-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

موقف لا يحتمل التأويل ولا التأجيل!

قادة بن عمار
  • 2637
  • 0
موقف لا يحتمل التأويل ولا التأجيل!
ح.م
جانب من اللقاء

يبدو أنّ الجزائر ومن خلال استقبالها رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، ووزير خارجية تركيا في يوم واحد، تريد أن تنقل لهذا الطرف مباشرة ودون وسائط، رفضها أيّ تدخل خارجي مهما كان، ومن أي طرف كان وتحت أي مبرر كان!

موقف ثابت ظهر بوضوح من خلال بيانات الرئاسة ووزارة الخارجية التي لم تمتنع عن توجيه رسالة أخرى للطرف الثاني، حين قالت، وفي كلام غير مسبوق ولا يحتمل التأويل.. إن الجزائر تعتبر طرابلس “خطا أحمر” لا يمكن تجاوزه!

غسَّان سلامة، المبعوث الأممي إلى المنطقة، قال إن “الجميع يبحث عن مصالحه في ليبيا ولا أحد يهتم لمصلحة الليبيين”، كلامٌ واقعي جدّا، لكنه موقف بائس ويائس تكرّر في كل مرة تبحث فيها الأمم المتحدة -التي يشتغل لحسابها سلامة- عن تبرير عجزها وإخفاقها في مواجهة هذا الظلم الكبير الذي تتعرض له شعوبٌ في حروب رخيصة وغير عادلة، حروب يموت فيها ملايين الأبرياء ليقتسم الساسة ومعهم شركات المرتزقة ثروات تلك البلدان، وهو ما يظهر أن البعض يريده بإلحاح شديد من وراء تدخله في ليبيا التي تنام على ثروات هائلة برّا وبحرا.

لكن سلامة قال أيضا إن المبادرات الباحثة عن غطاء أممي لنشر السلام ووقف إطلاق النار بدأت فعليا، فهل كان يقصد المبادرة التي شرعت فيها الجزائر؟ أم اجتماع القاهرة الذي يقصي أهم الفاعلين؟ أم إنه يشير إلى مؤتمر برلين الذي يعرف الجميع إنه لن يُعقد طالما ظلت أصوات الرصاص والمدافع تسيطر على المشهد؟!

ومهما يكن المقصود، فان الوضع في ليبيا مرشحٌ للتوتر أكثر إذا لم تتدخل الجزائر بشكل فعَّال وفي كل الاتجاهات، وليس في اتجاه حكومة الوفاق وطرابلس فقط، بل في اتجاه خليفة حفتر مباشرة، أو أحد عرّابيه على الأقل، وهو انفتاحٌ ضروري قد لا يسلم من المخاطر، أهمّها التورط مع جنرال دموي ما تزال الجزائر تعتبره أحد أسباب الأزمة ومن الصعب جدا أن يكون أحد أطراف حلها.

داخليا، هنالك حالة من الغبطة لدى الجزائريين في رؤية دبلوماسية بلدهم تتحرك مجددا، بعد سنوات عِجاف غاب فيها صوت الجزائر وظهر حضورُها شاحبا أمام دول تقلّ عنها حجما وقوة وتاريخا، لكن هذا لا يمنع من مراجعة بعض المواقف بما يتلاءم مع موازين القوى الجديدة؛ فسياسة عدم التدخل التي انتهجتها الجزائر لعقود، قد لا تصمد طويلا أمام الحالة الليبية، فالأمر مختلفٌ تماما عن أزمات أخرى عاشتها المنطقة، وطرابلس باتت أقرب لنا كثيرا مما نتصور.. جغرافيا وأمنيا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!