو على حساب أصحاب التجربة والتاريخ الطويل.
المدرب الوطني لم يغلق الباب على اللاعبين المحليين، إذ سيحضر في الجولات القادمة لقاءات عديدة، لعله يجد من يقنعه بالتواجد في التشكيلة الوطنية التي تضمّ اليوم لاعبا واحدا وهو مداني لاعب شبيبة القبائل، في حين يتواجد عددٌ آخر في قائمته، كالحارسين بن بوط وبوحلفاية ورضواني وديب وغيرهم…
ومهما يكن، فإن المنتخب الوطني يسير في هدوء نحو العودة إلى مصافّ كبار القارة، خاصة أن كل الظروف مواتية لتحقيق نتائج غابت عن المنتخب في السنوات الأخيرة.