مولودية الجزائر.. الاحتراف الحقيقي على الأبواب وحان الوقت للتألق إفريقيا

يقدم فريق مولودية الجزائر واحدة من أفضل مواسمه في البطولة الوطنية لكرة القدم، حيث يتصدر الترتيب قبل ثماني جولات عن النهاية، ويشكل أحد أضلاع الثمانية في كأس الجمهورية، ما فتح الأبواب على مصراعيها للتتويج بالثنائية هي الأولى من نوعها، بعد ثلاثية 1976، التي لم يستطع أي فريق آخر تحقيقها، غير أن النتائج الحالية لا يمكن أن تغطي العمل الكبير والمشروع الحقيقي في الفريق بقيادة رئيس مجلس الإدارة محمد حكيم حاج رجم، والهدف الكبير في جعل العميد أفضل فريق في الجزائر، وإعادة الاعتبار إفريقيا، من خلال البرنامج المسطر والمطبق على المستوى الإداري.
النقطة الأولى التي لفتت انتباه المتتبعين لشؤون الكرة الجزائرية، هي خلية الإعلام والاتصال على مستوى الفريق، التي أبدعت هذا الموسم وأصبحت تواكب كل صغيرة وكبيرة داخل النادي، وفي كل الفئات السنية، وهو أمر نادر حتى في أغلب النوادي العالمية، حيث يحوز العميد صفحة في كل وسائط التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى نشر كل ما يحيط بالفريق من أخبار، كما تميزت بنقلها المباشر لكل لقاءات الأصناف بالتعليق وجودة الصورة وإخراج في المستوى، أعطى صورة جميلة عن الصبغة الإعلامية لعميد الأندية الجزائرية، في انتظار القناة التلفزيونية، التي ستكون الأولى من نوعها في الجزائر مع العديد من المفاجآت، مثلما صرح به رئيس قسم الإعلام والتسويق محمد بوروبي، الذي أكد على وضع الفريق في مكانه الطبيعي إعلاميا.
ملعب خاص.. مركز تدريب.. قناة تلفزيونية وفئات شبانية خزان حقيقي
الحديث عن الاحتراف في الجزائر سابقا، كان حبرا على الورق، لعدم احترام دفاتر الشروط، وغياب هياكل رياضية حقيقة، بالإضافة إلى تعنت المسؤولين في بعض النوادي للشروع في العمل، غير أن مولودية الجزائر غيرت المسار من الكلام نحو التطبيق، بعد الانتهاء من أشغال مركز التدريب بزرالدة، وهي خطوة مهمة تحسب للإدارة الحالية التي وقفت على إتمام إنجاز المشروع، الذي سيكون في صالح مستقبل العميد، في ظل النتائج الباهرة المحققة في كل الأصناف وتصدرهم ترتيب البطولة من صنف أقل من 14 سنة إلى الأكابر، بالإضافة إلى وضع حد للتنقلات الكثيرة في ملاعب العاصمة، شأنه شأن الجوهرة ملعب علي عمار (علي لابوانت)، الذي سيجعل من المولودية أول ناد جزائري له كل الإمكانيات المادية واللوجيستيكية، حيث من المنتظر أن يتم تسليمه الصيف القادم، لتستفيد منه المولودية وتستقبل فيه المنافسين الموسم القادم، ما يجعل الفريق في مصاف الأندية الكبيرة، والتي كثير منها لا تحوز هياكل خاصة بها مثل المولودية.
“حاج رجم” موفق إلى حد بعيد والتتويج بالثنائية سيكون أفضل هدية للأنصار
ولعل التألق وتحقيق البطولات، لن يكون فقط بتوفر الهياكل، حيث يعتبر الأنصار الشريك الأول والأبدي للفريق، وهو ما يتجلى هذا الموسم، في ظل تبني الأنصار للمشروع، والتفافهم حول الفريق بطاقميه الإداري والفني، بالإضافة إلى حضورهم الدائم والقياسي في كل لقاءات العميد، ما جعل بعض اللاعبين يعبرون عن فخرهم بما يعيشونه هذا الموسم مع الفريق، والوعي الكبير للأنصار في الدفع بالفريق، ووقوفهم بالمرصاد أمام “الخلاطين”، الذين كسروا الفريق في المواسم الماضية.
التحول الرهيب الإيجابي في بيت المولودية، لا يجب أن يكون مؤقتا، حيث سيكون الفوز بكأس رابطة أبطال إفريقيا، وتزيين القميص بنجمة ثانية، مثلما صرح به رئيس الفريق حاج رجم سابقا، لن يكون بالكلام فقط، فالانتدابات الكبيرة التي قام بها الفريق خلال الميركاتو الصيفي السابق على غرار التعاقد مع بلايلي وبلعمري، كان لها دور كبير في إعادة الهيبة لأبناء الأخضر والأحمر محليا، وإعطاء بعد إعلامي آخر، بالنظر لقيمة الأسماء التي أمضت، كلها صفقات ستكون عادية مقارنة بما ينتظر الإدارة في الصيف المقبل، وضرورة السير في نفس الاستراتيجية، وتدعيم التشكيلة بلاعبين قادرين على تحويل حلم اللقب القاري إلى حقيقة، في ظل توفر كل الظروف من أجل ذلك..