موسم اصطياف حزين في آخر أيامه بالطارف
استبشرت ولاية الطارف خيرا في الجانب السياحي، وطمعت في أكثر من ثلاثة ملايين مصطاف هذا الموسم، وفعلا قاربت الوصول إليه، بعد تسجيلها رقما لأكثر من مليوني ونصف مصطاف، وتوافد عليها المصطافون والزوار من كل مكان ومن الداخل والخارج من آسيا وأوربا إضافة إلى الجارتين تونس وليبيا، ونجحت في إنعاش سياحتها الداخلية واستقطاب الجزائريين الذين كانوا يفضلون بلاد غيرهم، وامتلأت بهم شواطئ وغابات وحدائق الطارف بشكل ملفت خاصة مع الأسابيع الأخيرة لنهاية الموسم، إلا أنه ولسوء الحظ ومع اندلاع الحرائق المهولة بولاية الطارف.
وبمدينة القالة الساحلية المتضررة كثيرا هي الأخرى، فقد تم تسجيل وسقوط عشرات القتلى والجرحى في ظروف مؤسفة ومحزنة، حيث بينت المعلومات الرسمية وتصريح الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان خلال زيارته لولاية الطارف صباح الخميس، بأن معظمهم مصطافون وزوار المدينة جماعات وفرادى قدموا من مختلف ولايات الوطن على غرار قالمة، قسنطينة وعنابة للاستمتاع بأوقاتهم وعطلتهم إلا أن النهاية كانت مأساوية بعد أن حاصرتهم ألسنة اللهب خاصة هؤلاء من كانوا متواجدين بحديقة الحيوانات البرابطية التي تستقبل أسبوعيا 4000 زائر وما يزيد، حيث أحصت مدينة القالة لوحدها 26 قتيلا منهم من كانوا في الحافلة التي احترقت عن آخرها في منطقة المالحة على مستوى الطريق الوطني رقم 84 أ التي توفي بها ثمانية أشخاص، فضلا عن خسائر في الحيوانات من المواشي وخلايا النحل وفي الغطاء الغابي، لاسيما غابة طونغة خاصة وأن حديقة الحيوانات والجوانب السياحية لمدينة القالة تقع في نطاق الحظيرة الوطنية المتربعة على مساحة 800 ألف هكتار الشهيرة بتنوعها البيولوجي النادر.
وقد عرفت ولاية الطارف وطيلة الأسبوع الماضي، سلسلة حرائق كبيرة زادتها الرياح صعوبة والتي فاقت 90 كم/سا، حيث مست في بدايتها تسع بلديات تم إطفاؤها نهائيا لتندلع من جديد وبقوة يوم الأربعاء وفي فترة زمنية متقاربة ودفعة واحدة بدءا من الحادية عشرة صباحا لتستمر إلى غاية ساعة متأخرة من الليل بمشاركة خمس مروحيات تابعة للجيش الوطني أين تم إخمادها لتندلع وبأقل شدة في اليوم الموالي.
وتشير الحصيلة الأولية لخسائر حرائق الغابات التي شهدتها الطارف الأربعاء الماضي إلى 30 قتيلا منهم 26 ضحية بالقالة وأربعة بمدينة الطارف بينهم 13 رجلا وست نساء و11 طفلا ورضيع تتراوح أعمارهم ما بين السنة و70 سنة و161 شخص مغمى عليهم وآخرون مصابون بجروح وحروق من الدرجة الثالثة وعددهم 11 شخصا بالإضافة إلى وجود 21 شخصا تحت الرقابة الطبية مع تحويل 11 مصابا إلى ولاية عنابة المجاورة.
وقد تسببت الحرائق التي اندلعت في 29 موقعا غابيا عبر معظم بلديات الولاية منها 10 بلديات تعتبر الأكثر تضررا فضلا عن تضرر 100 مواطن من جراء موجة اللهب والجمر المتناثر، كما نشير إلى أن مصالح سونلغاز بدورها قد تدخلت عبر أكثر من 20 موقعا لإعادة الغاز والتيار الكهربائي بعد أن تم قطعه خاصة الغاز لتجنب أي طارئ ومكروه حفاظا على حياة المواطنين والساكنة عموما.
