-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مواعظ حفيد “خميني” لإنقاذ نظام يتآكل

مواعظ حفيد “خميني” لإنقاذ نظام يتآكل
أرشيف

رسالة حفيد الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، الموجهة إلى كبار المسؤولين في طهران، تعد كشفا صريحا، عن تراجع مؤسسات النظام السياسي، في كسب ثقة الشعب الخاضع رغما عنه لمساوئ الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية بعد انسحابها من الاتفاق النووي.

إشكالية أثارها حسن خميني، المتطلع لمنصب “الولي الفقيه” بديلا عن علي خامنئي، رغم غياب شرط إشغاله لمنصب سياسي مرموق، يؤهله لتبوء مكانة “مرشد الثورة الإسلامية”، محذرا من المآل الذي ستغدو إليه البلاد، في ظل نظام فقد ثقة الشعب به.

لا يشكك أحد بما جاء في الرسالة التحذيرية، لشخص لم يكن بعيدا عن نظام الجمهورية الإسلامية التي أسسها جده في ثورة شعبية، قضت على نظام ملكي متوارث، فالرضا الشعبي قاعدة آمنة لبقاء النظام، واهتزازها يعد إيذانا بقرب رحيله.

لقد وجدت هذه الرسالة آذانا صاغية بين شرائح المجتمع، التي تواجه صعوبات اقتصادية، لا تملك قدرة تحملها طويلا، ووجدت فيها من يحمل معاناتها، ويمتلك قدرة قيادتها، في مواجهة نظام وصف بأنه “يتآكل من الداخل”، أجبرها على الصمت، والازدواجية بين الصدق والنفاق، تحاشيا لمواجهات غير متكافئة مع أجهزة سلطة تدافع عن بقائها.

حسن خميني التقى مع فائزة هاشمي ابنة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، في تشخص علل كبرى، لا يقوى أحد غيرهما على تشخصيها دون تحفظ، خشية غضب حكومي “تمزيق مستمر للمجتمع، وإشاعة الحقد، وتفشي النفاق”، رافضا “إجبار أفراد المجتمع على شخصية مزدوجة” مشككا في صدق النظام السياسي، محذرا من أن “الابتعاد عن الصدق، من علامات سوء حظ الحكومات”، معتبرا تراجع المبادئ “جرس إنذار لمجتمع يعاني من مشكلة”.

اختار “خميني” أن يحيي خطابه السياسي لا الديني، في أخطر مرحلة تمر بها إيران، وتوقيت لا يعترض عليه أحد، وتشخيص لمساوئ المرحلة لا تقوى مؤسسات النظام على دحضها، وهي المترددة في مواجهة غضب شعبي، وقلق بسبب ما تخبئه الأيام القادمة، من تدهور اقتصادي وأمني في ظل تراجع المستويات المعيشية، وتدني العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.

أما خطاب “حسن خميني” الذي يستمد قوته من إرث جده، فاختصره في رسالة، بليغة بمضامينها، لا تدعو إلى إسقاط النظام، ولا تحرض الشعب على مواجهته، متضمنة نصائح وتحذير، من مغبة الاستهانة بعدم رضا الشعب، الذي يعتبر إرضاؤه مصدر قوة، وشرطا لبقاء النظام الجمهوري الإسلامي.

لكن الرسالة التي فاجأت المراقب السياسي، كما فاجأت وسائل الإعلام، وهي تركز على خلل داخلي، لم توجه إلى المرشد على خامنئي، الذي يجمع بيده كل السلطات، واكتفت بخطاب كبار المسؤولين المكلفين بإدارة الجهاز التنفيذي، موحيا بأن الأخطاء ذات بعد إداري، وتقصير حكومي في تسيير أمور البلاد.

تجاهلت الرسالة، تشخيص السياسة الخارجية للنظام، والمتمادية في تنفيذ مخطط مذهبي توسعي، في الشرق الأوسط استنزف قدرات الشعب الإيراني، الذي رأي بلاده في مواجهة غضب عالمي، ورفض لسياسات نظامه الرامية إلى التدخل في شؤون الدول الأخرى على حساب أمنه واستقراره وتطوره.

المنحى التوجيهي، كان بمثابة الوعظ الذي يختص به عالم ديني، أو هكذا رأى نفسه حسن خميني وهو يطلق رسالته الأولى من نوعها، التي تدعو إلى التعرّف على قواعد السلوك البشري وأسباب السقوط والثبات من أجل العمل بها في الحياة العادية، فخلاف ذلك لا ضمان للبقاء، إنْ لم تراعِ هذه القاعدة فستخسر الساحة”.

“خميني” يدرك أن الشارع الإيراني الملتهب، والمنتفض أحيانا، والصامت في أحيان أخرى، يفتقر لبرنامج سياسي، افتقاره لقيادة لها قدرة قيادته باتجاه التغيير الجذري، وهو الذي يخشى ظهور قوة سياسية ذات توجه علماني/ليبرالي ينسف أركان الجمهورية الإسلامية، في ظل الفراغ الحاصل، فأراد أن يغلق الطريق على الآخرين في قيادة شارع غير راض عن سلطته، أو كما وصفتها فائزة رفسنجاني: نظام يتآكل من الداخل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • يونس

    أنت مصاب بمرض "حساسية إيران"..وشفاؤك يأتي من الفرس..