مياه الأمطار تجتاح مساكن وتقطع طرقات بغرب البلاد

لقي شخص حتفه بعد أن جرفته مياه وادي “صراك” بالمنطقة الريفية أولاد عبد القادر بن يسعد ببلدية السهايلية في معسكر، إثر التساقطات المطرية الرعدية الغزيرة التي شهدتها المنطقة، مساء الخميس، وفقا لما ورد، الجمعة، في بيان لمديرية الحماية المدنية.
واستنادا إلى نفس البيان، فإن جثة الضحية التي تبلغ من العمر 81 سنة، قام بانتشالها مواطنون بالجهة، مضيفا أن أعوان الحماية المدنية قاموا بنقلها إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة العمومية الاستشفائية لتيغنيف، كما تسبّبت التقلبات الجوية التي شهدتها المنطقة، ليلة الخميس إلى الجمعة، في تسجيل تسربات للمياه داخل العديد من المساكن بتجمعات حضرية وريفية ببلديات معسكر والسهايلية وتيغنيف وعوف، وفق نفس المصدر. وتمكّنت مصالح الحماية المدنية من تصريف مياه الأمطار من داخل المساكن المتضررة .وأدى ارتفاع منسوب مياه وادي “الحمام” إلى تسجيل صعوبات في حركة سير المركبات على مستوى الطريق الوطني رقم 17أ، في شطره الرابط بين بلديتي معسكر وحسين.
كما أدت الأمطار المتساقطة في تيارت، إلى قطع الطريق الرابط بين مدينة الرحوية بعاصمة الولاية لعدة دقائق، قبل أن تعود الحركة العادية للمركبات، في الوقت الذي غمرت فيه مياه الأمطار العديد من المنازل، فيما تعرضت المنازل القديمة وتلك المبنية خلال الحقبة الاستعمارية لتسربات، تسبّبت في خسائر بالأثاث المنزلي والأفرشة والأغطية.
الأمطار المتساقطة لعدة دقائق فقط، كشفت أيضا عيوب أشغال الإنجاز وعمليات الصيانة، خاصة على مستوى البالوعات التي انسدت جلها، ما ساهم في ارتفاع منسوب المياه بالمدينة. حدث هذا في الوقت الذي دعا فيه سكان البلدية إلى تدخل السلطات المحلية، وتهيئة قنوات الصرف وتطهير البالوعات وصيانتها، حيث أن الفترة الخريفية الحالية، باتت الأصعب منذ سنوات، كون أن ولاية تيارت أصبحت تسجل مغياثية كبيرة في كل مرة، آخرها الأسبوع الماضي، ما ساهم في عودة نشاط الأودية النائمة، وارتفاع منسوب السدود.
وببلدية عين الحديد، أدت الأمطار الغزيرة المتهاطلة إلى قطع الطريق الرابط بين قريتي مرغنيس وعبيد، أين ناشد سكان القرى المعنية بتدخل مديرية الأشغال العمومية لإنجاز جسر بالمنطقة التي يقطعها أحد أخطر الأودية النائمة. وببلدية عين بوشقيف، أدت الرياح المتبوعة بالأمطار، إلى اقتلاع خيم الموّالين الذين قدموا لولاية تيارت للبحث عن الكلأ، أين تعرضت خيامهم لأضرار مادية، وكذلك العديد من المساكن ببلدية تخمارت بسبب السيول، مخلّفة خسائر مادية، خاصة بالسكنات القديمة. من جهة أخرى، عبّر الفلاحون عن سعادتهم لتساقط كميات هامة من الأمطار، التي من شأنها أن تنعش الموسم الفلاحي الجديد.
تسبّبت أمطار الخريف المتساقطة خلال الـ72 ساعة الماضية، على ولاية سيدي بلعباس، في اجتياح السيول الجارفة لعدة بلديات، حيث غمرت بيوتا وأغلقت طرقات، نتيجة ارتفاع منسوب وادي “المكرة”، منها الطريق الولائي رقم 98 على مستوى بلدية لمسيد.
وتدخل الديوان الوطني للتطهير، في عدد من البلديات، منها سفيزف، تسالة، سيدي لحسن، تنيرة وسيدي بلعباس، أين غمرت الفيضانات الشوارع، كما تسربت المياه إلى العديد من المنازل، ما أثار هلع سكانها، لاسيما تلك الواقعة بمحاذاة وادي “مكرة”، وكذلك تم تسجيل تدخلات من أجل تنظيف وإعادة فتح البالوعات المسدودة، مضيفا أنه في بلدية سيدي بلعباس، تم إحصاء خمس نقاط سوداء.
جرى مساء الخميس إنقاذ 10 عائلات حاصرتها فيضانات مجرى وادي “تسيغاوت” بحي شريفي قدور في الشلف، كما اجتاحت السيول مجمعات سكنية ببلديات سنجاس، أم الدروع وحرشون، فيما نجا أفراد عائلة واحدة بأعجوبة من داخل إحدى السيارات التي جرفها وادي “حرشون”.