موازاة مع عودة السيّارات.. رفع الحظر عن استيراد قطع الغيار
بالتزامن مع قرار فتح استيراد السيارات والعودة إلى التصنيع، عبر علامة “فيات” وقريبا “رونو الجزائر”، تم رفع الحظر عن استيراد قطع الغيار التي تشهد ندرة غير مسبوقة في السوق، حيث شرع المتعاملون في التسجيل عبر المنصة الرقمية للوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية، ومنهم من حاز الموافقة وباشر إجراءات الاستيراد، وفقا لما يؤكده متعاملون في مجال قطع الغيار وتجهيزات السيّارات.
وأكّد المدير العام لوكالة “برومو صالون”، نبيل باي بومزراق، أن تنظيم الطبعة السادسة عشرة لصالون تجهيزات السيارات “إيكيب أوتو”، جاء بالتزامن هذه السنة مع عودة استيراد السيارات المستعملة والجديدة، والتحضير لافتتاح مصانع للمركبات في الجزائر قريبا، وفقا لتصريحات مسؤولي وزارة الصناعة، متوقّعا انتعاش شعبة السيارات خلال المرحلة المقبلة، وانخفاض الأسعار بشكل ملحوظ، بما في ذلك أسعار قطع الغيار وتجهيزات السيارات التي عرفت ارتفاعا غير مسبوق في الماضي.
وقال بومزراق، خلال ندوة صحفية، نظّمها الإثنين بقصر المعارض بالصنوبر البحري، خلال افتتاح الصالون الذي سيمتد إلى 19 مارس، إن حالة الجمود التي شهدتها السوق طيلة 5 سنوات، بدأت في الانفراج، مشدّدا على أن التظاهرة المنظّمة اليوم تشهد مشاركة 200 عارض من 10 بلدان، حيث إن 70 بالمائة من المتعاملين دوليون، و25 بالمائة من المشاركين المحلّيين منتجون، إذ يُمكن تصنيع محلّيا بطاريات السيارات وتطبيقات إلكترونية والبلاستيك ومنتجات أخرى لتصنيع السيارة، موجّها دعوة لكافة مهنيي السيارات الذين غادروا القطاع في الماضي بالعودة اليوم، قائلا “نحن بحاجة إليكم”.
10 مصنّعين روس يجسّون نبض سوق السيارات الجزائرية
وكشف المتحدّث في نفس السياق عن مرافقة وزارة الصناعة لهذا الصالون بكل الدعم وكذا مجلس التجديد الاقتصادي “كريا” وهي نقابة أرباب العمل في الجزائر، حيث يرتقب أن تعقد لقاء الثلاثاء بالصالون مع 10 مستثمرين مصنّعين روس حلّوا بالجزائر لمعاينة سوق قطع الغيار والسيارات وتجهيزات المركبات، كما أكد أنه سيتم عرض على كافة الزائرين مضمون قانون الاستثمار الجديد، الذي يضمن جملة من المزايا للأجانب الراغبين في ولوج السوق الوطنية.
من جهته، أكد صاحب “مجمع سيّاد”، محمد سيّاد أن سوق قطع الغيار والتجهيزات شهد انخفاضا كبيرا في المخزون خلال السنوات الماضية نتيجة أزمة السيارات وتوقيف الاستيراد بكافة أشكاله وكذا التصنيع، حيث حاولوا كمتعاملين في القطاع ضمان توفير حاجيات الزبائن بأقل الإمكانات، متوقّعا أن تنفرج الأمور بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة.
وفي السياق، يقول رئيس النادي الاقتصادي الجزائري، ومتعامل في مجال قطع الغيار، سعيد منصور، في تصريح لـ”الشروق” إن قرارات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الخاصة برفع الحظر عن الاستيراد وعودة التصنيع ستلعب دورا هاما في عودة الاستقرار لسوق السيارات في الجزائر، مؤكدا أن الأسعار ستنخفض بشكل ملحوظ خلال الأيام المقبلة، سواء بالنسبة للمركبات أو حتى قطع الغيار، كما ستلعب هذه القرارات دورا مهمّا في تخفيض نسبة حوادث المرور وتوظيف اليد العاملة والقضاء على الندرة وإنعاش الاستثمار في الجزائر.
وكشف سعيد منصور عن تحرير استيراد قطع الغيار، بعد سنوات من المنع تزامنا مع عودة استيراد السيارات، حيث قام المتعاملون بالتسجيل على المنصة الإلكترونية للوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية “ألجيكس” وهناك من حظي منهم بتراخيص الموافقة على الاستيراد، وهو ما سيحل مشكلة 7 مليون مركبة في الجزائر، منها سيارات تجاوزت الـ20 سنة من السير ومركبات أخرى بالولايات الداخلية بلغت 30 سنة، في حين قال إن الوكيل المعتمد سيتكفّل بتوفير قطع غيار المركبات المستوردة الجديدة لمدة 5 سنوات، في إطار برنامج الضمان.
أكاديمية للتكوين في مهن خدمات السيّارات لمنع الغش والتقليد
وتمّ على هامش الصالون تنظيم عقد اتفاقية بين مديرية التكوين المهني لولاية الجزائر وشركة “نيكسيس أوتوماتيف” لاستحداث “أكاديمية أوتوماتيف”، لتكوين المتعاملين والشباب في مجال تصنيع لواحق وتجهيزات السيارات وقطع الغيار، حيث يفترض أن تكون الدورات التكوينية في مجال الصيانة والتصليح والسمكرة والدهان والتجارة والخدمات، وجها لوجه أو عن بعد عبر الأنترنت وأيضا ضمان التعلّم الإلكتروني، إضافة إلى التكوين المتخصص بالتعاون مع مصنّعي قطع غيار السيارات، ويتعلّق الأمر بالتقنيات المتطوّرة والمنتجات والتمكين والتصديق.