-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الحب في زمن الكورونا

مواعيد مؤجلة إلى ما بعد العيد

فاروق كداش
  • 1836
  • 6
مواعيد مؤجلة إلى ما بعد العيد
ح.م

تسلّل في جنح الليل، فخيم على النهار ظلام دامس، أنهك العجائز، وأثقل كاهل الشيوخ، وغدر بكل مختال فخور خرج من دون كمامته، وطمس الحب، وقتل الأحاسيس، وشرد المشاعر، وبقي الأحبة اثنين اثنين، والكورونا ثالثهما… الشروق العربي، ترصد الحب وواقع العشاق في زمن الوباء.

 اختفت مظاهر الحب المبتذل، في شوارعنا، بعد أن أجبر فيروس صغير لا تراه العين المجردة، الجميع على الاحتماء بالديار. لا شباب يعاكس، ولا بنات يختلن بالبناطيل الضيقة والتنانير القصيرة، وقطع دابر العاشقين، وجرد الحب من نساكه وعابديه.. وبقي يدور في فلك الهواتف المهربة، والحسابات المفبركة على النت… ولحسن طالعنا، أن هذا الزمن خلصنا من مشاهد الشباب العاطل، المستند على حيطان الملل، وهو يكلم الحبيبة بميوعة، لا تجاريه فيها الراقصات والغواني… لم يبق سوى البعض يحن من فوق أسطح المنازل إلى صوت ناريمان وضحكات إسمهان وسخافة نورهان… أما فايسبوك، فهو آخر معقل للعشاق، يمنون أنفسهم باللقاء بعد العيد.. فكورونا لم يأت وحيدا، بل صادف رمضان الكريم بقدسيته وتوبات شبابه المؤقتة..

شباب ينتظر الفرج

سألت بعض الشباب على فايسبوك: كيف يمضون يومهم؟ فقيل لي: بين النوم حتى الأذان والحديث المباح مع البابيشة حتى مطلع الفجر، فلا سهر بالشاي والشيشة ولا ڤصرة في “القهاوي”.. منير، شاب في الثالثة والعشرين، خريج حقوق، يقول لي على الخاص: “منذ أكثر من شهر ونصف، لم ألتق بصديقتي، وأنا متلهف كثيرا إلى لقائها، وأتمنى أن يكون ذلك بعد عيد الفطر، فأنا أحن إلى خرجتنا وحديثنا… عزائي الوحيد كلامنا على المسنجر، فوالدها يراقبها، وأمها لا تسمح لها باستعمال الهاتف ليلا”.. أما يوسف، الذي يضع صورة كريستيانو رونالدو في بروفايله، فيخبرني بأنه لا وقت لديه الآن للحديث مع البنات، فالوضع لا يسمح بذلك، لكنه بعد العيد، إن سنحت الظروف، سينشط كعادته في المعاكسات والدراڤاج”… هيثم، بدوره، ينتظر بلهفة لقاء خطيبته، هذه المرة، بعد العيد. وسيغتم المهيبة لرؤيتها فقط، استوحش الدنيا من دونها، مثله مثل خير الدين، الذي أكد لي أن هذه الظروف جعلته يفكر مليا في الارتباط بزميلته في العمل، وسيتقدم لخطبتها بعد رمضان.

بنات ونزوات الحب

أما البنات، فالحياء الزائف لا يسمح لهن بالخوض في مثل هذه الأحاديث، فكلهن ماكثات في البيت، يعجنّ ويخبزن ويدردشن مع الصديقات فقط، فالموبايلات مراقبة، كما سبق أن لمحت. أما النت، فهو السبيل الوحيد للحديث مع البويفراند الواهم. وئام، عاتبت كل البنات اللواتي لا يزلن يتحدثن مع الشباب في حضرة أهليهن، دون خجل أو مراعاة للشعور، “ألم يحن وقت توبتهن عن هذه الأفعال… ألم يتعلمن من كورونا أقسى الدروس في الحياة… أنا، عن نفسي، قررت أن أتفرغ لدراستي في الطب، لأنه هو أمل المستقبل”. أما رشا، فترى أن المواعيد التي تنتظرها البنات بعد العيد هي بمثابة خيانة عظيمة للثقة العمياء، التي وضعها فيهن الأولياء.. في المقابل، تأمل الكثيرات من ذوات السوابق العشقية ألا يطول اللقاء بينهن وبين من يحببن، ويفكرن من الآن في اللوك، والتسريحة التي سيظهرن بها في الشوارع، بعد أيام الجفاف العاطفي… فهل علمنا كورونا أن الحب كذبة، وأن الحب كذب علينا بقوله إن كورونا نزوة من نزوات الكون… أم هل سيكون العيد موعدنا، والصيف معبدنا على رأي ماجدة الرومي

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • جزائرنا البيضاءالعميقة

    تابع: منافيا للأسلام ومخدشا للمجتمع ومقززا للقلوب فيجري عليه وزرا ومعصية جارية في حياته ومماته من سوء الحال والاحوال التي تسمى حرية الرأي والتعبير والنشر والكتابة فهذا الامر كله ان كان لايليق بكرامة الانسان يحاسب عليه المرء امام الله --تحسبونه هينا وهو عندالله عظيم - **كن مفتاحا للخير تنل الاجر العظيم في حياتك ومماتك اي صدقة جارية

  • سليم

    و الله لا أفهم كيف وصل مجتمعنا إلى هذا الانحطاط
    الزواج يكاد ينقبض. تذهب لتخطي يقولون بنتي صغيرة
    تعجبك بنت تكلمها عن الزواج تقول لك لالا.
    يا ناس زوجة بناتكم لمن يطرق بابكم ترضون دينه
    عن اي حب تتحذتون عن الرذيلة نعم
    اذا لم تكن كورتوا وأعضاء فل ننتظر أسوء و أخطر من كورونا

  • جمال

    الذي تتكلمين عنها رديلة و ليست حبا

  • امازيغي حر -*الجزائر

    الحب العفيف يكون في طاعة الله ورسله وانبيائه والوالدين والاخوة والاخوات والازواج والابناء والاقارب من جهة الأم والاب - اما الحب الرومنسي والخلوة لقضاء النزوات الغريزية العاطفية فهذا حرام بالكتاب والسنة النبوية المطهرة - قال الله تعالى: ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب اليم في الدينا والاخرة -- هذا جزاء من يتمنى انتشار الزنا والفسق والاختلاط فما بالكم من يطبقها في الواقع --قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماخلا رجل بامرأة الا وكان الشيطان ثالثهما --

  • CDVH

    روى الإمام أحمد عن أبي أمامة قال: إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه ! فقال: أدنه، فدنا منه قريبا، قال فجلس قال: أتحبه لأمك ؟ قال: لا، والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك ؟ قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: " ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أفتحبه لأختك ؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك ، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم... قال: فوضع يده عليه، وقال: ((اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصِّن فَرْجَه))، فلم يكن بعد - ذلك الفتى - يلتفت إلى شيء؛ رواه أحمد بإسناد صحيح

  • CDVH

    قال سبحانه: "وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً"